رشا الخميس شابة سعودية (28 عاماً)، لا سقف لطموحاتها ولا يوجد للمُحبطين أي مُفرَدة في قاموسها، مارست ست ألعاب رياضية ودخلت موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية مرّتين، وأسهمت في تأسيس نادٍ نسائي لكرة القدم. أحلامها أعلى من قمة «كلمنجارو» Kilimanjaro التي تسلقتها. التقيناها في الحوار التالي: • ما قصتك مع الرياضة؟ - الرياضة بالنسبة إليَّ أسلوب حياة وثقافة أعيشها يومياً، وأتمنّى أن تنتشر الرياضة كمفهوم وسلوك بين جميع أفراد المجتمع.
• لكن، ألَا تُعد ممارستك ستة أنواع مختلفة من الرياضة غريبة؟ - الرياضة أيّاً كانت، هي إضافة إلى فائدتها الصحية للجسم، تعطي من يمارسها فوائد نفسية، كالثقة الكبيرة والطموح والتخلص من الضغوط، إضافة إلى الصبر واللياقة الذهنية والبدنية. ومُمارستي لأنواع مختلفة من الرياضة، أهّلتني لأكون أول سعودية تحصل على شهادة تدريب في الملاكمة مُعتمَدة من الاتحاد السعودي للملاكمة والهيئة العامة للرياضة، فضلاً عن دخولي «موسوعة جينيس للأرقام القياسية»، من خلال خوض مباراة كرة قدم على قمة جبل «كلمنجارو» في أفريقيا، وهي أعلى قمة في العالم، حيث لعبت على ارتفاع 5714 متراً، مع مجموعة مكوّنة من 30 امرأة تجمّعن من 25 دولة، تحت مجموعة خيريّة لا ربحيّة تُسمّى Equal Playing Field. كذلك أسهمت في تأسيس واحد من أوائل الأندية النسائية في المملكة العربية السعودية عام 2008، بصحبة صديقاتي وقريباتي وسَمّيناه «نادي عمورية»، تيمّناً باسم مزرعة جَدّي الشيخ الأديب عبد الله بن خميس، والرياضات التي مارستها كانت (كرة القدم، السلة، تنس الطاولة، الملاكمة، التسلق والماراثون). • دخلت مؤخراً موسوعة «جينيس» للمرّة الثانية. ما السبب؟ - كان ذلك في شهر إبريل الماضي، حيث لعبت مباراة لكرة القدم في أكثر نقطة في العالم انخفاضاً، وذلك على ارتفاع أقل من 430.00 متر تحت مستوى سطح البحر، وهذه المنطقة تحديداً موجودة في غور الصافي في الأردن، وكنت مع مجموعة تضم 40 امرأة من 20 دولة، تحت اسم المجموعة نفسها Equal Playing Field، والتي تهدف إلى العدل والمساواة، وتُسلّط الضوء على قدرة المرأة بالاعتماد على نفسها لتخطّي الصعوبات والقيام بالمستحيل المذهل. • ما بين أعلى قمة وأكثر نقطة انخفاضاً على مستوى سطح البحر.. أيّهما كان الأصعب؟ - الأصعب، كانت في جبل «كلمنجارو»، حيثُ كان الجو بارداً جداً، وكان الملعب مصنوعاً من رماد البركان بدلاً من العشب، والمكان عالٍ جداً وليس هناك الكثير من الأكسجين. وهذا الأمر سبّب لنا صعوبة في الركض والتنفّس، لكننا تجاوزنا الأمر ونجحنا. • ما دور والدك في دعمك؟ - والدي محمد بن خميس، شخصية مُلهمة بالنسبة إليّ، لك أن تتخيل أنني عندما كنت طفلة في السادسة من عمري، كان والدي قد جَهّز لنا ملعباً لكرة السلة في فناء المنزل، وبعد أن نُنجز أنا وشقيقي عبد الله الواجبات المدرسية، كان يأخذنا إلى ملعب كرة السلة لنُمارس اللعبة على مدى ساعة ونصف الساعة، وبعدها نمارس رياضة «الجمباز» لمدة نصف ساعة، وكنّا نسير وفق هذا الجدول لخمسة أيام في الأسبوع، وكان الوالد يلعب معنا ويشرح لنا قوانين ممارسة اللعبة، ويحفّزنا بالقدر نفسه من دون تمييز بيني وبين أخي الذي يكبرني بعام ونصف العام. • جَدّك أديب معروف، وله حضور على مستوى المشهد الثقافي. ما موقفه من الرياضة النسائية؟ - بصراحة، أهم دعم حصلت عليه كان من جدي الشيخ الأديب عبد الله بن خميس، رحمه الله، فلقد أنشأ للعائلة ملعباً لكرة القدم في مزرعته مُجهّزاً بكل التفاصيل بالكامل، ومن خلال هذا الملعب أسّسنا نادي «عمورية» مثلما أخبرتك وكنّا نتمرّن فيه، وفي عام 2010 انضم فريقنا إلى فريق نسائي في الرياض اسمه «اليمامة»، وشاركنا في بطولة خارجية في أبوظبي وحصلنا عليها. • حسبما ذكرت أثناء حديثنا أنك شاركت في سباق للماراثون.. متى كان ذلك؟ - كان ذلك في يناير الماضي، إذ شاركت في ماراثون «ستاندرد تشارتر» في دبي، وحينها ركضت لمدة خمس ساعات و20 دقيقة، وكانت هذه التجربة تحدّياً بالنسبة إليّ على الرغم من صعوبتها. • هل صحيح، أنك صعدت قمة «جبل توبقال» في المغرب؟ - هذا صحيح، وكان ذلك في فبراير 2017، مع فريق مُكوّن من 11 امرأة سعودية، استطعنا على مدى أربعة أيام من الصعود واعتلاء قمة الجبل، التي يبلغ ارتفاعها 4167 متراً.
• إلى أين تُريدين الوصول؟ وما الرسالة التي تهدفين إليها؟ - أتمنّى أن أنشر الرياضة بين الفتيات في بلدي، وخطوتُ خطوات في هذا الاتجاه من خلال تدريب الفتيات في (جامعة الملك سعود) على رياضة الملاكمة، وأتمنّى أن أردّ الفضل إلى وطني، وأن أرى في يوم من الأيام لاعبات مُتميّزات لدينا في مختلف الألعاب، وأن تُحقّق السعوديات ميداليات أولمبية على مستوى العالم.. فالرياضة تُعلّم صاحبها الكثير، وتجعله قريباً من تحقيق أهدافه. • أخيراً.. لم تُخبرينا عن دراستك الأكاديمية؟ - حاصلة على ماجستير في الإدارة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكانت رسالتي عن المنشآت الرياضية النسائية في السعودية.