مثّل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، نموذجاً للقائد التاريخي صاحب الكاريزما، فتُرجمت نظرة عامّة الشعب إليه عن طريق الألقاب الشعبية التي كان يتم التداول فيها، والتي عبّرت بصدق عن القيَم الأصيلة والمفاهيم الأساسية التي كان المغفور له يعمل بها.
ومن الألقاب الشعبية هي: «حكيم العرب»، «الوالد»، «بطل الاتحاد»، «زايد المجد»، «زايد الخير»، «رمز الشموخ»، «شيخ العرب»، و«زايد الوفاء».
وذكر معالي الدكتور زكي نسيبة، وزير دولة، في أحد لقاءاته الصحافية، إنّ الشيخ زايد النموذج الفريد في القيادة نادراً ما يجود به الزمان في حياة الأمم، نظراً إلى قدرته على تخطّي الأزمات، بما يتمتع به من حكمة وذكاء وصدق.
اجتماع هذه الصفات الإنسانية والاجتماعية والقُدرات السياسية في شخص الشيخ زايد جعلت شعبه يلتف حول قيادته، وتقديم الولاء له، كما استرْعَت انتباه كل من قابل المغفور له، أو تعامل معه أو تعرّف إلى مسيرته وإنجازاته، فظهرت تلك الصفات في كتابات وتقارير أعدّها رحّالة وسياسيون ومتخصصون من مجالات مختلفة. ومثال على ذلك ما جاء في كتاب «زايد والتراث»، لمؤلفه الدكتور سيّد حامد حريز، حيث أورد أفكاراً مختلفة عن صفات الشيخ زايد على لسان عدد من الشخصيات الأجنبية، منها كلود موريس، مؤلف كتاب «صقر الصحراء»، والذي كتب عن المغفور له «إنه قائد يلتزم بالقيَم الأخلاقية، إنّ الشيخ زايد رَجُلٌ روحاني». فضلاً عن مُلاحظات الممثل السياسي البريطاني في أبوظبي، العقيد هيو بوستيد، الذي كتب «إنّ الشيخ زايد رَجُلٌ سَخِي، حلو الحديث، يتمتع بمقدرة هائلة على حَلّ المشاكل وكأنه قديس».
كذلك، ما ذكره النقيب البريطاني أنطوني شيبرد، في كتابه «مغامرة في الجزيرة العربية»، من انطباعات عن المغفور له «إنّ الشيخ زايد أشهر شخصية في المشْيَخَات العربيّة»، وأضاف «إنك تدخُل عليه باحترام، وتخرُج من لقائه وأنت أكثر احتراماً له». أما الرحّالة البريطاني ولفرد ثيسيجر، فقد سجلّ في كتابه «الرمال العربية»، بعض الانطباعات عن لقائه بالشيخ زايد، فقال «لقد كنتُ مُتشوّقاً للقاء زايد؛ فله شهرة واسعة في أوساط البدو الذين أحبّوه لسلاسة أسلوبه غير الرسمي في معاملته لهم، ولعلاقاته الودّية معهم، واحترموا فيه نفاذ شخصيّته وذكاءه وقوّته البدنيّة».