{الوِقَايَة}: الاسم القديم لشِيْلَة القطن

• الوِقَايَة: ما يُوَقَّى به الشيءُ، والمصدر وَقَى • وقّى: وقَى يقِي، قِ/ قِهْ، وَقْياً، ووِقايةً ووَاقِيةً، فهو واقٍ، والمفعول: مَوقِيّ • الوقَايَة/ شِيْلَة: غطاء قطنيّ تضعه المرأة على رأسها داخل وخارج البيت، والجمع: وقَايَات/ شِيَل

جميلة هي الأزياء التّراثيّة بكلّ ما فيها من تفاصيل وألوان، والكثير من كتب التّاريخ والأدب الإنسانيّ لا تخلو من وصفها، لكنّ بعض الشّعراء خصوصاً من كتبوا عن الأزياء بأحلى المعاني، مبرزين جمال المرأة وحشمتها، كما الحال بالنّسبة إلى شعراء الخليج. ومن بين تلك الأزياء (الوقَايَة/ شِيْلة القطن) المختلفة تماماً عن الشِّيْلَة المنَقَّدَة الّتي كتبتُ عنها في مادّة سابقة، وعمّا سأكتب عنه لاحقاً. ويختلف اسم الوقَايَة حسب نوع القماش والمنطقة، ففي السّعودية تدعى (غُدْفَة)، ولها أسماءٌ أخرى مثل (مَرْقُوطَة، مَشْكُوْرَة، كرِيْشَة، جَاوَه، نِيْبَريّة، أبو طَاوّوس، بُوْرْسَعِيْد) وأحياناً يُطلق عليها (مصون أو مصنَّف)، وفي الهند اسمها (فُوْطَة/ بُوْتَه)، أو (فُوْتَه) في تركيا، أمّا في الإمارات فهي وقَايَة/ شِيْلة. وذكرت بعض الإماراتيّات المسنّات أنّ الوقَايَة هي الاسم القديم لـ(شِيْلة القطن) كما تسمّى في دبي وأبوظبي، وأنّ السيّدات والفتيات الخليجيّات درجن على استخدامها لتغطية شعورهنّ والأجزاء العليا من أجسادهنّ، حرصاً منهنّ على الالتزام بالتّقاليد الدّينيّة وبالأعراف المجتمعيّة، فيضعنها داخل المنزل وأثناء الصّلاة وحين يخرجن إلى الأماكن العامّة، ويعلّمن بناتهنّ الصّغيرات كيفيّة ارتدائها لتصبح لاحقاً جزءاً من لباسهنّ. ولتوفير الحاجة من أقمشة الوقَايَة على اختلاف ألوانها؛ اهتمّ التّجار في الإمارات باستيراد خاماتها من الهند الشّيهرة بزراعة أجود أنواع الأقطان وذات الباع الطّويل في صناعتها، ومن الدّول المجاورة. والوقَايَة ذات حجمٍ كبيرٍ لتغطّي الرّأس ومنطقتي الصّدر والظّهر، فيصل طولها حتّى مترين، ولا يقلّ عرضها عن مترٍ، والسّميكة منها تُدعى (شِيْلَة قطن) أو (نِدْوَة/ صَفْوة/ وَسْمَة)، وهي من القطن السّادة الّذي يُدعى (لِيْسُّو/ شِمَد/ أُورَاني)، أو من القطن الملوّن (مْخَلبَص) أي المشجّر، وأحياناً تكون من ذات قماش الكَنْدُوْرَة. واليوم نستطيع التّمييز بين الوْقَايَة والشِّيْلَة، فالوقَايَة سميكة نسبيّاً ومن مختلف الألوان ما عدا الأسود، بينما الشِّيْلَة سوداء تُستخدم لها خامات التُّوْر/ التُّوْل والوَسْمَة والشِّيْفُوْن، ومن أسمائها: (دَوْرَة، بُوْ المَعَارِيض، مْدَقْدَق، قاعة المُنْخُل، مَلْفَع، دمُوْع فَرِيْد، نِيْل، بُوْ دَقَّة، منَقَّدَة). أمّا طرائق وضع الوقَايَة/ شِيْلَة القطن السّادة أو الملوّنة على الرّأس فهي متعدّدة. وإذا أمعنّا النّظر في صورٍ قديمةٍ لسيّداتٍ خليجيّات؛ سنجدهن وقد ارتدين كامل زيّهن التّراثيّ، والوقَايَات السّادة أو الملوّنة على رؤوسهنّ. وسنجد سيّدةً وقد لفّت رأسها كاملاً بالشّيْلَة، وأخرى تضع منتصف قطعة القماش على رأسها وترخي الطّرفين على ظهرها، وثالثةً تترك طرفي الوْقَايَة منسدلين على كتفيها من الجهة الأماميّة، وأخرى جمعت طرفي الوقَايَة بيديها عند منطقة الصّدر بعد أن مرّرتهما تحت إبطيها، وأحياناً تضع الوقَايَة على رأسها وترفع طرفيها فوق كتفيها ورقبتها بطريقة تمكّنها من أداء عملها داخل المنزل أو خارجه بيسرٍ. وفي فترة الثّمانينات وما بعدها تفنّنت النساء في الوقَايَات/ شِيَل القطن، فصرن يستخدمن أنواعاً جديدةً من الأقمشة غير الّتي كانت سائدةً في الماضي، فيطابقنها مع الكَنْدُوْرَة، وينسّقنها مع سجّادات الصّلاة. أَطْرِيكْ فْ الغُوْصْ وَالخَافِقْ يِحِنّ واحْسَبْ أَشّمّ الطِّيْبْ في وْقَايِتك تعليق الصورة:   الوقاية، برقع وكندورة عربية، رأس الخيمة People of Ras Al Khaima , by Jeff Topping 2018