يقولون: «سنكون يوماً ما نُريد.. لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى». وبهذه القناعة التفاؤلية تسير المطربة السعودية الشابة داليا مبارك، التي تُزيّن غلاف «زهرة الخليج» مع زوجها رجل الأعمال الأميركي الملاكم «لي»، في جلسة تصوير حصرية. فمنذ أن غنّت داليا أغنيتها الشهيرة «قلبت الطاولة»، وهي على قناعة تامّة بأنه سيأتي يوم تقلب فيه الطاولة فنياً، وربما هذا ما يحدث الآن، بدليل أنه وقع عليها الاختيار لتكون أول مطربة سعودية تُحْيي حفلاً جماهيرياً نسائياً في وطنها، شاركت فيه مع «قيثارة الغناء الخليجي» نوال الكويتية، وأقيم في «عروس البحر الأحمر» جدّة. ومع استعداد داليا لإصدار ألبومين غنائيين، الأول وطني والثاني عاطفي، وانتظارها مولودها الأول، وتزامُناً مع إجازتها الصيفية التي قررت أن تقضيها مع زوجها في سريلانكا.. التقيناها في حوار صريح، لنسألها: • داليا، مع كثرة نجاحاتك في الفترة الأخيرة، من أين تودّين أن يبدأ كلامنا؟ - لنبدأ من النهاية.. من حفل السعودية في مدينة جدة، والذي أعتبره حدثاً عظيماً وتاريخياً بالنسبة إليّ، فقد كنت سعيدة للغاية كوني أول مطربة سعودية تُحْيي حفلاً في وطنها بدعم من «الهيئة العامة للثقافة»، ومن إشراف وتنظيم «روتانا». وهو حلم توقعت أن يأخذ وقتاً طويلاً حتى يتحقق، لكنه تحقق بخطى سريعة. أيضاً كان مسؤولية كبيرة، فعلى الرغم من وجود أسماء فنانات سعوديات غيري، إنما تم اختياري ليكون هذا تكريماً من بلدي لي. • كونه وقع عليك الاختيار كي تكوني أول سعودية تُحْيي حفلاً غنائياً داخل وطنها، ألم يُحرجك هذا مع المطربات السعوديات الأخريات اللاتي يتساءلن: «لماذا داليا.. ونحنُ لا»؟ - لا حَرَج، فلكل مجتهد نصيب.. وأنا لو لم أكن أستحق، لـمَـا وقع عليّ الاختيار. ثم إن هذا الاختيار لي لم أكن أتوقعه لكني كنت أتمنّاه، ويكفيني شرفاً أن أقف على مسرح في بلدي لأغني وأسعد جمهور النساء الحاضرات. • وهل تَزْخَر الساحة الغنائية السعودية بمطربات كثيرات؟ - ليس بالضرورة أن يكنّ كثيرات، ولكن هناك مَن هُنّ أقدم مني، إنما لا أود ذكر أسماء. • ما نعرفه أن الساحة الغنائية السعودية فيها المطربتان وعد وأنت! - لا، هناك فنانات غيرنا لكن ربما لم تسلّط عليهن الأضواء كما سُلطت عليّ أنا ووعد، وربما بقيّة المطربات السعوديات لم يلقيْنَ الفرصة التي جاءتني. وأتوقع أن هذا الانفتاح الفني والثقافي والاجتماعي، الذي تعيشه السعودية حالياً، قادر في الفترة القريبة المقبلة على إبراز مواهب نسائية سعودية غنائية قد تكون أيضاً أفضل منّي. • في رأيك، كيف حظيت بالفرصة التي جاءتك ولم تأتِ لبقيّة المطربات السعوديات غيرك؟ هل هي الواسطة؟ أم أن صوتك هو الأفضل بينهنّ؟ أم الأمر يعود إلى مدير أعمالك محمد الزرعوني؟ - هي عوامل عديدة مشتركة، فلو لم تكن هناك موهبة وصوت قوي لديّ لـمَـا أشاد الجمهور بي وصفق لي، ولو لم يكن لديّ مدير أعمال قوي لـمَـا نجحت واستمررتُ، إنما في جميع الأحوال ليس للواسطة دور، والصوت الجميل يفرض نفسه، ولكل مجتهد نصيب.. بصراحة، أنا قبل صعودي المسرح في حفل جدّة ضمن «حفلات العيد في السعودية» بكيت من الرّهبة، علماً بأنه معروف عني أني لست من النوع الذي يرتبك قبل الصعود للمسرح، بل أكون مشتعلة وأضحك مع الجميع، لكن يوم حفل جدة لم أتمالك نفسي وبكيت، ليس خوفاً.. إنما بكائي جاء فرحاً لأن اللحظة التي انتظرتها طوال حياتي.. جاءت. • ألا ترين نفسك محظوظة؟ فعلى الرغم من أنك في بداية مشوارك الفني، لكن فُتحت أمامك الأبواب، إذ بتِّ قادرة على إحياء الحفلات في السعودية، وسُمح للمرأة هناك بقيادة السيارات، وفتحت دُور السينما أبوابها للجمهور وغيرها.. - نعم محظوظة وأرى نفسي مجتهدة، وأعطي شغلي من قلبي، وكنت من البداية قد غادرت السعودية نهاية عام 2014 قادمة إلى دبي حتى أكون أقرب إلى فني، علماً بأني أغني فعلياً منذ أن كان عمري (13 سنة)، والآن أصبحت (27 سنة) وما زلت أغني، وما أريد التركيز عليه هو أني وجدت الدعم الكامل من أهلي، فلم يعترضوا على عملي في الغناء، بالتالي لديّ إيمان كبير بنفسي و«مصدّقة موهبتي»، إلى درجة كبيرة، الأمر الذي يجعل مَن أمامي.. يُصدّقني ويدعمني. • في حفل السعودية الذي شاركتك فيه نوال الكويتية، هل كنت تتمنين لو أنك غنيت فيه بمفردك؟ - لا أعتقد أني كنت جاهزة لإحياء حفل بمفردي، هذا عدا أن عمري الفني حتى الآن هو أربع سنوات، وصدّقني أني أحب أن أغني مع الكبار وأتعلم منهم، لاسيّما أنهم مشوار من الاحترام والتقدير، فنوال مثلاً تغني على مدار 42 سنة تقريباً، لذلك صعبٌ أن أقارن نفسي بها، كما أني أحب صعود السلّم درجة درجة، ولستُ مستعجلة على النجومية، وعلى دراية بأنه سيأتي يوم وآخذ فيه فرصتي بأن أقف على المسرح بمفردي أمام الجمهور في حفل جماهيري بامتياز. • ماذا قالت لك المطربة نوال الكويتية في كواليس الحفل؟ - عندما سلّمت عليّ قالت لي: «أحبّك وايد»، فأجبتها: «وأنا أموت فيك»، وسألتها إذا ما كانت تصلها أغانيها التي أقدمها بصوتي، كوني عاشقة لإحساسها، ويعجبني رقيّها واتّزانها وأنها فعلاً إنسانة حقيقيّة. • نوال الكويتية مُتسيّدة الساحة الغنائية النسائية الخليجية. فهل سيأتي يوم ونراك فيه مثلها؟ - لا أستطيع قول ذلك، فأنا دخلت الفن لأني أريد أن أغني. وساعات أخاف أن أصل إلى مرحلة لا يكون عندي فيها شيء أقدّمه، عندها أفضل أن أقعد في البيت، على أن أبقى لمجرّد أن يُقال إني موجودة. وأتمنى أن أكون مُتسيّدة الساحة الغنائية في الخليج في حال عندي شيء مختلف، كما هي الحال مع نوال الكويتية وغيرها من المطربات الكبيرات المستمرّات في تقديم أغانٍ جميلة. • هناك من بنات جيلك الفنانتان بلقيس أحمد فتحي وشما حمدان، فهل تتنافسن معاً؟ - نعم، لكن أنا لي حظي المختلف، ولا أعتمد على الأغاني الضاربة، أو الكليبات التي تجذب الجمهور ثم ينساها، بل أعتمد على الكلمة واللحن وما يبقى ويسكن في ذاكرة الجمهور. • للتوضيح، هل تراقبين ما تقدمه بلقيس وشما حمدان، حتى تكوني مختلفة عنهما؟ - لا أراقبهما ولا تراقبانني.. وهما «مسكتا خط شبابي»، وكل واحدة منّا لها «جوّها» وناجحة فيه.. ثم لسنا نحن الثلاث وحدنا اللواتي نتنافس على صعيد بنات جيلنا، بل هناك أخريات معنا «وما أقدر أسمّيلك مَن، بَسّ يمكن ما نجحن النجاح الذي نحن نجحناه». • هل كنت تتمنين أن يكون حفلك الغنائي في جدة مع نوال الكويتية، أم مع بلقيس وشما حمدان؟ - بالتأكيد مع نوال، لأني أتمنّى أن يُسجّل في تاريخي أني وقفت إلى جانب العمالقة، وكما شاركت نوال في حفل، سبق أن غنّيت في حفلات وأعراس مع مطربين كبار أمثال رابح صقر وماجد المهندس وعبد المجيد عبد الله، وهؤلاء الكبار هم اليوم عمالقة، و«بكرا راح يكونوا تاريخ». • يلعب مدير أعمالك الصديق محمد الزرعوني دوراً بارزاً في نجاحك والتخطيط لك.. - (تقاطعني قائلة): للأمانة محمد الزرعوني كمنتج فني ومدير أعمال «شاف فيني شيء لم يَرَهُ الآخرون». فأنا طرق بابي العديد من الأشخاص لتولي إدارة أعمالي، لكن جميعهم كانوا ينظرون إليّ كسلعة، ونظرتهم كانت مادية، يريدون جَني الأرباح من خلال تولّيهم إدارة أعمالي، بخلاف محمد الزرعوني.. لذلك هو الوحيد الذي وقّعت معه عقداً وارتحت له، خاصة أني إنسانة «أمشي وراء إحساسي». • بعد زواجك الحالي من رجل الأعمال الأميركي «لي»، هل ستسحبين بساط إدارة أعمالك من محمد الزرعوني وتمنحينها لزوجك؟ - زوجي مُلاكم وليست لديه خبرة في المجال الفني، ثم إن منزلي وشغلي منفصلان تماماً، وزوجي عندما يرافقني أحياناً في تنقلاتي، فذلك لدعمي نفسياً فقط، إنما هو لا يتدخل في عملي. (وهنا تمزح ضاحكة): «عوضاً عن أن يتعلم زوجي مني الأمور الفنية، أنا جالسة أتعلم منه الملاكمة». بقية اللقاء تجدونه في عدد "زهرة الخليج".