على عكس شقيقتيها حلا ومايا، اللتين بدأتا مشواريهما الفني بأعمال جريئة، لينتهي الأمر بهما إلى اعتزال الفن، تواصل ضيفة «زهرة الخليج» الفنانة المصرية هنا شيحة مشوارها الفني بثقة، وقدرة على التنوع، بل وأحياناً تؤدي مشاهد قد يصفها البعض بالجريئة، مثل لبسها للمايوه في فيلم «قبل زحمة الصيف». واستمراراً لنهج هنا شيحة في التنوع والاختلاف، قدمت خلال الموسم الرمضاني المنتهي دوراً كوميدياً في مسلسل «أرض النفاق» مع النجم محمد هنيدي، فهل تستمر هنا في هذا الاتجاه، أم ستواصل رحلة التنوع في الأداء التمثيلي؟ وما الجديد لديها؟ وهذا ما تجيبنا عنه. • بداية، شاركت في السباق الرمضاني المنصرم بمسلسل «أرض النفاق»، ما الذي شجعك على هذه التجربة؟ - الاختلاف والتغيير هما اللذان دفعاني لتغيير جلدي هذا العام، حيث كان الدور مختلفاً والشخصية جديدة تماماً بالنسبة إليّ، لذا عندما عُرض عليّ مسلسل «أرض النفاق» وجدتها فرصة لن تتكرر، لاسيما أنها مكتملة الأركان، فالعمل مأخوذ عن نص روائي مهم لأديب كبير في حجم يوسف السباعي، إضافة إلى أنه يشهد عودة النجم محمد هنيدي بعد غيابه سبع سنوات عن الساحة الدرامية، وطبعاً فكرة تقديم عمل كوميدي مع نجم كبير كانت مغرية للغاية، خاصة أن الجمهور ينتظر بفارغ الصبر رؤية ما سيقدمه بعد كل هذا الغياب، وعلى الرغم من أن الأمر كان تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، إلا أنني أشجع الدور الجيد والتجارب المختلفة تستهويني. • ألم تقلقي من عدم تقبل الجمهور لك في القالب الكوميدي، لاسيما أنه فوجئ على الـ«سوشيال ميديا» بمجرد إعلانك بطلة لمسلسل «أرض النفاق»؟ - بالتأكيد، كنت قلقة ومرعوبة لأنها منطقة جديدة بالنسبة إليّ، خصوصاً أن الشخصية تمر بتحولات عديدة، فهي امرأة تجد زوجها بشخصية مختلفة طوال الوقت، وفي الحقيقة، واجهتني مشكلة في التعامل مع تلك المنطقة تحديداً، لاسيما أن هناك شعرة بسيطة بين الكوميديا والاستظراف، لذلك كنت حريصة على تقديم أداء كوميدي يتفق مع كل حالة دون مبالغة، وبالنسبة إليّ كان هذا تحدياً صعباً للغاية، ولكن وجود الفنان محمد هنيدي معي كان مطمئناً لي. • بعد تصدرك المشهد الكوميدي في أعمال عديدة، هل تصنفين نفسك ممثلة كوميدية؟ - صحيح أني قدمت عدداً من الأدوار الكوميدية «اللايت» على فترات متباعدة، مثل: «حب البنات» و«حمادة عزو» و«بيت العيلة» و«7 شارع السعادة»، التي كانت من ضمن التجارب التي استمتعت بها، إضافة إلى تجربة مسلسل «أرض النفاق»، لكني لا أستطيع أن أصنف نفسي ممثلة كوميدية، لأنني لم أشارك في بطولتها بمفردي، بل كان معي كوكبة من نجوم الكوميديا، فضلاً على أن الأدوار كلها كانت تعتمد على كوميديا الموقف وليس على الإفيهات والنكات الساخرة، لذلك دوري في «أرض النفاق» جاء بمثابة تحدٍّ كبير بالنسبة إليّ، كونه أول دور كوميدي صريح لي أمام نجم بحجم هنيدي. • ألم يسبب لك قرار تغيير مخرج العمل سامح عبد العزيز بآخر.. أي أزمة، لاسيما أنك قمت بكل تحضيرات العمل معه ؟ - بالفعل المخرج سامح عبد العزيز هو من بدأ العمل معنا على التحضيرات الخاصة بالمسلسل منذ البداية، لكن نظراً للظروف الطارئة التي حدثت له، تم الاتفاق مع المخرج ماندو العدل على استكمال تصوير المسلسل، لذلك فكرة تغيير المخرج جاءت خارجة عن إرادتنا، ولم يكن أمامنا سوى أن نتكاتف كي نعدي هذا المأزق، وبناء على ذلك لم تسنح لي الفرصة بالعمل مع سامح عبد العزيز قط، بل قمت بتصوير كل مشاهدي تحت قيادة ماندو العدل، والحقيقة أنا فوجئت كثيراً بماندو، بعدما اكتشفت أن لديه حساً كوميدياً عالياً داخل اللوكيشن، وهذا الأمر شكل فارقاً كبيراً بالنسبة إليّ ولكل فريق العمل، ففي النهاية المخرج هو قبطان السفينة ونحن نسير على توجيهاته. • لكن لماذا قررتم وضع اسم المخرج سامح عبد العزيز على «تتر» العمل؟ - المخرج ماندو العدل هو صاحب هذه الفكرة، فهو من أصر على كتابة اسم سامح عبد العزيز بجوار اسمه على «تتر» المسلسل، لأنه هو الذي بدأ التحضير للمشروع وبذل مجهوداً كبيراً معنا في الإعداد للمسلسل، بالتالي ما فعلناه كان من حقه. • ألم تقلق من تقديم عمل درامي تم تقديمه من قبل في فيلم سينمائي، خاصة أن الجمهور يعقد مقارنات طوال الوقت على الـ«سوشيال ميديا» بين المسلسل والفيلم الذي قام ببطولته النجم الراحل فؤاد المهندس، والمأخوذ عن رواية «أرض النفاق» نفسها؟ - أرى أن هذه المقارنة حتماً لو حدثت ستكون ظالمة، وغير صحيحة على الإطلاق، نحن لا علاقة لنا بالفيلم من الأساس، صحيح أن كلاً منا قدم التيمة أو الفكرة الأساسية نفسها التي تدور حولها الرواية، لكن نحن قدمنا أحداث الرواية برؤية جديدة وعصرية في قالب الدراما التلفزيونية، وعلى الرغم من أنه تم استخدام أسماء الشخصيات نفسها، إلا أن قصة المسلسل جديدة وتم رسم الشخصيات بشكل مختلف تماماً عما تم تقديمه في الفيلم، بالتالي المسلسل جاء مختلفاً، وربما تكون المقارنة نابعة من الجمهور بشكل لا إرادي، نظراً لتعلقهم الشديد بأعمال النجم الكبير فؤاد المهندس وتأثرهم بها، والدليل على ذلك أن الفنان محمود ذو الفقار وفاتن حمامة، سبق أن قدما فيلماً عن الرواية نفسها بعنوان «أخلاق للبيع» عام 1950، إلا أنه لم يعلق في ذاكرة الجمهور. • جسدت في المسلسل شخصية «جميلة» التي سبق أن قدمتها الفنانة شويكار في الفيلم، بالتالي مقارنتك بها، هل عرضتك للظلم؟ - بالتأكيد أي مقارنة حدثت ظالمة لي، لأن الفنانة «شويكار» ممثلة جبارة وملكة الكوميديا في عصرها، في حين أني أقدم عملاً كوميدياً لأول مرة، يعتمد في الأساس على كوميديا الموقف، بالتالي لا يوجد أي مجال للمقارنة.. فأنا لست فنانة كوميدية، أما فيما يتعلق بتشابه الشخصيتين، فأحب أن أوضح للجمهور أنني لا أقدم شخصية الفنانة شويكار في المسلسل، بل إن تفاصيل شخصيتي وأبعادها مأخوذة عن الرواية الأصلية، مع الإبقاء على اسم الشخصية نفسه، فضلاً عن أن الخط الدارمي الخاص بي مختلف تماماً عما تم تقديمه في الفيلم، فما أريد أن أؤكده أن شخصية «جميلة» في 2018، تختلف كلياً تماماً عن «جميلة» في فيلم «أرض النفاق» عام 1968، لذا لزم التنويه حول هذه الجزئية حتى لا يحدث مثل هذا التشتت عند الجمهور تجاه الشخصيتين. • على الرغم من عدم عرض مسلسل «أرض النفاق» على القنوات المصرية، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً لدى عرضه على محطات خليجية وعربية، فهل توقعت هذا النجاح بعد الأزمة التي مر بها العمل وخروجه من العرض الرمضاني المصري؟ - على الرغم من أنها كانت فترة صعبة، إلا أننا لم نحزن على الإطلاق لعدم عرض «أرض النفاق» على المحطات المصرية، وعلى العكس عدم عرض المسلسل على الفضائيات المصرية، جعل فئة كبيرة من المشاهدين تريد متابعة العمل بشكل أكبر، حتى إنهم بدؤوا يبحثون عن ترددات القنوات العربية حتى يتمكنوا من مشاهدته، ودليل ذلك تصدر المسلسل «تريند تويتر» بعد إذاعة الحلقة الأولى مباشرة، واستمراره في تحقيق أعلى نسبة مشاهدة عبر الـ«سوشيال ميديا»، إضافة إلى تصدره قائمة المسلسلات الدرامية الأكثر مشاهدة خلال استفتاء التلفزيون السعودي. • وهل حذفت رقابة القناة السعودية أياً من مشاهدك في العمل؟ - لم يحدث ذلك على الإطلاق، فنحن كنا ملتزمين بمعايير أخلاقية منضبطة، حتى يتناسب العمل مع الشرائح والفئات العمرية كافة. • شهد الموسم الرمضاني المنصرم عرض سبعة أعمال كوميدية درامية لأول مرة، ألم تخشي من المنافسة مع نجوم الكوميديا؟ - أنا أضع تركيزي في شغلي فقط، ولا تشغل المنافسة تفكيري على الإطلاق، على العكس أرى وجود أكثر من عمل كوميدي في رمضان أمراً جيداً وإيجابياً، ويتيح للمشاهد فرصة التنوع واختيار الأقرب لقلبه، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. • ألم تزعجك مقولة: «أنا الرقم واحد»، التي أطلقها بعض الفنانين على أنفسهم وأعمالهم في رمضان؟ - لا أؤمن بهذه المقولة أبداً، والفنان الذي يرى نفسه Number 1.. هو في الحقيقة Zero، وتلك الجملة أكدها لي دكتوري في المعهد العالي للفنون المسرحية، رحمة الله عليه، وأنا أوافقه الرأي، لأن الممثل إذا وصل لهذه المرحلة، لا بد أن يعلم أن «الأنا» لديه أصبحت متضخمة، وسريعاً ما ستنتهي مسيرته ويصبح وراء الشمس، فالممثل لا بد أن يرى نفسه لا شيء، حتى يظل يطور من أدائه ويخرج أفضل ما لديه. • ما جديدك؟ - فيلم «الديزل» الذي من المنتظر أن يُعرض في موسم عيد الأضحى المبارك، بعد استكمال تصوير المشاهد القليلة المتبقية فيه، وأجسد فيه شخصية شقيقة البطل محمد رمضان الوحيدة التي تحمسه دائماً على تحقيق أحلامه، ويشاركنا البطولة الفنانون الزملاء: فتحي عبد الوهاب وياسمين صبري وتامر هجرس ومحمد ثروت وآخرون، وهو من إنتاج أحمد السبكي، وإخراج كريم السبكي. ولديّ مشروع فيلم آخر مع الفنان أحمد فلوكس، ويكتبه الفنان عمرو ياسين. • أخيراً، اتهمك البعض مؤخراً بأنك كنت على علم بمقلب الفنان رامز جلال في برنامجه «رامز تحت الصفر» وأن البرنامج مفبرك، لاسيما أنك تقبلت المقلب بصدر رحب وابتسامة، فما تعليقك؟ - غير صحيح، فأنا لم أشك للحظة خلال مقابلتي مع الكابتن مجدي عبد الغني في برنامجه الوهمي «مصر في المونديال»، والذي استمرت مدته لساعتين متتاليتين، بأن البرنامج مجرد ستار لمقلب رامز جلال، وما جعلني أتعامل مع المقلب بهدوء وسخرية، هو شعوري بالسذاجة تجاه نفسي، حيث لم أتمكن طوال مدة البرنامج وحتى نهايته من التعرف إلى شكل مدرب منتخب مصر لكرة القدم هيكتور كوبر، لذلك كان «رامز» يستحق الإشادة به، فضلاً عن قدرته على الإيقاع بي وطريقة تدبيره للمقلب بمراحله المختلفة.