جاءت القمة الغنائية في حفلات مهرجان «سوق عكاظ» السعودية التي جمعت المطربين كاظم الساهر وماجد المهندس مُثيرة وممتعة، إذ إنها المرّة الأولى التي يجتمعان فيها بحفل بعد طول غياب، وبعد أن أصبح لكل منهما اسمه وجماهيريّته، وكان السؤال الأبرز: على الرغم من النجاح الخليجي والعربي الذي يحظيان به، فمن سيُثبت تسيّده للأغنية العراقية بينهما، وإن كان الاثنان غائبين عن وطنهما الأم العراق لفترة، ربما لأسباب أمنية؟

المفاجأة في حفل القيصر والبرنس

ولعلّ أبرز ثلاثة مشاهد في الحفل، عدا اجتهاد الاثنين في تقديم الأفضل لديهما، هي.. أولاً: أن الذي افتتح الحفل هو «القيصر» كاظم الساهر، حيث كان الجميع يُجزمون بأن «البرنس» ماجد المهندس هو من سيفتتح السهرة، نظراً إلى أقدميّة الساهر، لكن حدث العكس.. وهنا سمعنا من يقول إن كاظم رغب في افتتاح الحفل جرّاء ارتباطه بسفر ومواعيد طيران، لذلك لم يرغب في التأخر، بينما عَزَى آخرون السبب إلى كون ماجد الذي يحمل الجنسية السعودية هو يغني على أرضه وبين جمهوره.. وأيّاً كان السبب لكنها فعلاً مُفارقة في أن يغني كاظم قبل ماجد.

أما المشهد الثاني، فتمثل في «الأكشن» حينما اعتلت فتاة المسرح مُعانقةً ماجد، فبات هذا المشهد لسان حال من شاهد الحفل ومن لم يشاهده، وقد أشهر «فانز» الساهر أصابع الاتهام إلى المهندس أنه افتعل هذه التمثيلية لاستقطاب الأضواء من فقرة مطربهم، وهو الأمر الذي تعامل معه ماجد وإدارته بالكثير من العقلانيّة وسياسة «ضبط الأعصاب»، كي لا يتحول الأمر إلى مواجهة وحساسيّة مع «القيصر» نفسه، خاصة أن الأجواء في الكواليس كانت تشهد الكثير من الحميميّة بين أعضاء فرقة الساهر من العازفين الموسيقيّين و«البرنس».

لماذا لم يَلتقِ كاظم وماجد؟

المشهد لأبرز في هذا الحفل، مفاده لماذا لم يلتقِ نَجْماهُ كاظم وماجد معاً في الكواليس؟ حيث كان الجمهور المتابع يأمل أن يُكحّل عيونه ولو بصور أو «فيديوهات» مشتركة تنتشر للنجمين، لكن هذا لم يحدث، مما جعل بالونات الشائعات تكبُر بأن هناك شيئاً ما بينهما، لكن مصدراً مطّلعاً رافق الساهر والمهندس في الكواليس، كشف لنا أن «أبو وسام» ما إن انتهت فقرته حتى توجه مسرعاً إلى خارج المكان، وتوجّه برّاً من الطائف إلى جدّة، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت، حيث كان مرتبطاً بموعد سفر من مطار الملك عبد العزيز الدولي. وأنه أيّاً كانت الأسباب، كان عليهما أن يلتقيا أثناء الحفل أو قبل أو بعد ذلك، لكن عزاءنا أن يحدث هذا لاحقاً.

العراق تنتظر عودة نجميها

على الرغم من النجاحات المتتالية لكاظم الساهر وماجد المهندس في حفلاتهما داخل وخارج العالم العربي، لا يزال الجمهور العراقي ينتظر موعد العودة واللحظة التي يرى فيها نجميه يُحييان حفلات داخل المدن العراقية. فكاظم قد ترك العراق في أحد صباحات عام 1997. أما ماجد فقد غادر العراق في عام 1996.

ونُقل إلينا أن كاظم وماجد على الرغم من الإغراءات المادية التي تُقدّم لهما لإحياء حفلات في العراق، لكنهما حتى الآن يستخدمان «الفيتو» على هذا القرار، الأمر الذي دفع بمحبّيهما بعد الحفل المشترك الذي جمعهما في السعودية، إلى التمنّي بأن يروهما معاً في حفل في العراق.. فهل يتحقق هذا الحلم لمصلحة جمهور وطنهما الأم؟