عندما تضع معياراً للتميز في العمل أو العلاقات، وتسعى إليه باستمرار، وتتفهم رغبتك في الوصول إليه سيكون لديك حافز وإثارة دائماً،
هذه هي المتعة الحقيقية، وهذا هو المنبع الذي تستمد منه الحماس للحياة.

هناك مستويات عدة لمقياس النتائج التي تحصل عليها مقابل عمل أو جهد تبذله، فإما أن يكون عملك ممتازاً، أو جيداً، أو رديئاً، لا أحد يريد لعمله أن يكون رديئاً، لأن النتيجة لن ترضيك، وربما سوف يتم الاستغناء عنك، وتطرد من العمل، أما على صعيد العلاقات فيمكن أن تخسر من يحبك أو من يدعمك.

تعدى المستوى الجيد

العملاء والعائلة والأصدقاء يتوقعون أن تكون ناجحاً ومتميزاً، لكنك إذا اكتفيت بالأشياء العادية والعمل العادي، فسينتهي بك الأمر إلى الحصول على نتائج ضعيفة لن تحقق بها ما تحلم به، ولكن ما الخطوة التالية لكل مستوى جيد؟ والجواب هنا أن تتعدى المستوى الجيد، وتقوم بعمل مميز ورائع، فإذا قمت بعملك في وظيفتك أو أديت بشكل ممتاز في علاقاتك بالآخرين فحتماً ستحصل على نتائج رائعة أيضاً.
إن المستوى المميز لا يبعد كثيراً عن المستوى الجيد، ولا يبتعد كثيراً أيضاً عن التألق في الأداء، فالنجاح الحقيقي والسعادة في العلاقات أو العمل، الحصول على مستوى التميز.

التقدم خطوة للأمام

عليك أن تسأل نفسك أي مستوى تريد الوصول إليه ؟ وكيف تصل إليه؟ ما الذي ينقصك لتصل إليه؟ هل تملك الحماس والرغبة للوصول إليه؟
اسأل نفسك أيضاً في أي قطاع من حياتك تريد أن تكون مميزاً؟ في العمل؟ أم تريد أن تتميز كزوج وحبيب، أو زوجة وحبيبة؟ أم أب أو أم، أم صديق أو صديقة؟ أم ترغب التميز في هواية تحبها.. إلخ.

موعد «يوم الحب»

من السهل أن يقول شخص ما، أريد أن أكون زوجاً متألقاً؟ ولكن ما الخطوات التي توصلك إلى هذا التألق؟ في هذه القصة ستجد الجواب:عندما كانت سارة تفكر في أن تترك مايكل، فكر (مايكل هيبيل) أن يقدم لها بطاقة في «يوم الحب» مع هدية بسيطة، ووجد أن هذه فكرة جيدة، فاشترى بطاقة وكتب عليها «عيد حب سعيد. أنت رائعة يا سارة»، قدمها لها، قالت له كم أنت لطيف، ووضعتها تحت الوسادة، وفي الصباح وضعتها على الرف، وذهبت إلى عملها، وبعد أسابيع اختفت البطاقة، إن ما فعله مايكل عمل جيد، لكن النتائج كانت رديئة.
وعلى مدار عام بدأ يفكر في أن يتميز في علاقته بزوجته، واقترب موعد «يوم الحب» مجدداً وبدأ يفكر كيف يجعل من المناسبة ذات أهمية ولا تنساها سارة، فبدأ بالتحدث مع سارة ليكون صورة للأشياء التي تحبها، ووجد أنها تتحدث عن أمرين أكثر من غيرهما، الأول القطط الصغيرة، والثاني فرقة موسيقية تدعى «ستيبس»، لقد كانت تحبذ فكرة اقتناء قطة صغيرة، وكانت أيضاً تستمع كل يوم إلى فرقة «ستيبس»، وتقلد حركاتهم، في اليوم الثاني تناول مايكل رقم هاتف الفرقة من على الأسطوانة واتصل بمسؤول التسويق، وما إذا كان لديهم بطاقات خاصة لـ«يوم الحب»، كان الرد لا آسف لذلك، ولكن شكراً جزيلاً على الفكرة، أجاب مايكل حسناً. هل لديكم أي منتج جديد، فقال المسؤول نعم، لدينا بضاعة من أجل الجولة التي ستبدأ خلال الشهرين المقبلين، فطلب مايكل منه حجز تذكرتين لأول حفل مقبل، ثم مر على متجر، وبحث عن بطاقة مرسوم عليها صورة قطة جميلة، ثم كتب فيها (هل تودين الخروج معي يوم 21 مايو) ووضع البطاقة، والتذكرتين في مغلف معطر، ثم وضع المغلف في البريد، جاء صباح «يوم الحب» وتلقت سارة رسالة من ساعي البريد، وأخذت تفتحها وهي مبتسمة وقالت لا أصدق بطاقة تهنئة بـ«يوم الحب» من أجلي، كانت تفكر ممن تكون هذه البطاقة، فتحتها فارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة، لأنها رأت القطة على البطاقة وقفزت في الهواء وقالت مايكل أنت من اشترى تذاكر فرقة «ستيبس» التي أحبها، في اليوم التالي أخذت البطاقة والتذكرتين إلى عملها، لتريها إلى زميلاتها، حانت ليلة الحفلة وذهب وهو متأبط ذراع سارة حتى وصلا إلى منصة العرض.

أفضل أيام حياتي

يصف مايكل شعوره، فيقول لقد كانت أمسية رائعة، وكانت أهم لحظة هي تلك التي كانت في العربة ونحن راجعان إلى البيت، حيث توجهت سارة إليّ وقالت: «إن هذا اليوم من أفضل أيام حياتي».
الهدف من هذه القصة هو أنك إن كنت مهتماً بأن تكون متميزاً في أمر ما، فاحكم الآن بصدق على موقعك الحالي وضع التقدير الصحيح هل تعمل حالياً بمستوى رديء أم جيد أم ممتاز؟ بعد تقييمك لأدائك، عليك أن تقرر أن تتقدم في مستواك، ثم افعل ما يلزم لتصل إلى هذا المستوى، حينها ستحصد على مكافآت مميزة، ونتائج رائعة. قد تحتاج إلى بعض المساعدة في جانب من تلك الجوانب، لذلك ابحث عما يجعلك مميزاً، اقرأ كتاباً في المجال الذي تحب أن تتميز فيه، شاهد فيديوهات، اقترب من أشخاص حققوا هذا التميز، اكتشف طرقاً جديدة خاصة بك لتصل إلى التميز.