• النَّشِل: أصل الكلمة (الـْمَنْشَل).
• الـْمَنْشَل: القماش المصبوغ بألوانٍ زاهيةٍ، كان يستخدم في تغطية هودج العروس.
• ثُوْب النَّشِل: كان يُخاط ويطرّز في الهند حتّى نهاية الأربعينات.
• ثُوْب النَّشِل: برع حرفيو البحرين وشرقيّ السّعودية في خياطته وتطريزه.

بألوانٍ زاهيةٍ، وبأقمشةٍ ناعمةٍ، وبتطريزاتٍ مشغولةٍ بكثيرٍ من الإتقان؛ أبدعت أيادي الخيّاطين في السّواحل الشّرقيّة لشبه الجزيرة العربية (ثُوْب النَّشِل) الّذي تشي تفاصيله بأنّ الأنامل الّتي خاطته وطرّزته أعطت القماش وقتاً وصبراً كي تنجز قطعةً فاخرةً، ارتدتها نساء المنطقة في الأعراس والأعياد.
ولهذا الثّوب قيمته في البحرين وشرق السّعوديّة (الإحساء، الدمام، القطيف، الجبيل) وقطر والكويت والعراق. وأغلب الظّنّ أنّ أصله بحرينيٌّ أو سعوديٌّ من المنطقة الشّرقيّة. كانت ترتديه العروس ليلة الحنّاء، أو الفتيات ليلة 15 شعبان (النَّافْلَة)، باعتباره زيّاً تقليديّاً أصيلاً في هاتين المنطقتين، ومع ذلك ليست هناك معلومةً أكيدةً تشير إلى أصله، فقبل نهاية أربعينات القرن الماضي إن أرادت امرأةٌ اقتناء ثُّوْب نَشِل طلبته من الهند، ولاحقاً أتقن خياطته وتطريزه أبناء البحرين وشرقيّ السّعوديّة، وقبل استيراد ماكينات تطريز خيوط الذّهب (الزَّرِي).
لا أعلم بالضّبط سبب تسميته، لكن البعض يشير إلى أن أصل كلمة (نَشِل) هي (مَنْشَل)، أي القماش المصبوغ بألوانٍ زاهيةٍ، وبه كان يُغطّى هودج العروس.
وللنَّشل أسماء عدة، مثل (الثُّرَيَّا) و(الـمْفَرَّخ) و(الـمْفَحَّح) و(الـمْجَرَّح). وما يميّزه اتّساعه، وقماشه الشّفّاف إن كان حريراً هنديّاً طّبيعيّاً أو شّيفون أو جورجيت، ومن بين خامات الحرير استُخدم (أُبُوْلْـمِيْرَة) و(الْـمِزْدَايَة) و(الثّلَايِج). وقد حرصت النّسوة على ارتداء الأثواب ذات اللون الأسود، كونه سيّد الألوان والأكثر رقيّاً، والأثواب ذات الألوان الزّاهية، كالأحمر والأزرق والبنفسجي والأخضر.
وثُوْب النَّشِل يخاط بشكل حرف (T)، فيقصّ القماش بهيئة مقاطع طوليّةٍ وعرضيّةٍ، وتكون فتحة الرّقبة دائريّةً أو مثلّثةً أو مربّعةً بشقٍّ أماميٍّ يصل إلى منتصف أو نهاية منطقة الصّدر، تضاف إليه أزرارٌ (عِقَم) مصنوعةٌ من الزَّرِي وعرى محبوكةٌ يدويّاً.
من الكتفين إلى القدمين ينسدل المقطع الأماميّ الوسطيّ، وبه يتّصل مقطعان طوليّان يشكّلان الكمّين (التَّنْفَايَة)، وتخاط بهما قطعتان مثلّثتان هما الإبطين (الأبَاط)، والقطعة الخلفيّة للثّوب (الذّيل) تزيد طولاً عن الأماميّة، وأحياناً تترك فتحتين جانبيّتين في الأسفل. وفي إمكان المرأة ارتداءه بلا عباءة إن كان التّطريز كثيفاً حول الرّقبة وعلى جانبيه، مكتفيةً بارتداء (الدَّرَّاعة) تحته، وهي ثوبٌ طويلٌ بكمّين واسعين وطويلين يتدليّان إلى الأرض.
وقديماً تُرسم الزّخارف على القماش، وبغرزة السّلسلة يُطرّز التّصميم يدويّاً بخيوط الزَّرِي الفرنسيّة لتشغل مساحةً كبيرةً تُحلّى أحياناً بالفولك (التَّرْتَر)، ومن تقنيّات خياطة ثُوْب النَّشِل أنّ فتحة الرّقبة والشّقّ الأماميّ يُطرّزان قبل قصّهما، كما تُطرّز أماكن الخياطة فلا تبدو للنّاظر أبداً.
عندما يكتمل التّطريز يُصقل الزَّرِي ليصبح ملمسه ناعماً وبريقه وتوهّجه باديَين للعيان، الأمر الّذي يمنحه تفرّداً لا يضاهيه فيه أيّ ثوبٍ آخر.
وتشهد الذّاكرة أنّ عبد القادر وصالح الزّري هما الأشهر في تفصيل وتطريز النَّشل في البحرين، وفي عام 1968 فصّل وطرّز عبد القادر أثقل ثُوْب نَشِل لإحدى بنات الملك فهد بن عبد العزيز، مستخدماً 600 تُوْلَة زَرِي فرنسيّ، ويقدّر ثمنه حاليّاً بـ20 ألف دينارٍ بحرينيٍّ.