من العمل بشركة اتصالات، انتقلت أثير بن شكر للعمل ضمن فريق أخبار الإمارات في تلفزيون دبي، الذي أعطاها الأدوات كإعلامية، فكانت مراسلة ومحررة لمدة تقارب الخمسة أعوام، وهي فترة غير قصيرة تعلمت خلالها الكثير، وتطورت خبرتها وبدأت تلمس تفاعل الجمهور معها وتشجيعهم لها، مع ولادة أول تقرير على الشاشة كان عن الأسُود. ومنه انتقلت عبر أثير راديو «الأولى» التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في دبي، لتقدم البرامج الإذاعية، وهناك تعرفت إلى أم الإعلام الإماراتي حصة العسيلي، تقول «هي اليوم أمي الروحية التي ساعدتني مع أسرة الإذاعة الأولى على إيجاد صوتي وتحديد هويتي الإعلامية». الإذاعة أولا عن عملها تقول إن: «هدفي من البرامج التي أقدمها هو خلق جيل متزن ومؤمن بقدراته، وشديد الحرص على تقاليده وعاداته ومبادئه، يعرف ماضيه ويعمل لحاضره ويتطلع لمستقبله». وبحديثها عن الوسيلة الإعلامية التي تعتبرها الأقرب إلى مخاطبة الجمهور والتأثير فيه أكثر من غيرها، لا تتردد أثير في اختيار «الإذاعة»، لافتة إلى «أن هذه الوسيلة مع إعلامي متمكن ومحتوى هادف، تساعد على إتقان الإنصات وكسب المعلومة، إضافة إلى سهولة سماعها أينما كان المستمع». وتتطرق إلى التلفزيون كوسيلة ترى أن «صوتها يخفت نوعاً ما»، في ظل توجّه الأكثرية الساحقة إلى فضاء الإنترنت. وسائل التواصل الاجتماعي «أحاول أن أبتعد قدر الإمكان عن وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب السلبيات التي تصيب بها مستخدميها»، تقولها أثير، على الرغم من أنها تستخدم الانستجرام بشكل محدود والتويتر للاطلاع على الأخبار من مصادرها الموثوق بها. وتفتح أثير باباً على عالم الشهرة لتتحدث بعفوية عن كونها لا تسعى إليها، لأنها في اعتقادها، تقضي على الطموح بينما هدفها هو نشر الوعي وأن تكون همزة وصل بين الناس لإحداث تغيير إيجابي ولو في حياة شخص واحد. وتلفت إلى أن رسالة الإعلام قد تكون أضاعت بوصلتها في الوقت الحاضر مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن جهود دولة الإمارات تتركز في صقل إعلام متوازن يشجع الوضوح والشفافية والتسامح. ولكونها تسلم بجدلية أن «لكل إعلامي دوره». لا تبخل أثير بتحية توجهها إلى الإعلاميات الإماراتيات المتميزات في مجال الإعلام، وتقول: «الفتاة الإماراتية صوتها واضح في الإعلام فهي تتطور معه وتفهم المسؤولية الملقاة على عاتقها في معترك هذه المهنة الصعبة». وتشدد على أهمية وجود مفهوم أعمق في البرامج المقدمة بشكل عام. روابط الأسرة والد أثير طبيب عيون شغل مناصب رسمية عدة في الدولة، هو الدكتور علي بن شكر، والوالدة فنانة تشكيلية هي سلمى المري، تقول «أمي أحيا بها، هي عالمي وحسي، علمتني كيف أقرأ الحياة بشكل مختلف، وأرى الخير في الناس». وتبقى حكاية مايا ابنة أثير والتي تبلغ عاماً من عمرها، الأكثر إثارة في حياتها والمعنى الحقيقي لها ودافعها لتكون الأفضل فتفتخر بها. وأمنيتها أن تتعلم الصغيرة منها، مَحبّة الناس وخدمتهم ومسامحتهم وكذلك مسامحة نفسها وقبول التحديات التي ستعترضها، لتتعظ منها وتعيش التفاؤل والإيجابية بحق. مؤشرات تلاحظها أثير فتدرك تلقائياً أن الزواج والإنجاب لم يقفا حائلاً دون تحقيق أحلامها، إذن هي مسألة روابط شديدة تشد عصب أسرة أثير وتشجعها على تقديم النصيحة لكل أم عاملة لتصبر وتواجه تحديات الحياة. وتنهي حديثها متمنية أن تُحدث تغييراً إيجابياً في مجال عملها، وتكون على قدر المسؤولية، مشددة بالقول: «أريد أن أكون فَخْرَاً لوطني وأسرتي».