يُقال هذا هو طب القرن الواحد والعشرين، الطب التكاملي، الذي يُكمل سواه وسواه يُكمله في سبيل شفاء الروح والجسد والعقل. المديرة التنفيذية في «مستشفى ومركز بلفو الطبي» ريمي معلوف،  تلفت إلى أن الدراسات أكدت أن خدمة المريض لا تكون بالعلاج الجسدي وحده بل بتوفير العلاج الروحي والعقلي له، لذلك اعتمد المستشفى على علاجات تكميلية مثل اليوغا والرسم والتلوين والروائح العطرية والموسيقى. وثمة حديقة سُميت «حديقة الشفاء» مخصصة لأهالي المرضى الذين من حقهم هم أيضاً أن يجدوا بعض السلام في الأوقات الصعبة. الطب الجديد اختلف عن ذي قبل. الطب الجديد إما أن يكون تكاملياً يهتم بالإنسان كإنسان متكامل أو لا يكون.

فوائد اللافندر

الروائح العطرية لها دورٌ أساسيّ في العلاجات الحديثة. الاختصاصية في الصيدلة والعلاج بالزيوت الأساسية والروائح العطرية «الأروما تيرابي» بيرلا خرباوي تشرح مهمة الروائح العطرية في العلاج: هي جزءٌ من العلاجات التكميلية بالتوازي مع الدواء والعلاج التقليدي الأساسي، ونُقرره بعد الكلام في الموضوع مع المريض ومع طبيبه. واستناداً إلى حالته وتقرير الطبيب نُحدد الرائحة العطرية التي تمنحه الصحة العقلية والروحية إلى جانب العلاج الجسدي التقليدي. ثمة مرضى يخضعون إلى علاجات كيميائية نقدم لهم رائحة الليمون أو الحامض مرتين أو ثلاثاً في اليوم من أجل الحد من شعورهم بالقيء والغثيان وتحسين مزاجهم. المرضى الذين يخضعون إلى غسيل الكلى يتنشقون رائحة الدم في أنوفهم ما يؤثر في نفسيتهم وشهيتهم، لذا نقدم لهم قطنة فيها رائحة اللافندر ونضع في غرفهم آلات تضخّ في شكل مدروس تلك الرائحة كي يرتاحوا. عشبة اللافندر (الخزامى) تفيد أيضاً في حالات التوتر النفسي والقلق والأرق.

مثلها مثل الدواء

هناك أكثر من مئة رائحة عطور، لكن المستشفى يستخدم ثلاث روائح فقط هي: اللافندر (عطر الخزامى) والحامض والليمون (البرتقال) لأنها خالية من أي مضاعفات جانبية.
الزيوت العطرية تخفف الآلام وتساعد في التئام الجروح وتقوي المناعة وتساعد على مواجهة التوتر والإجهاد. حالات دلّت إليها دراسات متتالية، لكن يفترض الانتباه الشديد إلى الكميات التي سيتنشقها المريض خصوصاً إذا كانت من روائح أخرى غير اللافندر والليمون والحامض، لأن الزيوت العطرية الأخرى، مثلها مثل الدواء، قد تؤذي المريض إذا استخدمها بكميات مفرطة. بعض الروائح قد تتسبب بآلام في الرأس أو بتحسسٍ أو حتى باضطرابات معوية ويفترض في مثل هذه الحالات التوقف فوراً عن تنشقها. بعض الزيوت يفترض ألا توضع على الجلد أو تؤخذ عن طريق الفم كونها تؤثر في الأمعاء الدقيقة وقد تؤذي الخلايا والأنسجة الطبيعية.

تأثيرات مفيدة

ثمة زيوت عطرية رائعة للبشرة، وتساعد في تعزيز الدورة الدموية وترطيب الجلد مثل زيت الورد لكن يفترض ألا تستخدم أي منها من دون مراجعة اختصاصي أو طبيب.
الزيوت المختلفة لها تأثيرات مختلفة. زيت الريحان مثلاً يزيد قوة التركيز ويخفف بعض أعراض الاكتئاب والصداع، لكن حذاري أن تستخدمه المرأة الحامل. زيت روز ماري يفيد من جهته الجهاز العصبي وحالات الدوار، أما زيت الفلفل الأسود فهو ممتاز في تحفيز الدورة الدموية وتخفيف آلام العضلات والكدمات ويسهم في حال مزج مع زيت الزنجبيل في تخفيف آلام التهاب المفاصل وتحسين مرونة العظام. زيت البابونج يفيد في علاج الأكزيما وزيت القرنفل هو مسكن موضعي للألم. في المقابل، زيت شجرة الشاي العطرية لديه خصائص مضادة للميكروبات وهو يستخدم كمطهر. أما زيت الزعتر العطري فيساعد في تخفيف التعب والعصبية والإجهاد.

الحذر ضروري

تقول خرباوي: يمكن أن يظل يتنشق المريض بعد أن يشفى تماماً الزيوت العطرية الثلاث التي ننصح بها، وهي كما سبق وقلنا: اللافندر والليمون والحامض مدى الحياة، في شكل منتظم، طالما تريحه شرط ألا يفرط في استخدامها وأن يتحدث مع ممرضة أو طبيب أو معالج فيزيائي أو معالج تدليك أو صيدلي قبل استخدام الزيوت بهدف الشفاء من داء ما. وهنا لا بُدّ أن تعرفوا أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تراقب عادة منتجات الروائح العطرية، لذلك قد يكون من الصعب معرفة مدى نقاء المنتج في حال استخدم من دون وصفة صيدلي أو طبيب.
الزيوت العطرية علاجات مكملة، لكن الحذر منها ضروري. نقولها ونرددها مرات ومرات لتحفظوا أن الزيت العطري الذي قد يساعدكم جداً قد يؤذيكم جداً. خصوصاً أن المركبات الكيميائية في الزيوت الأساسية قد تُحدث تأثيرات ضارة في حال دمجت مع الأدوية كما قد تقلل من فعالية بعض الأدوية التقليدية أو تؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية. لذا لا تستخدمو الزيوت العطرية بلا وصفة طبية حتى ولو كانت مجرد قطرات تتنشقونها على قطنة.