لحظة يتشاركها جميع البشر حول العالم يستيقظ معها الكثير من الأسئلة والأمنيات هي لحظة الاستيقاظ من النوم، ووجه التشابه فيها بينهم هو أن الجميع يفتحون أعينهم خلالها على يوم جديد وينقسمون إلى فريقين: الأوّل وهم غالبية لا يكون بيدهم أن يغيروا مجريات يومهم فيصبح نسخة من أيام سابقة ويبدأ بلائحة أمنيات مرحّلة من اليوم الذي سبقه نتيجة ظروف وعوامل لا يملكون تغيير غالبيتها. أما الفريق الثاني فهم من تمكنوا بإصرارهم من التأثير في محيطهم وتسخير الظروف رغم التحديات لصياغة ليس يومهم الحالي فقط ولكن البدء بتشكيل مستقبلهم ومستقبل من حولهم. ولأن ليس الجميع تسنح لهم فرصة الفريق الثاني الذين لا يزالون قلة في عالم اليوم يكون المهرب الوحيد للفريق الأوّل أمام التحديات والظروف المحيطة بهم البحث عن التفاؤل في المقولات الإيجابية والمحفزة هنا أو هناك، أو على مواقع التواصل أو قراءة كتاب يبعث على التفاؤل. وفي غالب الأحيان يتبع ذلك نظرة إعجاب مع تنهيدات نحو إحدى الدول المتقدمة وما فيها من قصص تقدم ورخاء اقتصادي واجتماعي ثم ينتهي اليوم لتحل لحظة استيقاظ أخرى مع لائحة أمنيات مؤجلة أكبر من سابقتها. ولكن ليس بعد الآن، فهناك معادلة هي سبق عالمي المستوى أثبت أن الدول قادرة على منح الناس الذين اختاروا العيش فيها فرصاً أكبر وأكثر تميزاً كل يوم. وسأخبركم سراً أن هذا المعادلة عالمية المستوى لكنها عربية 100% في الوقت ذاته، وهي رؤية قيادتنا التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤخراً كمجموعة قرارات استراتيجية لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني. وجاءت بعد أيام قليلة من إعلان صاحب السمو عبر حسابه على تويتر حلول الإمارات في المرتبة السابعة عالمياً وفقاً لكتاب التنافسية العالمي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا متقدمين من المركز 28 خلال 7 سنوات فقط. ورغم أن غالبية من علّقوا على هذه القرارات قرؤوها في بعدها الاقتصادي والأثر الاستثماري لها فاتتهم أهم جزئية تجمع هذه القرارات وهي أن قلبها ومحورها الإنسان ومنحه فرصة لبناء المستقبل الذي يريده ابتداءً من اليوم. فبينما تضمنت القرارات تسهيلات غير مسبوقة عالمياً في أكثر المدن تقدماً حول العالم، جاء في صلب القرارات بنود عنوانها منح الإنسان فرصة للاستيقاظ على أمل بيوم أفضل ليس في الإمارات فقط بل لكل إنسان اختار أن ينطلق بمستقبله من دولتنا الحبيبة. وهنا أتحدث عن قرار منح تسهيلات للراغبين في الحصول على فرص عمل في الدولة مع منح إقامات مؤقتة لمدة 6 شهور دون رسوم، والسماح للطلاب المتفوقين والموهوبين بتمديد إقامتهم لعامين بعد التخرج لبحث خياراتهم المستقبلية. وتبع تلك القرارات بأيام قرار آخر بمنح رعايا الدول التي تعاني حروباً وكوارث إقامة لمدة عام في الإمارات، وذلك تضامناً من الدولة مع شعوب هذه الدول ودعماً لهم حتى تتحسن أوضاعهم المعيشية أو يصبحوا قادرين على العودة لدولهم. معادلة الإمارات هذه غيّرت بلا رجعة الاعتقاد السائد بأن من يولد في ظروف ما لا يمكنه تغيير مسار أيامه، فكل ما يحتاجه العالم اليوم ليغير ما يتبع لحظة الاستيقاظ الصباحية هو قيادة عالمية التفكير ولكنها قبل ذلك إنسانية التوجه قلباً وقالباً وقادرة على وضع حلول مبتكرة تناسب الواقع المعيش والاحتياجات الخاصة بالناس في بلدهم. لذا في المرة المقبلة التي تستيقظون فيها مع لائحة أمنيات مؤجلة، لا تبحثوا بعيداً ولا تنتظروا المصباح السحري، فالتفاؤل هنا في منطقتنا العربية يقود العالم نحو مستقبل أفضل، كل ما عليكم هو طرق باب دولة تحقيق الأمنيات ولن أخفي سراً إن قلت لكم اسمها فهي الإمارات.