وصفت رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد العربي للشطرنج، عضو لجنة الابتكار والاتصال في الاتحاد الإماراتي للشطرنج خلود الزرعوني، رياضة الشطرنج بالفن الذي يرسم طريقها نحو النجاح والمدرسة التي تُعلمها التخطيط السليم، لترفع من خلال لعبة الأذكياء هذه علم بلادها عالياً خفّاقاً بين الأمم، وتُكمل بها مسيرتها النَّيِّرة في نقل خلاصة تجربتها كلاعبة للجيل الجديد من الأطفال والناشئين عبر إقامة العديد من المبادرات، بمشاركة نخبة من أبطال الشطرنج.

 كيف كانت بدايتك مع لعبة الشطرنج؟

 البداية كانت على سبيل الهواية في الصف الأول. وقتها كنت أتدرب لمدة ست ساعات في اليوم، الأمر الذي جعلني أبتعد عنها لفترة، ذلك أنه في مثل هذا العمر يكون الطفل كثير الحركة ولا يحب التركيز كما تتطلب هذه الرياضة. عندما وصلت إلى الصف السادس عدت لممارستها، وهذه المرّة كنت أكثر جدّية، وبدأت أشارك في بطولات محلية، وتعلمت اللعبة على يد المدربة منى اللبودي.

• من شجعك على ممارسة هذه الرياضة؟

 الفضل الأول والأخير لتميّزي في هذه اللعبة يعود لوالدتي التي شجعتني على ممارسة الشطرنج منذ البداية، لما لهذه الرياضة من فوائد عدة، فهي تُنمّي العقل وتجعل الإنسان أكثر تنظيماً في حياته بصفة عامة، إضافة إلى أنها رياضة لا تحتاج إلى مجهود بدني. وحرصت والدتي على توفير كل سبُل الدعم لي، لتحقيق الإنجازات والتميّز بلعبة الأذكياء. كذلك، كان لدعم شقيقتي، لاعبة منتخب الإمارات للشطرنج سابقاً، تأثير في هذا المجال، إذ لطالما ساندتني خلال مشواري الرياضي.

• ما الذي أضافته هذه الرياضة إلى حياتك؟

 أستطيع القول إنها جعلتني أكثر تنظيماً في جميع جوانب حياتي. علّمتني هذه اللعبة أن أضع الخطط قبل أي عمل أقوم به، فضلاً عن أنني من خلالها اكتسبت العديد من الصداقات التي أعتز بها. أما أكثر ما أضافته إليّ، فأنها مكّنتني من رفع اسم دولتي الغالية عالياً، وتقديم صورة طيّبة عن بنت الإمارات في الخُلق الكريم، وإظهار قُدراتها التي تؤهّلها إلى بلوغ القمة.

• ماذا عن التضحيات التي قدمتها خلال مشوارك مع رياضة الأذكياء؟

ضحّيت بمعظم وقتي للتفرغ لممارسة اللعبة وخوض البطولات الداخلية والخارجية، التي من شأنها أن تُصقل موهبتي وتُنمّي مهاراتي، من خلال الاحتكاك باللاعبين العالميين من مختلف الدول. وعلى الرغم من أن لعبة الشطرنج شغلت وقتي، إلا أنني كنت أجد متعة كبيرة في ممارستها، وكان لديّ شغف ورغبة في التعلم والتطور والوصول إلى مستويات عالية.

• ما أهم إنجازاتك في المجال الإداري؟

 تشرفت منذ فترة قريبة باختياري من المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للشطرنج لرئاسة اللجنة النسائية، وتكليفي باستكمال تشكيل اللجنة من الكفاءات النسائية العربية، كما أنني فخورة بالعمل مديرة لبطولة الأولمبياد العربي للشطرنج، التي تضمّنت بطولة العرب للفئات السِّنية، وعقبها بطولة الأندية العربية، حيث كانت تجربة ثريّة استفدت منها كثيراً.

• ماذا عن المبادرة التي أسهمت في إقامتها؟

بحُكم عملي عضواً في لجنة الابتكار والاتصال في الاتحاد الإماراتي للشطرنج، تمكنت من تقديم العديد من المبادرات، كمبادرة بطولة اتحاد الإمارات للشطرنج السريع، وبطولة اتحاد الإمارات للشطرنج المتبادل، وندوة الابتكار والتفكير الإبداعي، ومبادرة «إفطار صائم»، لتعزيز روح التطوع بين «المجتمع الشطرنجي».

• هل تمارسين رياضات أخرى؟

أحب ممارسة الرياضة بشكل عام، وأمارس الرماية والسباحة والمبارزة بالسيف، إضافة إلى الفروسية، وقد خضت بطولات عدّة محلية في «النادي الأهلي».

• ما أبرز المحطات في حياتك؟

لحظات الصعود إلى المسرح والتتويج بألقاب العديد من البطولات باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، هي واحدة من المحطات البارزة في حياتي، فشعور الفرح والسعادة الذي يتملكني لا يمكن وصفه، ولا يمكن أن يشعر به إلّا مَن خاض التجربة ذاتها.

• ماذا عن أحلامك المستقبلية؟ 

- أسعى إلى الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الموارد البشرية، لكن حلمي الأكبر أن أصبح وزيرة، وهذا يتطلب بذل جهود كثيرة وخبرة ونضالاً، وسوف أعمل بكل ما أوتيت من قوّة لتحقيقه.