اقترنت نجوميّته ونجاحه، سواءً أكان سينمائياً أم درامياً بإثارته للجدل، فصار فاروق الفيشاوي علامة فنية مسجّلة وخاصة. فمحطاته السينمائية بداية من «الباطنية» و«المشبوه»، ومروراً بـ«أرجوك أعطني هذا الدواء» و«لا تسألني من أنا» وحتى «الجراج» و«يا نحب يا نقب»، تُثبت أنه نجم مختلف. وعن اختفائه الفترة الماضية وعلاقته بنجله أحمد، وأزمته مع «الزعيم» عادل إمام، يُحدّثنا فاروق الفيشاوي خلال هذا الحوار. • ما سبب قلة وجودك الفني خلال السباق الرمضاني الماضي؟ - غيابي يرجع إلى رغبتي في ذلك، لأنه لم تعد هناك أعمال جيدة تُعرض عليّ كالتي كنت أقدمها في الماضي، وأرى أن هناك بالفعل أزمة نصوص، سواءً أكان في الدراما أم السينما. • لكنّ البعض أرجع السبب إلى عدم نجاح مسلسلك الأخير «قصر العشاق»، والذي قدّمته العام الماضي؟ - لا طبعاً.. فعدم نجاح عمل بالنسبة إلى أي فنان أمر طبيعي وبديهي، ولكني أبحث دوماً عن أسباب الفشل أو عدم النجاح، لكيلا يتكرر مثل ذلك مجدداً. • إذاً.. وما أسباب فشل «قصر العشاق» في رأيك؟ - المسلسل تم تنفيذه على عَجَل، خاصة بعدما تم تغيير فريق عمله أكثر من مرّة، كما أنه لم يَلقَ الترويج المناسب. إلى جانب المشكلات التي نشبت بين أبطاله ومنتجه ممدوح شاهين، والذي تهرّب من دفع أجور فريق العمل، حتى إنه قرر إلغاء آخر يوم تصوير من دون أي سابق إنذار، وتحمّلت بنفسي التكاليف المادية لهذا اليوم، حتى يخرج العمل إلى النور. العلاقة مع الزعيم • ما سبب هجومك على الزعيم عادل إمام خلال الفترة الأخيرة؟ - علاقتي بعادل إمام بدأت قبل اشتغالي بالفن، وقيمته كفنان عظيمة وكبيرة، ولكن يبدو أن هناك التباساً قد حدث لدى الجمهور حول علاقتي به، بسبب أنني سُئلت في أحد البرامج التلفزيونية عن رأيي في قول عادل إمام، إن من يُريد معرفة تاريخ مصر عليه مشاهدة أفلامه، ورددت بأن تاريخ مصر أكبر وأهم من أعمال عادل إمام وكل أفلام السينما المصرية، فاعتبر البعض كلامي هجوماً عليه. • ألم يكن قرارك بالظهور ضيف شرف في الحلقة الأخيرة من مسلسل «عوالم خفيّة»، بمثابة مصالحة بينكما أمام الجمهور؟ - ليس هناك أي خلاف بيني وبين عادل إمام حتى تكون هناك مصالحة، لكن قبولي الظهور ضيف شرف معه، يرجع إلى العلاقة الوطيدة بيننا، ففي تاريخي الفني، كل عمل قدمته مع عادل إمام كان بمثابة محطة مهمة سواء بالنسبة إليّ أم إليه، فمثلاً في فيلم «غاوي مشاكل» كانت بداية نجوميته كفنان كوميدي، وبداية تصدّري كنجم شباك. وفي «المشبوه» أثبت عادل قدرته على تقديم الأدوار التراجيدية ببراعة، بينما كان العمل نَقلة كبيرة بالنسبة إليّ. وأخيراً فيلم «حنفي الأبّهة» الذي شكّل مرحلة الوهج الفني لعادل إمام، وأيضاً كان كذلك بالنسبة إليّ. • لكنك في الوقت ذاته قبلت مشاركة نجله محمد بطولة فيلمه الجديد «ليلة هنا وسرور».. حدثنا عن ذلك؟ - ما لا يعلمه الكثيرون أنني كنت أول من قدم محمد عادل إمام كممثل، حيث شاركني في مسلسل «كناريا وشركاه»، وكان ذلك هو الظهور الأول له، فأنا من اكتشفته. وبالتالي فحين أعود بعد 15 عاماً تقريباً وأشاركه فيلمه الذي يقوم ببطولته، فهذا أمر يُسعدني للغاية، هذا فضلاً عنه أنه ابن صديق عزيز كما ذكرت، وأعتبره كابني أحمد. مسرح مصر • ما سبب هجومك على «مسرح مصر»، واعتبارك أنهم يقدمون تهريجاً؟ - تلك تصريحات منسوبة إليّ ولم أقلها، وأنا لم أهاجم «مسرح مصر»، لأن هذا النوع موجود منذ الثلاثينات والأربعينات ويُسمّى المسرح الارتجالي. وما قلته هو أنني لا يمكن أن أشارك في هذا النوع من المسرحيات لأنه لا يناسبني، وإنما انتقادي للمسرح كان لاختفاء المسرح الجاد. • وما سبب غيابك عن المسرح إذن؟ - لم أغِب عن قصد، وإنما هي ظروف خارجة عن إرادتي، فعلى سبيل المثال خلال الفترة الماضية عكفت لمدة ستة أشهر كـ«بروفات» وتجهيزات، على التحضير لمسرحية بعنوان «هولاكو» مع المخرج جلال الشرقاوي، لكنها لم تُعرض للأسف، لأسباب عدة لست في وارد ذكرها حالياً. مع أحمد • هل ترى أن ابنك أحمد الفيشاوي ورث عنك إثارتك للجدل؟ - هذا صحيح، فأحمد مُثير للجدل جداً. ولكن أرى أن السبب وراء ذلك هو أنه واقعي وصريح في مجتمع لا يحب هذه الصراحة المطلقة، ولكن على المستوى الفني أنا سعيد بنجاحه وأفلامه، وأرى أنه أفضل مني كثيراً. • لكن، ألا ترى أن مشكلاته عطّلته فنياً؟ - لا توجد أي مشكلة من الممكن أن تعطل الفنان، وإنما هو الذي يمكن أن يعطل نفسه، وأنا شخصياً تعرضت للعديد من المشكلات ولم يعطلني ذلك فنياً. • ما أهم الأمور التي حرصت على أن يتعلمها منك أحمد؟ - بالتأكيد علمته أن يعبّر عن رأيه بكل صراحة ومن دون أي تجميل، وأعتقد أنه يفعل ذلك، وأعتقد أن الصراحة أفضل كثيراً من النّفاق والتلوّن. * وماذا كان رَدّ فعلك بعد الهجوم الشديد الذي تعرّض له، بعد اللفظ الخارج الذي قاله في حفل عرض فيلمه في «مهرجان الجونة»؟ - هو هجوم غير مُبرّر لأن أحمد لم يقل إلا الحقيقة، ربما خانه اللفظ. لكنه اعترض على عرض فيلمه على شاشة لن يستطيع أحد أن يشاهد الفيلم عليها، وهذا يُحسب له لأنه فنان يغار على عمله، وينطلق من رغبته في أن يراه الجمهور في أكمل صورة. • ما الحالة العاطفية لفاروق الفيشاوي حالياً؟ - حالياً أنا أعزب، ولا توجد امرأة في حياتي. • أخيراً.. ألست نادماً على علاقاتك النسائية المتعددة؟ - لم أندم على شيء في حياتي، وعلاقاتي النسائية المتعددة التي يتحدث عنها الناس أمر طبيعي للغاية، وأي رجل يحب النساء، ويميل إلى أن تكون في حياته سيدة. • لكن، ما رأيك في الانتقادات التي تُوجّه سواء إليك أم إلى نجلك أحمد بسبب ذلك؟ - كل شخص حرّ في حياته ما دام لا يضرّ غيره، فقد عشت حياتي بالطريقة التي تُريحني كأي إنسان عادي. كذلك أحمد حرّ في أن يعيش الحياة بالطريقة التي يحبها، وليس من حق أحد أن يُنَصّب نفسه حكماً عليه.