نظراً لقرب الجزيرة العربية من الهند وبلاد أفريقيا، انعكس هذا الأمر بشكل جلي على النمط الإيقاعي للأغاني الخليجية التي بدت متأثرة بالثقافات المجاورة لها خصوصاً الأفريقية، هناك وجود واضح وثابت "للرتم" الأفريقي في الأغاني الخليجية آخرها كان مع أغنية "لا يحلم" لـ آلاء الهندي.

 قد تشعر بعد سماعك لهذه الأغنية بأنها مألوفة جداً، لكن لا يمكن أن تعتبرها نسخة من شيء؛ فهي بالإضافة إلى أُلفتها تعطي إحساساً بالغرابة والاختلاف، فتتسائل في نفسك: هل تشبه أغنية "لاحول" لرابح صقر؟ لا، ربما كانت أقرب للفلكلور المغاربي؟ لا لا هي قريبة جداً من التراث السوداني؟ هذه الأغنية أعادتنا لعام 1999 حينما أصدرت فرقة ميامي أغنيتها الشهيرة "الحمد لله وشفناكم" التي استخدمت فيها الإيقاعات الأفريقية بشكل واضح، لكنها حتماً مختلفة عنها، فهي قريبة وبعيدة عن كل ما يشبهها.
"اللي ما يبيني بضيقتي بحبي لا يحلم أبد" بصوت عال غنتها آلاء في أول فيديو كليب لأغنية احترافية قدمتها مستخدمة فيها لحن مقتبس من التراث الأفريقي دمجته بشكل عصري وحديث مع ما غنته. ليست الأغنية هي ما يدفعنا للحديث عن آلاء بل كونها أول فنانة خليجية تغني بالحجاب، فهذه الفتاة الموهوبة استطاعت أن تقدم فن جديد بصورة مختلفة عن ماهو متعارف عليه، وهي لمن لا يعرفها ممثلة كوميدية تتمتع بروح خفيفة ومرحة عكستها من خلال فيديو كليب "لا يحلم"، وهي فنانة رسمت خطواتها بدقة وبتأني، درست التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية فمثلت أمام أهم ممثلي الفن الخليجي، كما شاركت في تقديم برنامج إذاعي مع الإعلامي علي نجم،  وفي نطاق الغناء لها وجود بدأ بسيطاً وأصبح جلياً حينما شاركت في حفل افتتاح كأس الخليج - خليجي 23 بجانب المطربين نبيل شعيل، وعبدالكريم عبدالقادر، ومحمد المسباح وغيرهم..
يقال إن النجاح يتبارك دائماً بالأصدقاء وهو ما حدث في فيديو كليب "لا يحلم" وهو نتنيجة تعاون بين مجموعة من الأصدقاء كما تسميهم آلاء وهم: حمد العماري الذي كتب كلمات الأغنية ولحنها وهو الشخص الذي سبق وأن قدمت معه مجموعة من الدويتوهات الناجحة، ليتم توزيع هذه الأغنية من خلال مشاري اليتيم وختم النجاح بفكرة الفيديو الأفريقي من محمد الحملي الفنان الكويتي الموهوب والذي يملك  تجارب إخراجية بسيطة وناجحة أهمها مقدمة برنامج شجون 3 وأغنية وطنية لفرقة ميامي وأغنية "قدر الله" لمشاري العوضي. لا شك أن هذه بداية موفقة لشخص متعدد المواهب كآلاء... هل ستستمر الفتاة المرحة في تحقيق خطوات ثابتة أخرى؟ المستقبل هو الحكم.