لغط كبير أثارته الصحافة والإعلام المصريَّان، حول سفر عدد من النجوم والمشاهير المصريين إلى مباريات «كأس العالم 2018» في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار تشجيع المنتخب الوطني.

ومسألة التشجيع الفنّي المصري صارت تشبه الفولكلور المكرّر، والتي لم تعد مسألة مستساغة لا من الجمهور ولا من الذين يأتي التشجيع لمصلحتهم. أيضاً وجود النجمات «يسرا وإلهام شاهين وفيفي عبده ونيللي كريم، ومعهن المذيعة بوسي شلبي»، ومن يرافقهن دائماً إلى مكان الحدث، صار مسألة مملّة وبلا قيمة ولا هيبة.

قد تكون مثل هذه الخطوة حقّقت بعض الانتباه، وربما الإعجاب في مرّات سابقة، وقد تكون مشاركة بعض المشاهير في رفع معنويات شخصيات مصرية توجد في مناسبات عالمية ودولية، فيها بعض الإيجابيات. ولا ننسى «الاستعراض الجماهيري الداعم» لعدد من نجوم مصر، الذي نظّمه ورعاه الإعلامي عماد الدين أديب في مهرجان «كان» السينمائي، عندما كان فيلم «ليلة البيبي دول» الذي أنتجته شركته «غودنيوز»، أحد الأفلام المعروضة على هامش المهرجان. وقيل يومها إن هذا العرض غير المبرّر تكلّف ثروة دفعتها الشركة المنتجة، والمموّلة من إحدى الشخصيات العربية السعودية.

مثل هذه الاحتفاليات الداعمة، عندما تتكرّر في الطالع والنازل، وعندما تتكرّر الأسماء المشاركة فيها، تصبح مدعاة للتندّر، وربما تؤدّي إلى نتائج عكسية وسلبية. على ذمّة الراوي، ونحن قلّما نثق بذمم الرواة، أن نجم الكرة العالمي محمد صلاح أبدى انزعاجه الشديد من وجود عدد كبير من الممثلين المصريين، ومعهم نقيبهم أشرف زكي، في الفندق الذي كانت تنزل فيه البعثة الرياضية المصرية لكأس العالم.

ويُقال - أشدّد على عبارة يُقال - إن صلاح وقف في ردهة الفندق، بعد عودته من المباراة التي خسر فيها المنتخب المصري أمام المنتخب الروسي، وصرخ بالحاضرين قائلاً: «ده مش معسكر ولا حتى تجمّع شبابي رياضي، ده مولد. مش معقوله تواجد كل هؤلاء الناس في مكان المفروض أنه معسكر للتركيز».

طبعاً، سواء صحّ الخبر، أم كان مجرّد شائعة، فالمضمون صحيح وسليم. لأن النجوم المصريين بوجودهم في الفندق القريب أو الذي يقيم فيه المنتخب الكروي المصري، ليس أمراً مستحباً.

ومن المؤكّد أنه له تأثيره السلبي في مجمل أعضاء المنتخب. ذات يوم، ضجّت الصحافة المصرية المعارضة بالحديث عن وجود يسرا وإلهام شاهين وعدد من الفنانين المصريين على رصيف في إحدى المدن الأوروبية، كان من المقرّر أن يمرّ فيه الرئيس المصري المنتخب (في حينه). وبرّرت يسرا الأمر لاحقاً في لقاء مع المذيعة وفاء الكيلاني بأنها كانت تدعم رئيسها في أوروبا.

وعلى الرغم من أننا لا نعرف ما معنى أن تدعم فرقة صغيرة من الممثلات رئيساً فائزاً بالانتخاب، وبأصوات أغلبية الناخبين من الشعب، في مدينة أجنبية. يبقى الأمر شأناً مصرياً، لكن لا بد من التنويه بأن بعض الانفعالات الفنية الزائدة، لا شك ستؤدّي إلى عكس المرجو منها. ومن دون أدنى شك، تحقق بعض نجمات مصر رقماً قياسياً بمثل هذه الانفعالات.

أذكر جملة قالها لي المخرج الراحل يوسف شاهين، وهو كان يصوّر فيلمه الشهير «الوداع يا بونابرت». يومها قال لي إن الفيلم يرفع شعار «حبّني أقلّ، ولكن بشكل أفضل». وهي الرسالة التي كان يريد إيصالها لفرنسا، التي تدّعي في ثقافتها أن حملة بونابرت الفرنسية على مصر كانت لنشر الحضارة وإفادة المصريين من الثقافة والحضارة الفرنسية. وهو يريد أن يوصل لهم رسالة أن حب فرنسا لمصر، في الحملة المشؤومة، آذاها وأساء للشعب المصري أكثر مما أفاد.