أنهت نساء سعوديات مرحلة التدريب على قيادة المركبات بشقّيه العملي والنظري، وذلك عبر مدارس أنشئت خصّيصاً لهن، حيث شهدت تلك المدارس إقبالاً كبيراً من السيدات اللواتي حرصن على ممارسة حقوقهن في القيادة والتدريب المبكر، لينخرطن بمركباتهن في طرقات المملكة، تنفيذاً للأمر السامي القاضي بالسماح للمرأة في السعودية بالحصول على الرخصة وقيادة السيارة. تجارب وقصص وروايات ترويها تلك السيدات لـ«زهرة الخليج» عن تجربة فريدة من نوعها، تمثل انطلاقة مختلفة فتحت أمامهن الأفق للعمل أيضاً في مجالات كانت حِكْراً على الرجال لسنوات عدّة. إعلان وظيفي للسيدات تقول المدربة بشاير أمين مسيري إنها تعلمت قيادة السيارات، وحصلت على الرخصة أثناء دراستها تخصص العلاج التنفسي في الولايات المتحدة، وبعد عودتها للوطن عملت لمدة عام كامل في مجال دراستها الطبية، في أحد القطاعات الخاصة. وعن تجربتها كمدرّبة سواقة، تقول: «كانت بداية تجربتي في تدريب السيدات على قيادة المركبة، عن طريق إعلان وظيفي يستقطب النساء اللواتي لديهن رخص قيادة من الخارج، حيث تقدمت للإعلان واستطعت اجتياز مراحل الاختبار المختلفة سواء، الميداني أم النظري أم المقابلة الشخصية». القيادة الآمنة وحول شروط نقل خبرتها في القيادة إلى المتدربات، تقول المدربة مسيري: «بعد قبولي في وظيفة مدربة قيادة، خضعت لكورس تدريبي مكثف لأكون مُهيّأة للتدريب، وأن أنقل الرسالة الأساسية إلى المتدربات، والتي تتلخص في سمات القيادة الآمنة». وتوضح المدربة مسيري، أن هناك أعداداً كبيرة ومتزايدة بشكل يومي من السيدات اللواتي يُقبلن على مدارس تدريب القيادة، وأن أعداد اللاتي على قوائم الانتظار تفوق اللاتي بدأن التدريب ومُحاكاة واقع القيادة بشكل عملي. نظرة المجتمع وعن نظرة المجتمع وتقبّله فكرة قيادة المرأة للسيارة، تقول مسيري: «من وجهة نظري، أخذ المجتمع وقتاً كافياً للتهيّؤ لموضوع قيادة المرأة منذ صدور الأمر السامي، وأن العدد الهائل من السيدات اللاتي حصلن على رخص قيادة من الخارج يدل على الوعي والإدراك بأهمية القيادة للمجتمع وتمكين المرأة». مُبيّنة أن ما يدل على تغيير نظرة المجتمع أيضاً، هو أعداد النساء اللاتي لا يملكن رخص قيادة سابقة، ولكن لديهن عزم وإصرار وإرادة للبدء بإجراءات الموضوع برفقة أسرهنّ. تفاوت حول أسعار التدريب ترى مسيري أن أسعار تدريب النساء على القيادة مناسبة جداً، مُقارنةً بالمبالغ الطائلة التي كانت تصرفها النساء للسائقين الأجانب، مُضيفة: «هذه الرسوم لا تعني شيئاً مقابل تمكين المرأة». بدورها تختلف المدربة هناء الظفيري مع زميلتها بشاير مسيري حول الأسعار المقررة للتدريب، وتقول: «الأسعار مُبالغ فيها جداً، فالطالبة الجامعية مثلاً، لا يمكنها استخراج الرخصة من مكافأتها، ولا الموظفة في القطاع الخاص يمكنها ذلك أيضاً». قانون رادع للمتحرّشين وتُطالب الظفيري بقانون للتحرش، مُبيّنة أن المجتمع بحاجة ماسّة إلى هذا القانون، بهدف رَدْع كل من تسول له نفسه القيام بأمور مُخلّة أو التعرض للآخرين بسوء، سواءً باللفظ أم بالفعل. إلا أنها تستدرك قائلة: «أنا كمواطنة سعودية، تضررت من منع النساء من القيادة لسنوات، وفرحت بالسماح بها، فهو حق أصيل للإنسان، حتى وإن كان وقت السماح جاء متأخراً كثيراً». مستعدة للتدريب وعن عملها التدريبي، قالت الظفيري: «أطلقت مبادرة #مستعده_أدرب، حيث شارك فيها نساء ورجال من رُبوع بلادي لتدريب النساء مجاناً على القيادة، وهذه المبادرة تُسهم في تخفيض عدد الساعات التي تحتاجها المتدربة في المدارس المعتمدة لإصدار الرخص، وبذلك ينخفض السعر». ‏صعوبات في البداية بدورها، تقول الكاتبة خلود ناصر: «من وجهة نظري قيادة المرأة ضرورة، وأرى أنه تم الاستعداد لهذه الخطوة بشكل ملحوظ، وحتماً ستكون هناك بعض الصعوبات كبداية، لكنها ستمر بمزيد من الصبر». وأضافت: «في رأيي مثل هذه الإصلاحات، أتاحت للمرأة الشعور بكيانها وإتاحة الفرصة أمامها، للقيام بما عليها من مسؤوليات، خصوصاً مَن لم يكن لها وليّ».