تقدم عدد من السيدات للتسجيل في الموقع الإلكتروني للمرور في المملكة العربية السعودية، بهدف استبدال رخص سعودية برخص القيادة الدولية اللاتي يتملّكنها، خاصة بعد بدء سريان القرار السامي بالسماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارة. «زهرة الخليج» استطلعت آراء مجموعة من هؤلاء السيدات، اللاتي أبدين حماستهن لفكرة القيادة في الأراضي السعودية. انتظار موافقة المرور تحمل وكيلة جامعة عفت في جدة، الدكتورة ملك طلال النوري، رخصة أجنبية (أميركية) صالحة حتى عام 2020، وتنتظر تواصل إدارة المرور للبدء في استكمال باقي إجراءات تحويلها إلى رخصة سعودية، إذ تقدمتُ من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمرور، بعد الإعلان عن استقبال طلبات السيدات اللاتي يحملن رخصاً من الخارج، وتحديد مواعيد لهنّ لاستبدالها برخص قيادة سعودية. وقد طُلب منها فحص لياقة صحية من مستشفى، وترجمة للرخصة الأجنبية إلى اللغة العربية، شريطة أن تكون من مكاتب معتمدة لقبولها. وتستعد النوري للقيادة، باحثة عن سيارة مناسبة لظروف وموقع عملها في مدينة جدة، تتناسب مع طبيعة الأجواء والنوعية والطرق، تقول: «وجدتُ أن السيارة رباعية الدفع هي الخيار الأفضل، وتواصلت مع عدد من البنوك والشركات الخاصة لتأجير السيارات، المنتهية بالتمليك بهدف جمع المعلومات، فوجدتُ أن هناك مميزات وعيوباً لكل منها، وأعتقد أني سأتوجه إلى الجهة التي ستوفر لي أفضل عرض عقب تحديد نوع السيارة». وتصف النوري بأن هذا اليوم تاريخي، ونقطة تحول مهمة في مسيرة المرأة السعودية في تفعيل أدوارها في المجتمع. توظيف سائقة مصممة الأزياء العالمية نفلاء العتيبي، تؤكد استعدادها لقيادة السيارة، بعد أشهر من الآن، وتقول: «طبيعة عملي كمصممة تستوجب مني تعلم قيادة السيارة، لإنهاء جميع معاملاتي، وفي حال أثبتت المرأة فعلاً قدرتها على القيادة، فإني سأفسح المجال لتوظيف سائقة خاصة، دعماً للمرأة». تجربة الرخصة أما هالة نوران (35 عاماً) التي مرّت بتجربة تعلّم وقيادة السيارة قبل أربع سنوات أثناء دراستها في أميركا، ترى أن المرأة في السعودية مُقبلة على تجربة مختلفة وجديدة على مجتمعها، مضيفة: «في ظل التنبؤات المتناثرة هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي، حول نتائج قيادة المرأة للسيارة وتحوّلها إلى قضية رأي عام، ومدى استعدادنا كسيدات للقيادة، أجد أن الاستعداد للقيادة يشمل جوانب عديدة، حيث يأتي الاستعداد النفسي والوعي بمفهوم القيادة في الدرجة الأولى، قبل أن نستعد بالحصول على الرخصة أو السيارة». ضرورة وليس ترفيهاً وحول تجربتها في القيادة، توضح نوران: «قدتُ سيارتي لسنتين، تعلمت خلالهما أن القيادة مسؤولية وفن وتتطلب تركيز عالٍ واتّباع للقوانين دون أي تهاون، ولأنني أحمل رخصة قيادة أجنبية سوف استبدلها للحصول على الرخصة الوطنية». لكن نوران ترفض في الوقت الحالي القيادة، حتى تصدر كافة القوانين الإدارية والبشرية التي تضمن للمرأة القيادة الآمنة. بالإضافة إلى تهيئة المجتمع بشكل كامل من ناحية إجراءات السلامة على الطرق وضبط المخالفات. مؤكدة أنه في حال أصدرت هذه الأنظمة والقوانين ستُبادر إلى القيادة وهي مطمئنة، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى قيادة السيارة وإن أوّل الداعمين لها والدها. وتنصح نوران الفتيات بأهمية الوعي الذاتي والمسؤولية، واتخاذ القرار المناسب قبل القيادة، مع الإلمام بجميع قواعد القيادة، كونها ضرورة وليست ترفيهاً. التحدي كبير ومسؤولية في السياق ذاته، تتأمل استشارية أمراض القلب الدكتورة إيمان أشقر، أن يكون الاستعداد للبدء بقيادة النساء لمركباتهن، بحجم التحدي والقبول والاستقبال بحجم رغبة المرأة الصادقة في التغيير، مضيفة: «التحدي كبير والسيدات ينتظرن بشغف، إثبات أنهن على قدر المسؤولية، ونجاح التحدي أراه مثلثاً متساوي الأضلاع من السيدات والرجال واحترام الطريق». بدورها، تقول المواطنة شيرين قربان، إن المرأة أثبتت قدرتها على النجاح والإنجاز، مشيرة إلى أن المرأة ستقود بكل هدوء وستثبت لمجتمعها أنها على قدر المسؤولية، إذ ستصبح أكثر اعتماداً على نفسها وتتغير طريقة حياتها. بينما تستعد رانية الوجيه لقيادة السيارة بعد سنة من الآن، لترى ردود فعل المجتمع السعودي وتأقلمه مع الوضع الجديد، وتنصح الفتيات بالتريث قبل شراء أي سيارة.