«إنه أمرٌ مُذهل، فمنذ سنوات طويلة ونحن نتحدث عن هذا الأمر، كنا نحلم بحدوثه. وها هو اليوم يتحقق. لقد آن الأوان لهذا التغيير المهم جداً في مسيرة تمكين المرأة السعودية»، بهذه الكلمات علّقت مصممة الأزياء السعودية العنود بدر على بدء سريان القرار السامي، بالسماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارة، خلال لقائنا بها في دبي. فماذا في تفاصيل حوارنا معها؟ تستعيد العنود بدر، لحظة تلقّيها خبر السماح للسعوديات بقيادة السيارة في سبتمبر الماضي، قائلة: «شعرت بسعادة عارمة، لكن سرعان ما انتابني شعور بالخوف، وتساءلت عن رأي الشبّان السعوديين، وما إذا كانوا سيتقبّلون الموضوع»: وتُعقّب: «خفتُ أيضاً على مصير السائقين، وتساءلت عمّا سيحل بهم بعد أن باتت المرأة السعودية اليوم قادرة على الاتّكال على ذاتها في قيادة السيارة». لكنها في المقابل وصفت القرار الذي سيُحدث تغييراً في المشهد العام في شوارع مدن المملكة العربية السعودية كافّة بالأكثر من رائع، وأعربت عن إعجابها بطريقة اتخاذه موضحة: «أنا من المؤمنين بأن أي قرار يُتخذ لإحداث تغيير كبير، يجب أن يتم اتخاذه بشكل حازم وسريع، بمعنَى ألّا يأخذ وقتاً طويلاً في التنفيذ». لا شيء مستحيلاً وتضيف بدر: «المرأة السعودية حققت الكثير من الإنجازات، إذ دائماً ما تجد الوسيلة والسبيل لتحقيق أحلامها وإثبات ذاتها. لا يوجد أمرٌ صعبٌ أو مستحيل بالنسبة إليها»، وتعتبر أن للرجل السعودي دوراً مهمّاً جداً في دعم وتمكين المرأة السعودية، مُشيرة إلى أن والدها كان الداعم الأول لها في تحقيق طموحاتها، وهو الذي شجعها على نَيْل رخصة قيادة السيارة في سن الـ18 عاماً في دبي. نصائح ميكانيكية تكشف بدر عن أنها في بدايات قيادتها السيارة كانت تنسى تعبئة الوقود، مُبيّنة: «في إحدى المرات توقفت السيارة في وسط الشارع. فكرت في كل الاحتمالات الممكنة، كمشكلة في بطاريتها، أو عطل ميكانيكي..أو غيره، حتى تبيّن لي أنّ السيارة فارغة من الوقود». وتضيف: «على كل امرأة تقود سيارة أن تكون مطّلعة على أبسط قواعد العناية بها، مثل ضرورة الانتباه إلى عدم تركها تفرغ نهائياً من الوقود، لأن ذلك سيضر بها، فضلاً عن ضرورة إخضاعها دورياً للكشف الميكانيكي، والتأكد دوماً من تغيير زيت المحرك، والأهم عدم تعبئة خزان الوقود إلى أقصاه في فترة الصيف، لاسيّما أننا نعيش في منطقة تشهد ارتفاعاً شديداً في درجة حرارة الطقس، مما يُعرّض السيارة لخطر الاشتعال». السوشيال ميديا ولدى سؤالنا عن دور السوشيال ميديا، وأهميتها في حياة العنود بدر. وصفتها بأنها مجرّد واحدة من أدوات تطوير ما يملكه الشخص أصلاً من موهبة أو عمل. تقول البدر: «لم ألجأ إلى السوشيال ميديا بحثاً عن شهرة ذاتية، كما يفعل الكثيرون في الوقت الحاضر، وإنما استعنت بها لتطوير وتوسيع مبيعات علامتي التجارية». الشهرة أكبر مني وعلى الرغم من أن عدد متابعيها على «الانستجرام» يبلغ قُرابة الـ580 ألف مُتابع، فإنها لا تشعر بأنها شخصية مشهورة، ولا تتصرف على هذا الأساس على حد قولها: «أنا في النهاية إنسانة عادية لا أرى نفسي مشهورة، وأعتبر الشهرة أكبر مني ولا تناسبني على الإطلاق، لكنني من جهة أخرى، أرى أنها مُفيدة، لاسيّما عندما أكتشف قدرتي على إحداث تغيير إيجابي في حياة الناس». وتعترف بدر بأن الشهرة ليست لعبة، بل يجب أخذها على محمَل الجدّ، نظراً إلى مدى تأثيرها في الآخرين، وهي منذ أن لاحظت أن أغلب متابعيها هم من الأطفال، بدأت تحرص أكثر على كيفية ظهورها، فتختار الملابس المناسبة، وباتت تحسب كل خطوة أو تصرّف تقوم به، وتوقفت، بحسب قولها، عن القيام بوجه البَطّة أثناء التقاط الصور، بعدما تنبّهت إلى أن بعض متابعيها يقلدونها. رهاب زحمة الناس وعن اللحظة التي شعرت فيها بأنها شخصية مشهورة، تروي بدر أنها عندما كانت في السعودية قبل ثلاث سنوات تقريباً، تروّج لإحدى العلامات التجارية الفاخرة في عالم الأزياء، لاحظت أن الناس يستوقفونها لالتقاط الصور معها، ولدى وصولها إلى المركز التجاري وجدت طابوراً طويلاً جداً من الأشخاص كانوا ينتظرونها، تتابع قائلة: «لم أتوقع كل هذا العدد الكبير من الأشخاص، وأنا شخصياً أعاني «فوبيا» زحمة الناس، فوضعوني في إحدى خزائن الملابس لأهدأ».

بقية اللقاء تجدونه في عدد "زهرة الخليج".