بعد أكثر من عقدين من العمل في قنوات دبي، حَطّ المذيع الإماراتي سعود الكعبي رحاله مؤخراً في «قناة أبوظبي»، حول أسباب انتقاله وتجربته الإعلامية والحياتية، كان هذا الحوار معه:

• كانت بدايتك مع الإعلام مبكرة في سن التسع سنوات، فهل يمكن القول إنّ الشاشة الفضية سرقت طفولتك؟ - بالعكس أهدتني طفولة متميّزة، لم أتنازل عن عفويّتي ولا عن ساعات اللهو والمرح، بل كنت متفوقاً ومشاغباً، وربما شفعت لي «شطارتي» الأكاديمية كثيراً في الإفلات من العقاب، أكثر مما شفع لي كوني طفلاً يتمتع بأضواء الشهرة. • ما ميزات العمل مبكراً تحت الأضواء وما السلبيات؟ - من الجميل أن تصبح شخصاً متميّزاً، لكن ذلك لم يكن شيئاً مُريحاً بالنسبة إليّ. مثلاً كنت لا أستطيع الخروج مع عائلتي، فالمعجبون كانوا يلتفون حولي في أي مكان أذهب إليه، مما كان يُشعرني بالتقييد. لكن من الإيجابيات أنه أتيحت لي الفرصة للتعرّف إلى مسار حياتي المستقبلي، وأن أعمل عليه باكراً. كنت الرائد في برامج الأطفال • ما البصمة التي تعتقد أنك وضعتها في الإعلام الإماراتي؟ - أستطيع القول إنني وضعت أكثر من أثر، أبرزها ما كان في مجال برامج الأطفال، إذ فتحت الطريق لعدد كبير من أطفال الإمارات، في أن يُبرزوا مواهبهم في سنّ باكرة، باعتباري كنت رائداً في هذا المجال. كذلك لا أستطيع أن أغفل تجربتي الثريّة في مجال البرامج التراثية، مثل «بطولات فزاع» وبرنامج «الميدان» وغيرهما، حيث استطعت مع فريق العمل تقديم التراث الإماراتي في ثوب جديد وجذّاب. • ماذا عن أهم المحطات التي توقفت عندها وأثّرت في مسيرتك الإعلامية؟ - تجربتي في برنامج «نجم الخليج»، حققت لي كثيراً من القبول لدى المشاهد وزادت شهرتي، والأهم أنها غيّرت مساري بخصوص نوعية البرامج التي كنت أقدمها. كما أن عملي في برنامج «سند» غيّر نظرتي للحياة بأكملها، فالعمل في المناطق الملتهبة يُلامس إنسانيّتك مباشرة. أزور الشِّعر كلما «اشتقت» إليه • إعلامي وممثل وشاعر، ما أولوياتك في الإبداع؟ وعن أي تجربة أنت راضٍ أكثر؟ - الإعلام أولاً، التمثيل اتّخذته على سبيل الهواية. لكنني عندما أراجع أدواري فيما مثّلته، أشعر بأنني كنت لأجيده بصورة أفضل، لو اعتمدت طريقة مختلفة في الأداء مثلاً، عموماً لست نادماً على التجربة. أما الشِّعر فأزوره ويزورني كلما «اشتقنا» لبعضنا. • بعد 22 عاماً من العمل الإعلامي، انتقلت إلى العمل في «قناة أبوظبي»، ما الذي شجّعك على هذه الخطوة؟ - كَوْني من المؤمنين بأن الرّكون في زاوية واحدة لمدة طويلة، يبعث على الكسل والخمول والتشبّع ويُعطّل الإبداع، فقد اخترت تجديد طاقاتي وأفكاري وعطائي وحماستي. فانتقالي إلى بيئة جديدة وخبرات مختلفة هو ما أحتاج إليه في هذا الوقت. • ما رؤيتك للعمل في «قناة أبوظبي»؟ - رؤيتي تُناسب التوجّهات العامة للقناة، وما سأقدمه سيكون مفاجأة للمشاهدين. فالبرنامج الذي أعمل عليه مختلف تماماً عمّا قدّمته من قبل، وكل ما أستطيع الإفصاح عنه هو أن البرنامج سيُصوَّر خارج الإمارات، وسيكون في خدمة رسالتها في العطاء والتنوير ويُلامس الواقع الحالي، وأعتبره نقلة نوعيّة من حيث الابتكار والإبداع في تقديم محتوى مُتميّز لمشاهدي «قناة أبوظبي». • هل أنجزت أي خطوات في مشروع برنامج خاص بك؟ - ما زلت أعمل على «حلمي» في إعداد برنامج خاص بي من تقديمي وإعدادي، وتصوّري العام له هو أن يكون برنامج «توك شو» يُلامس حاجات الناس، ويستضيف ضيوفاً في المجالات كافّة. الزواج عن حب • هل تزوجت عن حُبّ؟ - ليس المهم الطريقة التي تزوجت بها. ولكن الأهم أنني أعيش حياتي سعيداً مع مَن اخترتها أن تكون أُمّاً لأبنائي. • كيف تتعامل زوجتك مع معجباتك؟ - زوجتي متفهّمه طبيعة عملي بصورة كبيرة، ولا تقلق أبداً من هذه الأمور، وأعتبر نفسي محظوظاً، لأن جميع المعجبين بي سواءً أكانوا ذكوراً أم إناثاً يُمثّلون قمّة الاحترام، وأنا فخور بحبّهم وقبولهم، ولم يشكّلوا لي أي نوع من الإزعاج يوماً ما. • كيف غيّرت ابنتك حياتك؟ - على الرغم من سنواتها الثلاث، يكفي أن هند هي الشخص الوحيد في الكون الذي يُجبرني على إلغاء جميع مواعيدي والجلوس معه في البيت، إذ إنني أنسَى العالم بصحبتها. * ما الذي لا يعرفه الناس عنك؟ - مُحبّ جداً للأسفار، وأعشق «طبيخ» والدتي، سافرت أكثر من 150 مرّة إلى نحو 100 بلد، وكثيراً ما أتّصل بالوالدة وأنا في أحد مطارات العالم عائداً إلى بلدي، لأخبرها أنني مشتاق إلى «طبخة» من يديها.