أتت طبيبة العظام من المملكة العربية السعودية إلى بيروت لتشارك للمرة الثانية على التوالي في المؤتمر السنوي الذي تنظمه «الجمعية العالمية للجهاز الحركي» التي يرأسها الجراح اللبناني العالمي طوني تنوري. وشاركت على مدى أيام في ورشٍ تطبيقية على هياكل عظمية استقدمت من الولايات المتحدة الأميركية، عرضت خلالها ما في جعبتها من جديد، واستمعت لعشرات الأطباء من جميع أنحاء العالم حول كل جديد. فماذا في جديد طب وجراحة العظام؟

أسباب مشاكل العظام

تتحدث د.بو بشيت، وهي متخصصة في جراحة تقويم عظام الأطفال، عن أسباب عدة تؤدي إلى مشاكل في عظام الأطفال بينها: ولادة بعضهم بتشوهات في العظام أو تأتي المشاكل بسبب حوادث مفاجئة أو التهابات أو مشاكل في الجينات تظهر غالباً في عمر الـ10 سنوات. ويتمّ التدخل عبر ملاحظة طبية تُعطى أو عبر أدوية توصف أو عمل جراحي ما، ولا تزيد نسبة المشاكل التي تحتاج إلى تدخل جراحي على 20% من مجمل الحالات.

مرهم فيتامين «د»

ثمة مشاكل عظام عند الأطفال تظهر بسبب «خلع مفصل» عند الولادة أيضاً أو مشاكل في الحوض، أو تكون القدم تميل إلى اليسار أو اليمين، وثمة أطفال يعانون في عالمنا العربي نقصاً في فيتامين «د». أتتصورون؟ وتميز الدكتورة بو بشيت بين تسميتي لين العظام عند الصغار وهشاشة العظام عند الكبار بسبب نقص فيتامين «د». وفي جديد علاج لين وهشاشة العظام تحدثت عن اكتشاف مرهم فيتامين «د» بدل الحبوب أو الإبر وجُرب على 500 إنسان على مدى أكثر من أربعة أشهر، ولم تظهر أي أعراض جانبية أو حالات تسمم، فقط بعض الاحمرار الجلدي الطفيف الذي سرعان ما اختفى، ونحن ما زلنا نقوم بأبحاث وتجارب عليه. وهذا المرهم سيُشكل وثبة طبية علاجية لمن يعانون لين وهشاشة العظام.

تقنية جديدة

وفي موضوع جراحة عظام الأطفال تم التركيز على إطالة القامة عبر تركيز سيخ داخل العظام، وهي تقنية جديدة كانت معتمدة في أوروبا وأميركا، وباتت تُطبق في عالمنا العربي، ومن شأن هذه الجراحة مساعدة من يعانون قصر القامة، لا سيما المراهقين، بسبب جيني أو طبي. ويمكن زيادة سبعة سنتيمترات إلى طول القامة، وإذا احتاج المريض إلى طول إضافي يمكن تكرار العملية بعد أربع سنوات.

كسور الأطفال

الكسور بسبب حوادث يتعرض لها الطفل أو الكبير كثيرة وأبرزها: كسور في المرفقين أو في فقرات الظهر أو انحراف في الأطراف السفلية أو هشاشة ولين العظام، ومعلوم أن عظام الصغار ليست مثل عظام الكبار، بل هي أكثر ليونة وتلتئم أسرع، ويجب التنبه في الحالتين كثيراً، لأن أي علاج خاطئ قد يسبب إعاقة مستديمة، لا سيما عند الأطفال، حيث إن أي خلل في العلاج يؤدي إلى قصر واعوجاج يزداد مع الأيام والسنين. ويهم هنا معرفة أن الأطفال الذين يتجاوزون سن الـ15 عاماً يتم التعامل معهم جراحياً، مثل الكبار من حيث المثبتات والمدعمات داخل العظام. كسور الأطفال تمر بثلاث مراحل قبل الالتئام الكلي، تبدأ بمرحلة التجلط ومدتها نحو أسبوع تلي الإصابة، ثم التكلس وتدوم بين 4 و6 أشهر، ثم مرحلة الالتئام الكلي التي قد تستغرق سنتين. لهذا يفترض الحرص حتى بعد الشفاء الظاهر، لأن العظام قد لا تكون جاهزة بعد لتحمل الوزن أو اللعب في شكلٍ قاسٍ.

دراسة

دلت دراسة أجرتها الدكتورة بو بشيت على أن نسبة وعي النساء السعوديات مثلاً، فوق سن الـ35 عاماً، لأهمية كتلة الجسم وقياس كثافة العظام وقوة العضلات وهشاشة العظام تقل عن 5%، لكن حين يعرفن عن الموضوع أكثر سيتفاعلن معه أكثر.