تتميز سيناء بتراثها البدوي وزيها الذي يضفي جمالاً ووقاراً، ولا يزال الكثير من أبناء البادية محافظين عليه حتى هذه الأيام، وعلى الرغم من التطور إلا أن هذا الزي لا يزال يتمتع بقيمته وجاذبيته، بل إن الأمر وصل إلى أنه تحول من مجرد حرفة صغيرة إلى صناعة ضخمة تتهافت عليه الطلبات من مختلف دول العالم. يقول رئيس مجلس إدارة «متحف التراث السيناوي» كمال الحلو: «إن الزي السيناوي يمتاز بأعمال الزخرفة متعددة الألوان الموجودة عليه، ومجموعة من الوحدات التي تكون الشكل الهندسي للزخرفة على الزي، لافتاً إلى أن هذه الوحدات تتكون من مجموعة من العناصر تسمى الوحدة الزخرفية وتتشكل من مثلث ومستطيل ومربع وشبه منحرف». وأشار الحلو أيضاً إلى أن العرق له مسميات مرتبطة بالطبيعة، وأن بنت البادية أخذت شكل وحدة التطريز من البيئة المحيطة بها، موضحاً أن هناك وحدة تطريزية تسمى «عرق التوت» و«عرق الخوخ» وهذه المسميات لا ترتبط في الغالب مع الشكل الهندسي للتطريز الموجود على «الثوب السيناوي». وأضاف الحلو، أن هذه الحرفة موهبة فطرية تُولد بها بنت البادية، ولكنها تصقل بالتمرين والممارسة، منوهاً بأن بنت البادية تتعلم التطريز منذ نعومة أظفارها عن طريق والدتها وتبدأ في تطريز ثوب زفافها، وقد تستغرق عامين أو أكثر في تطريزه، متابعاً أن لكل مناسبة ثوباً خاصاً به. ولفت الحلو إلى أن «ثوب الابنة المتزوجة يكون اللون الغالب عليه هو الأحمر، أما المرأة المتقدمة في السن فيغلب على ثوبها اللون الأزرق، ويكون الثوب أزرق أيضاً في المآتم ولكنه يكون شاحباً، وفي الأفراح يغلب على الثوب الألوان الزاهية، إضافة إلى الترتر، والأطفال تقل النقوش على أثوابهم، مع تزايدها على «الوقاية» وهي الشيء الذي تضعه الفتاة الصغيرة على رأسها. وأوضح أن البرقع يميز كل قبيلة عن الأخرى، منوهاً بأن «كل قبيلة لها البرقع الخاص بها، والثوب البدوي له صفات لونية معينة، فهو يتكون من اللون الأسود فقط، وفي الوقت نفسه لا يوجد فيه أي تفصيلات، فهو عبارة عن ثوب بسيط ولكنه مُطرز بشكل جيد».