تواصل الإمارات فتح أبواب الأمل للمقيمين فيها، وتضمد جراح الشعوب المنكوبة بالحروب والكوارث، في إطار نهجها الحضاري المتقدم في المنطقة، الذي لفت أنظار العالم إلى دولة في الشرق الأوسط، لا تشبه كثيراً من الدول، وتصنع نموذجها الخاص والمتفرد بشجاعة وثقة. في عام زايد، الذي تحتفي فيه الدولة بسيرة وإنجازات قائد عظيم، قطعت الإمارات أشواطاً بالغة العمق في أثرها الإنساني، تعبيراً عن ثقتها بإمكاناتها، وحرصاً على أن يجني المقيمون على أرضها ثمار الأمن والرخاء، فكان أن منحت إقامات تصل إلى عشر سنوات للطلبة المبدعين والمواهب والمهارات الاستثنائية، ثم مدت يدها إلى رعايا الدول التي تعاني ويلات الحروب والفقر وفقدان الأمان الإنساني، فأتاحت لهم الإقامة في الدولة لمدة عام، ريثما يتدبرون شؤونهم، ويجدون الطريق لتقرير مصيرهم، ثم توّجت ذلك بتحسس معاناة الأرامل والمطلقات، ومنحتهن تمديداً لإقاماتهن سنة كاملة من تاريخ الطلاق أو وفاة الزوج. هذا التزام أخلاقي بالإنسان في دولة يعيش على أرضها أكثر من مئتي جنسية، وهذه ترجمة خلاقة لمعنى العطاء، كما هي مثال حي على ثقافة التسامح الراسخة في الإمارات، فقادة الدولة يؤمنون بأنها «وطن للجميع» في مرحلة تاريخية حرجة يفقد فيها الناس أوطانهم، ويعيشون توابع زلزال ما يُسمى بـ«الربيع العربي» الذي نهب الأمن والاستقرار والتنمية في أجزاء عدة من العالم العربي. حكومة الإمارات تمتلك مجسات بالغة الدقة والحساسية تجاه معاناة العرب، سواء الذين يعيشون في مخيمات اللجوء، وترعاهم دون منّة ودعاية، أم أولئك الذين يعيشون في الإمارات، واختاروها وطناً ثانياً، وها هي الإمارات تفتح أرضها لمن جارت عليهم ظروف بلادهم، وتعرف أن الأرملة والمطلقة لا تستطيعان تدبر شؤونهما بعد الطلاق ووفاة الزوج إلا إذا كانتا آمنتين إنسانياً ومعيشياً. وبينما تؤجج دول ودويلات في المنطقة الحروب والفتن، لأجندات ظلامية مريعة، ترفع الإمارات راية الأمل والعطاء، لتدل المحرومين والمنكوبين على دار زايد، ونعم الدار وأهلها..