تمكنت لاعبة رمي (القرص والرمح والجلّة) الإماراتية ثريا الزعابي، التي أصيبت بشلل نصفي إثر تعرّضها في سن الـ27 من عمرها، لجلطة في الرأس، من تحويل إعاقتها هذه إلى جسر تَعبُر من خلاله إلى مرحلة جديدة مليئة بالنجاحات والانتصارات والأمل. في حوارها مع «زهرة الخليج» تتحدث الزعابي عن آمالها وأحلامها، وعن المواقف الصعبة، وتلك الطريفة التي واجهتها خلال مسيرتها الرياضية.

• ماذا عن بدايتك مع رياضة أصحاب الهمم؟

عقب إصابتي شعرتُ بالخوف من عدم تمكّني من ممارسة رياضة (ألعاب الجري والسلة والطائرة)، التي كنت أمارسها في فترة التسعينات مرّة أخرى، لكنني خضعت لبرنامج إعادة تأهيل، ورؤيتي لأصحاب الهمم والميداليات تُزيّن صدورهم، حفزتني لإكمال مشواري الرياضي. وبالفعل، بدأت بممارسة ألعاب القوى في «نادي الثقة لأصحاب الهمم» قبل ثمانية أعوام، حيث شاركت في البطولات المحلية التي حزْتُ خلالها على عدد كبير من الميداليات، ومن ثم البطولات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، والتي فزتُ فيها أيضاً بالعديد من الميداليات، وحطمت الأرقام الآسيوية.

• ما اللحظة التي لا يُمكن نسيانها في حياتك؟

مَحبّة كل مَن حولي في العالم الرياضي، سواءً العالمي أم الآسيوي أم الأولمبي، إذ إنني أرى على وجوههم الابتسامة المشجّعة، وفي المقابل يرون ابتسامتي الرياضية المتفائلة.

الصمود أمام العوائق

• ما أصعب المواقف التي مَررتِ بها خلال مشوارك الرياضي؟

أذكر مرّة أننا كنا في بطولة آسيا، وكان البرد قارساً جداً، لدرجة أن الثلج غطّى كرسيّ «الرمي»، إلّا أننا على الرغم من ذلك حاربنا الأجواء المناخية، وكنا نصمد ساعات طويلة أمام العوائق التي تواجهنا أثناء وجودنا في ملعب البطولة، ولم نتهاون أو نتقاعس في مواصلة مُهمّتنا في أي محفل رياضي مهما كانت الصعوبات، لنحظَى بتشريف إماراتنا الحبيبة ونرفع اسمها عالياً.

• هل من مواقف طريفة حدثت معك؟

(تضحك).. في بطولة العالم وأثناء التتويج، تَقدّمتُ بالكرسيّ المتحرّك لأتسلَّم ميداليتي، وأثناء رجوعي إلى الخلف لأقف بالترتيب إلى جانب المتسابقات، وقعتُ من فوق المسرح، فصرخ كل مَن حولي من الدول كافة وبلهجاتهم المختلفة «توخّي الحذر يا بطلة». كان موقفاً مضحكاً بالنسبة إليّ، وواصلت الضحك، وقد استغرب الجميع رَدّ فعلي، إذ لم يُدركوا أنه من شدّة فرحتي بالحدث، جعلني لا أشعر بأي ألم.

فرحة الإنجازات

• هل توقعت يوماً ما، تحقيق إنجازات في سجّلكِ الرياضي؟

صراحةً، لم أتوقع يوماً أن أصل إلى هذا المستوى، وعلى الرغم من إصابتي بشلل نصفي ودخولي عالم رياضة أصحاب الهمم، إلّا أن هذا الواقع لم يَحرمني من فرحة الإنجازات والانتصارات، واستطعت أن أحقق أكثر ممّا كنت أتوقعه وأحلم به.

• إلى مَن تتوجّهين بالشكر؟

إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نصير أصحاب الهمم والسَّنَد والداعم لنا، وإلى «نادي الثقة لأصحاب الهمم» في الشارقة، الذي لولاهُ لَـمَـا ارتقيتُ ووصلت إلى ما أنا عليه اليوم من تفوّق ونجاح، إضافةً إلى أنني لا أنسى أنني تلقيتُ من «نادي الثقة» التكريم في أول بطولة محلية لي في رياضة «الرمح»، حيث حصلت يومها على الميدالية الذهبية، إضافةً إلى أنه لولاهُ لما ارتقينا في الأولمبياد، والألعاب الأولمبيّة، ولـمَـا استطعنا رفع علم دولتنا الإمارات الحبيبة في المحافل الدولية، فضلاً عن دور «نادي دبي للرياضات الخاصة».

الحافز والداعم

• ماذا عن الرياضة في حياة أبنائك؟ وهل يُشجّعْونكِ؟

لديّ أربعة أبناء كانوا يمارسون الرياضة وهما صغار، ولكن مع صعوبة الدراسة عاماً بعد عام، لم يستطيعوا التوفيق بين الرياضة والدراسة، لذا فضّلوا الاهتمام بدراستهم  ولا يزالون حتى الآن. كما أن أبنائي هم أول المشجعين لي في كل البطولات التي أخوضها، وهم الحافز والداعم لبذل مجهود إضافي لتقديم الأفضل دائماً.

• ما أحلامك على الصعيدين الشخصي والرياضي؟

على المستوى الشخصي أحلم بتفوّق أبنائي في الدراسة، أمّا على المستوى الرياضي فأحلم بأن أكون مُتميّزة وأحافظ على المستوى الأولمبي، وأن أرتقي بعَلَم الإمارات إلى أعلى منصّات التتويج.