مصممة أزياء سعودية شابة، صقلت موهبتها بالدراسة، وحفرت اسمها في عالم التصميم في فترة زمنية قصيرة، شاركت في مسابقات وعروض عديدة، ونالت الجوائز.. أروى العماري تُحدّثنا عن تجربتها وآخر إنجازاتها.

• نبدأ من مجموعتك الأخيرة التي قدّمتها ضمن أسبوع الموضة العربي في دبي، حيث كانت متنوعة التصاميم. هل من لمحة عن الفكرة أو القصة التي تقف خلف التشكيلة

المجموعة هذه اسمها Ink، أو حبر مستوحاة من الفن التجريدي، وتُعبّر عن قوّة الخطوط. ونرى كيف أن الخطوط يمكنها تشكيل outline للقطع. والخطوط البسيطة هذه سواء أكانت منحنية متعرجة أم مستقيمة، تعطينا قطعاً بارزة وقائمة بحد ذاتها، مثلاً ثمة العديد من القطع بالأبيض والأسود، ولكن وجود قطع سوداء على خلفيّة فاتحة تلفت النظر. وهناك قطع تضمّنت رسوماً يدوية، رسمتها شخصياً كفن رقمي وطُبعت على الأقمشة وبعضها تم تطريزه. بالنسبة إلى بعض القطع سترين كيف أن الخطوط العريضة أعطت القطع تأثيراً قوياً.

• التشكيل الفني والاستخدام المبتكر للأقمشة يُميّزان تصاميمك، ما الأقمشة التي تلاعبت فيها، أو بالأحرى وظّفتها لتقديم تصاميمك الأخيرة؟

طبعاً يُميّز تصاميمي نسج الأقمشة والألوان، لا أحب الأقمشة الحريرية، بل الأقمشة التي لديها شخصية، مثل «الشانتون» و«التفتا» و«الأورجانزا». وبالمُحَصَّلة، التصميم هو من يُلزم المصمم بنوعيّة القماش الذي يستخدمه.

• حصلت على جوائز عديدة، أيّ جائزة لها مكانة خاصة عندك؟ ولماذا؟

حصلت على جوائز عديدة في تصميم الأزياء، أهمها من مجلة «غراتسيا» الإيطالية عام 2014. لكن الأقرب إلى قلبي الجائزة التي حصلت عليها عام 2016 من برنامج Fashion Star Arabia، وهي مسابقة بين 12 مصمماً عربياً من كل أنحاء العالم العربي، تنافسنا فيها لمدة 10 أسابيع تحت الضغط الشديد لإخراج 10 مجموعات، وهذا ما أحببته، وكانت الـMentor المصممة العالمية ريم عكرا. المصممون الـ12 كانوا محترفين، استفدت من خبرتهم وتعلمت منهم، وكوّنت صداقات معهم، فكانت تجربة مُتميّزة جداً.

• عرضت أزياءك ضمن أسبوع الموضة في الرياض، ما رأيك في هذا الحدث الأول من نوعه؟ 

في الحقيقة، هذه الفترة استقبلت الرياض أسبوع الموضة الأول، ومن المعروف أنه أصبح هناك تشجيع للصناعات الجديدة في السعودية لتنويع مصادر الدخل، وأتت فكرة بدء أسبوع الموضة في السعودية تماشياً مع رؤية 2030، التي تشجع مصادر الدخل وزيادة فرص العمل وغيره. لذا، فعروض الأزياء مهمّة للإسهام في هذا الأمر، وتُعتبر مؤشراً على تشجيع صناعة الأزياء في السعودية.

• وهل كان عَرْض أزيائك داخل وطنك الأم له طعم آخر؟

بالنسبة إليّ، فقد درست تصميم الأزياء في Esmod الفرنسية، وكنت أعرض تصاميمي في الخارج بناءً على معايير العروض الخارجية من ناحية تكوين المجموعة، ومصدر الوحي وطريقة العرض، ووجود قصة وراء المجموعة، وهذا ما اعتدت عليه منذ البداية ولم يختلف أي شيء، ولكن طبعاً فإنه مَدْعَاة سرور أن يعرض المصمم في بلده، وأن أسهم في هكذا أمر، يعني تشجيع قطاع الأزياء وهو أمر مهم.

• كيف تنظرين إلى التغييرات الحاصلة في المملكة؟ 

ثمّة تغييرات تحصل في المملكة، فمثلاً تشجيع الصناعات الإبداعية، واعتبارها إحدى القطاعات ومصادر الدخل المختلفة عن البترول. فميزة هذه القطاعات أنها تربط الحضارات وتُظهر الطبيعة الفنية للبلد، وهي طريقة لربط شعوب تعتمد على الفنون، من رسم وموسيقى ومسرح وأزياء، وهو ما تركز عليه السعودية حالياً. الأمر الثاني هو تمكين المرأة والشباب. وأي دولة تُدرك أن ثروتها الحقيقية تكمُن في الأشخاص، وبخاصة النساء والشبّان، ستشهدين فيها تغييرات عديدة.

• وكيف تتخيّلين السعودية بعد خمس سنوات من الآن؟

السعودية من أكثر دول العالم التي تشهد تسارعاً في الأحداث، بعد رؤية 2030 سنشهد تغييرات اقتصادية كبيرة في مجالات جديدة. وكما نعرف، كانت مجالات عمل المرأة محدودة، وخلال السنوات الأخيرة دخلت المرأة عوالم مختلفة.

• في رأيك، ما الذي تحتاج إليه المرأة الخليجية والعربية بشكل عام في الأزياء؟

عموماً المرأة العربية والخليجية خصوصاً، عندها اطّلاع على عالم الموضة وآخر الاتجاهات، وهي مُتابِعة جيدة وتخصص جزءاً من دخلها لتنفقه على الأزياء والتجميل والمظهر. وتهتم بشكل أكبر في نتاج المصممين الجدد وأفكارهم، فشريحة لا يُستهان بها من السيدات الخليجيات مَلّت الشراء من بيوت الأزياء الكبرى والمكرّرة عند كل شخص، مع أنها تدل على البذخ والرفاهية، لكن ثمّة جزءاً كبيراً من المجتمع يبحث عن الجديد والمختلف، وهذا أمر مهم.

• بناءً عليه، هل تنافس Aram Designs بهذه الطريقة ما تقدمه العلامات العالمية؟

 نعم. فالمرأة بدأت تبحث عن شيء متميّز ومختلف غير مكرّر، وميزة تصاميمنا أننا نقدم غير الموجود في السوق بشكل استهلاكي، والأمر الثاني الذي لا يُدركه الكثيرون بأنني كمصممة سعودية، أو Aram كعلامة سعودية، نصمم على مستوى عالمي، وفي الوقت نفسه نفهم الذوق الخليجي والسعودي والعربي عموماً. طريقتنا في التصميم تكمن في مزج الألوان والتفرّد في التصميم غير المكرر، فكل قطعة تحتوي لمسات فنية لا تجدينها في السوق. العديد من الزبائن لديهم خيار الشراء من ماركات عالمية ولكنهم يختارون قطعنا لتَميّزها، وأيضاً لأن الـFinishing يضاهي كبرى الماركات. فنوعية التصاميم، الـFinishing، اختيار وخلط الأقمشة ونوعياتها ومزج الألوان، جميعها ميزات نُنافس فيها الماركات العالمية.

• ما رأيك بتسمية الـReady-Couture لعروض أزياء أسبوع الموضة العربي؟ وهل تُصممين فقط ما يندرج ضمن هذه الخانة؟

تسمية الـReady-Couture تندرج تحت خانة الأزياء المصممة على مستوى الكوتور، وتجمع بين الكوتور والملابس الجاهزة، وما تعنيه أن السيدة تحصل على قطع تتميز بمستوى الكوتور ولكنها جاهزة للتسلم واللبس. مع الإيقاع السريع للحياة تفضل السيدات عدم انتظار قطع الكوتور وإجراء البروفات والقياس، لذا تلبّي هذه الفئة متطلباتهن. وأسبوع الموضة العربي يركز على هذه الفئة.

• سمعنا عن مشروع خط الجلديات، متى ستبصر أولى مجموعاته النّور؟ 

نعمل حالياً على الحقائب اليدوية والأحذية والأحزمة، وخلال أشهر بسيطة ستُبصر النور.

• من هو المصمم المثالي بالنسبة إليك؟ ولماذا؟

ليس لديّ مصمم معيّن، أتابع إنتاج المصممين العالميين، ولكن إذا أردت التحدث عن مصمم تُعجبني تصاميمه فسيكون حتماً Valentino، والسبب أنها غير محددة بزمن.

• انطلقت من دبي، كيف تُقيّمين حركة الموضة في الإمارات؟

يمكن القول إنه في دبي Fashion Forward، ثمة تركيز على صناعة الأزياء منذ فترة غير بسيطة. وتوجد عناصر مهمة ألا وهي الـecho system، ودبي تركز على هذا الموضوع. ونجد بأن «تصميم دبي» و«مجلس دبي للتصميم» يوليان تشجيع قطاع الأزياء والمصممين أهمية كبيرة، ويسعيان إلى توفير بيئة حاضنة، وتسهيل عروض الأزياء على غرار أسبوعي Fashion Forward و Arab Fashion Week ودعمهما. إضافةً الى وجود «حي دبي للتصميم»، الذي يحضن العديد من المصممين، وأوْجَد بيئة مُلائمة لهم للتطور. وتُعتبر دبي عاصمة للموضة في المنطقة.

• أين أنت من العالمية؟

في الحقيقة العروض التي أجريناها لاقت أصداء عالمية، وقوبلت بتغطيات إعلامية عالمية، مثل الـCNN والـFashion TV وغيرها، وهذا ما حدا بالعديد من المهتمين وصنّاع الأزياء العالميين بالتواصل معنا. فتلقّينا عروضاً للمشاركة في أسبوعي الموضة في باريس ونيويورك، وقريباً سنشارك فيهما.