منذ سنوات عدة، وتحديداً مع مسلسله «طرف ثالث»، بدأ اسم الفنان أمير كرارة يفرض نفسه على الساحة الفنية، وأضحى قاسماً مشتركاً في الأعمال الدرامية الرمضانية، ينتظره الجمهور بشغف وحب، وتحقق شخصياته ارتباطاً كبيراً لدى المشاهدين. وفي رمضان هذا العام، حصد الجزء الثاني من عمله «كلبش» نسبة مشاهدة عالية جداً، علماً بأن العمل أثار ضجة كبيرة في الشارع المصري عند عرض جزئه الأول. ومع بدء عرض فيلمه الجديد «حرب كرموز» في عيد الفطر، الذي يعد أول بطولة مطلقة له في السينما، التقته «زهرة الخليج» في هذا الحوار: • ما سبب موافقتك على أول بطولة سينمائية مطلقة من خلال فيلم «حرب كرموز»، الذي يعرض في الصالات في عيد الفطر؟ - السبب هو أن المنتج محمد السبكي وبعد آخر تجربة لي معه في فيلم «هروب اضطراري» وجدته من الناس الذين يفهمون في صناعة السينما وتركيبتها ونجاحها جماهيرياً، وكل أفلامه تحقق إيرادات، وهو صاحب فكرة الفيلم. أيضاً المخرج بيتر ميمي وهو كاتب الفيلم رجل متميز. كما أعجبني العمل ككل والمبني على فكرة قديمة في الأربعينات من القرن الماضي ويرصد عصراً مختلفاً. البطولة والرغبة في التغيير • ولماذا تأخرت في اتخاذ خطوة البطولة في السينما، على الرغم من تقديمك البطولات في الدراما منذ سنوات؟ - كنت أريد أن تكون البطولة من خلال فيلم يكون محترماً مثل «حرب كرموز» وأكون على قدر المسؤولية. وبصراحة مثل هذه النقلة في حياتي إلى البطولة السينمائية سببها الرغبة في التغيير، فأنا طوال الوقت كنت أسمع جملة ولم أكن أركز في معناها، هي «لا بد من التغيير»، وكنت وقتها أقول إن الناس تحبني على ذلك، وكان يقال لي الناس تحب رؤيتك في شكل آخر، وفي البداية كنت خائفاً، إنما الآن وبعد التغيير قلت لنفسي: لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ فعندما قدمت «هروب اضطراري» وحلقت شعري وغيرت شكلي كنت أخاف من أن أظهر بهذا الشكل، ولكن بعدما قدمت الفيلم تشجعت، لذلك من المستحيل أن أطول شعري مرة أخرى، فأنا السبب في «زنق نفسي» في هذه الاختيارات، وأنا تأخرت كثيراً في النجومية لكن أكرر «كل شيء جاء في وقته». • هل أنت متفائل أم قلق لكون طبيعة «حرب كرموز» بعيدة عن الأفكار التجارية السائدة؟ - صحيح أن أحداث الفيلم تدور في زمن آخر، لكنه تجاري جداً، والإنتاج محترم ونقدم من خلاله تكنيكاً مختلفاً مع المخرج وكأنك تشاهد فيلماً هوليوودياً خاصة مع مشاركة النجم العالمي سكوت آدكينز الشهير بـ«بويكا». «بويكا» لا يعرف الهزار • وهل مشاهد الضرب والعنف في الفيلم حقيقية أم لا؟ - طبعاً فيه مشاهد ضرب حقيقية لأن مشكلة «بويكا» أنه لا يعرف الهزار، لكنه يضرب بشكل تقني، هو ممثل محترف جداً ويعرف ماذا يفعل ويعرف في تصميم المعارك، وهو لم يفعل شيئاً في مشاهدنا معاً سوى أنه ضربني «علقة» (يضحك). • في فيلم «حرب كرموز» تقوم بدور ضابط شرطة، وسبق أن قدمت هذا العام دور الضابط في مسلسل «كلبش» بجزأيه، فما حكاية ضابط الشرطة معك؟ - لم أكن أفكر في عمل دور الضابط مرة أخرى، ولكن هناك فرصاً تأتي ولا يجوز رفضها، فلو كان فيلماً عادياً لكنت رفضت، وأنا ترددت في البداية لكني قلت إنه عصر مختلف وشكل مختلف، وكان سبب ترددي الأكبر هو أني لعبت في رمضان بمسلسل «كلبش» دور الضابط، لكن الحياة فرص. • كيف جاءت فكرة الاستعانة بـ«بويكا» أو سكوت آدكينز في «حرب كرموز»؟ - بدأت الفكرة بإرادة محمد السبكي بتقديم فيلم مختلف وقوي لا يقل عن فيلم «هروب اضطراري»، ففكرنا لو جاء نجم كبير في هذا الدور سيكون الشكل مختلفاً، والدور يتحمل وجود رجل أجنبي فيه لأنه جنرال إنجليزي، وفكرنا في البداية بنجم الأكشن العالمي جان كلود فاندام، لكنه طلب مبلغاً كبيراً. • وهل كان لسكوت آدكينز شروط في الفيلم؟ - نهائياً، هو اطلع على القصة وأعجبته، وقبل أن يوافق على المشاركة بحث وقرأ عن المشاركين معه في العمل. ووجد أن مصر هي أكثر بلد عربي له شهرة كبيرة فيها، ومن هنا وافق على الفيلم. • وماذا عن مشاركة الفنان أحمد السقا في «حرب كرموز»؟ - السقا نجم كبير وإضافة للفيلم، وهو جاء مجاملة لي بمشهدين في العمل. • بالحديث عن عملك الذي قدمته في رمضان، من الذي اقترح وجود جزء ثانٍ من مسلسل «كلبش»؟ - للأمانة كان «الهضبة» عمرو دياب أول من اقترح علي عمل جزء ثانٍ من «كلبش»، فهو صديق للفنان محمد لطفي، وسبق أن أخبره أنه كان يتابع الجزء الأول من المسلسل، وعندما التقيت عمرو دياب بعد ذلك عند الصديق أحمد أبو هشيمة، قال لي: «لازم تعملوا جزء تاني من المسلسل». • وما الجديد الذي جاء به «كلبش 2»؟ - «كلبش 2» هو صورة معكوسة عن الجزء الأول من العمل، فسليم الذي كان هارباً طوال الوقت، واجه هذه المرّة، وقرّر أن يرفض الظلم واتجه نحو الانتقام بعدما وصل الشر إلى داخل بيته. بمعنى آخر «الضابط سليم الأنصاري» انتقل إلى خندق المواجهة رافضاً الظلم ومقرراً الانتقام ممن ظلموه وجنوا على عائلته. • لماذا قررت التعرض لظاهرة الإرهاب ضمن أحداث الجزء الثاني؟ - نحاول الاقتراب من الناس، وبالتالي يجب أن نتعايش معهم في الجوانب والقضايا التي تهمهم، وهذا سبب نجاح أي عمل فني. • أخيراً، هل يوجد اتجاه لتقديم «كلبش 3» في رمضان 2019؟ - تم عرض هذه الفكرة عليّ بالفعل، لكني غير متحمس لذلك حتى الآن.