لطالما كان الفن في خدمة التواصل الحضاري بين الأمم، وعنواناً لقدرتها على التقارب، وإثراء المشهد الإنساني بمزيد من فهم الآخر والتفاعل مع منجزه. فالفنون مثل الطبيعة لا يمكن تجنيسها باسم مجموعة بشرية دون أخرى، إنما هي إرث إنساني، وحين يقف تمثال أو تعلّق لوحة على جدار في متحف، فهي منتج عالمي، بغض النظر عن الهوية القومية، والدينية للرسام أو النحّات. متحف «اللوفر أبوظبي» سيكشف في 18 سبتمبر المقبل عن قطعة فنية نادرة؛ إنها لوحة «سلفاتور مُندي» أو منقذ العالم، للفنان العالمي ليوناردو دافنشي، وتضيفها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي إلى الكنوز والمقتنيات الحضارية التي تملكها؛ فاللوحة يتجاوز عمرها الخمسمئة عام، وتمثل عبقرية تشكيلية لواحد من أبرز رسامي التاريخ. الأيقونة ستعار إلى متحف اللوفر في باريس في أكتوبر المقبل من العام المقبل، لتعود في عام 2020، وتعرض مجدداً في «اللوفر أبوظبي». هذه الشراكة في الميراث الفني تؤكد مضامين الرسالة الإماراتية في غرس قيم التسامح الديني، وجعله منطلقاً للسلام والعيش المشترك بين معتنقي الرسالات السماوية، وهذه المرة بفضل الفن، ليُضاف ذلك كله إلى الجهود الحضارية المتواصلة التي تنهض بها الدولة لإرساء ثقافة التسامح وقبول الآخر. فالإمارات جزء من العالم العربي، الذي شعّ من أرضه نور الديانات، وهي تسعى بقوة وثبات إلى البحث عن الجوامع المشتركة بين المعتقدات والحضارات. . الإمارات فتحت حدودها لشعوب الأرض كافة، على اختلاف أعراقها وأديانها وخلفياتها القومية والاجتماعية، وتفوقت في بناء نموذجها في الوسطية والتسامح. فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة، ومنها تتجلى القيم الإنسانية الملهمة لما يجمع ولا يفرق. فأهلاً بـ«منقذ العالم» في إمارات المحبة والسلام.