«لم أكن أحب حضور المناسبات الاجتماعية، ولاحظت مقارنة بصديقاتي أنني أرتدي ثياباً لا تناسب عمري وأنا لم أتجاوز الـ15، تقتلني سخرية من حولي على سمنتي. عندما بلغت الـ20، فقدت القدرة على المشي السليم والحركة الطبيعية، وعانيت ضيق التنفس وآلام المفاصل، شعرت بأنني كتلة من الأمراض، ولما توقف مؤشر الميزان لدى الطبيب عند 150 كيلوجراماً، أدركت أنني أسير في اتجاه الموت».
تضيف المدربة الرياضية والناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سحر القسوس لـ«زهرة الخليج» أنه عندما شعرت بأن بدانتها بدأت تسبب لها أمراضاً جسدية، وليس مشكلات نفسية فقط، بدأت بالتنقل بين خبراء التغذية، وكانت كل المحاولات تبوء بالفشل، وتنتهي إلى مزيد من الكيلو جرامات، وبالتالي الدخول في نوبات شديدة من الكآبة، فعرفت أنه لا أحد يمكنه مساعدتها إلا هي نفسها.
سهل ممتنع
تؤكد القسوس أن الباب الذي دخلت من خلاله عالم الصحة والرشاقة، كان التعرف إلى الطعام، وتمييز ما هو مناسب لإدخاله أجسامنا عن ذلك الذي يقتلنا ونحن لا نشعر، وبدأت أدرس هذا الأمر عبر الإنترنت، من مواقع علمية منبثقة عن كبرى المؤسسات الطبية المتخصصة في العالم، وقمت بالتطبيق العملي بزيارة العديد من مصانع الأطعمة الجاهزة، المعلبة، والمجمدات، وأسجل ملاحظاتي عن مكوناتها مقارنة بما درسته».
أما بالنسبة للرياضة فكان وزنها الثقيل وقتها، لا يتيح لها ممارسة الجري أو الأيروبكس، فحصلت على دورة سباحة متقدمة، فكانت تلك رياضتها بالإضافة إلى المشي اليومي السريع لمدة لا تقل عن ساعة، إذ لا تؤثر كل من الرياضتين في المفاصل، وتنظمان التنفس وحرق دهون الجسم.
خلال سنة وشهرين، استطاعت القسوس التخلص من نصف وزنها، فكسرت حاجز الـ 80 كيلو جراماً، بعد أن قاربت على تجاوز 150 كيلو جراماً، وتحولت بالإرادة والطاقة الإيجابية إلى شخص مختلف تماماً عما حبست فيه روحها طوال تلك السنوات، وتؤكد أن انفتاح العالم عبر الإنترنت والدراسة عن بعد وإتاحة فرصة البحث والمعرفة، كان له الدور الأكبر في تجربتها.
وتضيف: «سعادتي بقدرتي على تلقي المعلومة الصحيحة في مجالي التغذية والرياضة، دفعتني لنقل تجربتي للآخرين، وعبر الوسيلة نفسها التي نجحت من خلالها، صرت أقدم للسيدات استشارات في هذين المجالين، من خلال «فيسبوك» ومن ثم «سناب شات» وصار لديّ متابعات من جميع أنحاء العالم، كما أقوم بإعطاء محاضرات وجلسات إرشادية من دون مقابل، إضافة إلى نشر التوعية بهذا الأمر عبر الإذاعات المحلية، كما أعقد ورش عمل في عدد من الدول العربية بدعوة من متابعيّ».
السمنة نمط حياة
كيف تساعد القسوس متابعاتها الراغبات في إنقاص أوزانهن؟ تجيب إن مشكلة السمنة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنمط حياتنا المعتمد على الوجبات الجاهزة والمعلبة وتلك سريعة التحضير، كما أن وسائل التكنولوجيا أبعدت الأشخاص عن ممارسة النشاطات البدنية، وهو ما يؤدي إلى تراكم الشحوم، كما أن قلة وعي الأهل واعتبارهم الطفل البدين طفلاً يتمتع بالصحة، وتوفير المزيد من الأطعمة غير الصحية من باب المحبة والتدليل، تجعله يدفع الثمن عندما يكبر.البداية كما تقول القسوس مع كل المتابعات لي، تكون بالدعم والتشجيع، وتأهيلهن نفسياً وإقناعهن بأنه لا مستحيل مع الإرادة، بعدها أبدأ بتعليمهن كيفية تغيير أنماط حياتهن من الناحية الغذائية والبدنية، فالحرمان هو الفخ الذي يقع فيه كل من يحاول إنقاص وزنه، ظاناً أنها فترة مؤقتة، يعود بعدها كما كان، مما يؤدي إلى وقوعه فيما يسمي الـ(yoyo)، وهو مصطلح يعني زيادة الوزن ونقصانه بشكل متتابع، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج كارثية تتعلق بالصحة العامة وتعطيل عملية الأيض، مما يؤدي إلى اعتلال الجسم وضعفه، والتعرض لخسارة الكتلة العضلية، بل ويمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون وثبات الوزن على الرغم من اتباع حميات متتابعة، مما يعرض الشخص لضغوط نفسية شديدة. وإذا ما طالت المدة، يؤدي ذلك بالشخص إلى تدمير الطبقة المبطنة للأوعية الدموية، وبالتالي أمراض قلبية وسكتات.