تروي ليلى الحوسني (36 عاماً)، إن من أهم التحديات التي واجهتها في طفولتها، بسبب إعاقتها الحركية (شلل أطفال)، هي عدم قدرتها على الانخراط في المدارس العادية، والتي لم تكن مؤهّلة آنذاك لاستقبال أصحاب الهمم، تضيف: «لكن بعد ذلك سمعنا أن هناك مركزاً لاستقبالهم يختص بتدريسهم وتأهليهم على الاندماج في المجتمع، وكان لصاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان (طيَّب الله ثراه) فضل كبير في افتتاح مركز رعاية وتأهيل المعاقين في أبوظبي، حيث لن أنسى ذاك اليوم الذي قام فيه جدّي بطرحه على والدي أمر إدخالي المركز».

وضعت هدفي دون تنازل

تؤكد ليلى أن لأسرتها وخاصة والدتها دوراً كبيراً في دعمها وزرع الثقة داخلها، حتى تتخطى الشعور بأي نقص يؤثر في تفاؤلها، مما جعلها تنظر إلى الحياة بإيجابية إلى اليوم». تخطت ليلى جميع الصعوبات حتى أكملت المرحلة الثانوية بتفوّق، تُبيّن بالقول: «وضعت هدفاً أمامي ولم أتنازل عنه، فبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، التحقت ببعض الكورسات، ومن ثم حصلت على وظيفة».

قرار التصوير

أما رحلة الحوسني مع التصوير الفوتوغرافي فقد بدأت باكراً، لكنها ركزت عليها أكثر بعد أن تجاوزت معوقات الدراسة والعمل، تشرح: «كنت دائماً أضع هواياتي أعلى قائمة أولوياتي، إذ أعتبرها المتنفّس الوحيد لي، فأنا أكتب الشعر والخواطر، لكني للاحتراف اخترت التصوير الفوتوغرافي، وذلك عندما رأيت أبي دائماً حاملاً كاميرا كان يصور بها الكثير من الأشياء ويوثّق، فقررت أن أصبح مصورة».

زوايا البلد

حملت الحوسني كاميرتها وانطلقت، فتجوّلت في جميع أنحاء الإمارات، تضيف: «التقطت أجمل الصور لكل زاوية من زوايا بلدي، قمت بزيارة جميع المهرجانات التراثية، مثل مهرجان قصر الحصن ومهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي أحببت التقاط تعابير الوجوه الإماراتية من العارضين، حيث أرى في وجوههم تعابير جميلة، تروي قصة كفاح قاموا بها في الحفاظ على التراث، ونقله إلى الأجيال القادمة، سواء أكان من الرجال أم النساء».

حُبّ الحياة والأمل

تتابع الحوسني: «منذ دخولي عالم التصوير، بَدَت الحياة سهلة بالنسبة إليّ، لم أخجل من إعاقتي، بل كنت أرغب في أن أكون أول مصورة فوتوغرافية إماراتية من أصحاب الهمم، علّمني التصوير حُبّ الحياة والأمل والقوة، وأن أكون فخورة بما حققته، وما وصلت إليه من نجاحات».
تقول ليلى عن طموحاتها: «أتمنّى أن أكون قدوة للناس وخاصة من أصحاب الهمم، وأن أصبح مصدر إلهام للجميع، وأن تكون قصّتي حافزاً لتحقيق أهدافهم، وكذلك أن ألتحق بالجامعة، وبأن يكون لي مشروعي الخاص بالموهوبين من أصحاب الهمم».