صراع الذات...

في العمل...
لا تنشغل بصراع الآخرين وتضرهم من باب التنافس
واعمل من أجل أن تكون مهماً في عملك وستنجح.

انتشر مؤخراً مقطع عن قطعة قماش تخفي جسد من يختبئ خلفها، وفي الحقيقة لا أعرف مدى مصداقية هذا المقطع بسبب التقدم التقني الذي وصل إليه المتخصصون في مجال التصوير، وتذكرت مرحلة الطفولة، حيث كنا نشاهد أفلام الرسوم المتحركة وبعض الأفلام القديمة حين يرتدي أحدهم قبعة الإخفاء فيختفي جسده تماماً وتكون لديه الحرية بارتكاب ما يحلو له، ونحن كأطفال كنا نتمنى لو نستطيع الحصول على تلك القبعة واقتنائها حتى لا يرانا أحد ونستطيع أخذ قطع الحلوى وفاكهة الأناناس المعلبة، أو مشاغبة أحد الأصدقاء أو مضايقته فمثلاً نجره من شعره أو نضربه من دون أن يرانا، وذلك من باب الانتقام الطفولي فنفاجئه حتى نضحك.
والآن هل يود أحدكم ارتداء قبعة الإخفاء أو ثوب الإخفاء إن وجد؟ ولماذا تتمنى امتلاكها لتختفي؟
بداخل كلٍ منا جانب خفي يحمل حقائق ودواخل متشابكة يستطيع العقل أن يخفيها عن الآخرين، إنه العقل الذي نستطيع نحن التحكم به، وبإرادة قوية، يساعدنا على التحكم بالكلمات قبل البوح بها، ومداراة أو منع الحاجة لمجرد شعورنا بأنها قد تتعارض مع حاجات الآخرين وأحكامهم حتى وإن كانت حاجة ملحة، الكثير من الأمور نلغيها أو نتجاهلها أو نمثل عكسها فقط، لأننا نتوقع حكم الآخرين ضدنا قد ينتج عنه الرفض أو العقوبة أو حتى السخرية، ويعود كل ذلك على قيم الشخص ومعاييره الأخلاقية والشخصية.
بالتأكيد فلكلٍ منا شخصية تتكون من مستويات عدة وتخضع لأنظمة:
• المستوى الأول، حيث تتولد الحاجات والرغبات المنطلقة من دون قيد أو تحكم.
• المستوى الثاني، ذاك العاقل القادر على التفضيل، حيث يعمل على تنقيح تلك الحاجات وفي تأهب واستعداد دائم لمواجهة المستوى الثالث، وتهيئة القسم الأول بالخضوع والتعايش.
• المستوى الثالث، هو المرتبط بالقيم والأخلاق والقانون ويقبل أو يرفض السلوكيات غير السوية من وجهة نظر المجتمع.
إن أردنا أن نكون أصحاء نفسياً وعقلاء ومنطقيين والأهم سعداء، علينا التعامل مع تلك المستويات والأنظمة بهدوء، على سبيل المثال، يمكننا كبح جموح بعض الحاجات المتمردة بهدوء ما دمنا نحترم المجتمع الذي نعيش فيه وإن كانت طبيعية في مجتمع آخر، ولنبتعد عن الازدواجية وإن رغبنا، وليكن لدينا مبادئ حيث الالتزام بالرضا وليس بالإجبار حتى لا ندخل في صراعات داخلية التي قد تدخلنا في مشاكل نفسية، والسؤال الآن هل لا تزال تتمنى أن تقتني قبعة الإخفاء؟
احتفظ بالإجابة.

استشارة..

• كانت هناك مشاكل بيني وبين زوجتي بسبب انشغالها الدائم، لا أشعر باهتمامها بنا أنا وطفلي، أهم أولوياتها العمل والصديقات، أشعر بإهمالها لنا عاطفياً، وإن كانت تهتم بطفلنا في توفير حاجاته، إلا أنني لاحظت بأن ابني حزين في بعض الأحيان، ولا يكون اجتماعياً إلا بوجودي وأراه يستغني عن ألعابه ومقتنياته ببساطة لأقرانه، أنا مصمم على أن أبذل قصارى جهدي لتعزيز احترام طفلي لنفسه وأريد حقاً أن أدعمه عاطفياً وليس جسدياً فقط. أي نصيحه؟
- لرفع تقدير الذات لدى الطفل الابتعاد عن الرعاية المبالغ فيها.
- عدم توفير كل متطلبات الطفل، ويجب أن يُحمل بعض المسؤوليات البسيطة حسب عمره.
- رفع كفاءته من خلال مشاركته في مختلف المجالات ليتنافس مع الآخرين، وعند تفوقه أو خسارته سيزيد من تقديره لذاته، حيث سيعرف نقاط القوة والضعف.
- مدح الطفل مهم ليس شفهياً فقط، بل بلمسة حنان فوق رأسه أو احتضانه والحرص على النظر لعينيه أثناء الحديث.
- دع الطفل يخطئ ليتعلم.
- الحرص على عدم وجود الطفل أثناء حواراتكما كوالدين لمناقشة المشاكل الزوجية وبالذات التي تخصه.