شاب إماراتي طموح، تحدّى فكرة المجتمع السائدة بأن الطهو والمطبخ مهارة وفن لا يتقنهما إلّا السيدات. جدّه الذي ربّاه زرع فيه حبه للطهو، بيئته الشعبية دفعت شغفه بالطهو ليتخطى حدود الهواية. مزج مهاراته بنكهات من حول العالم كان سببها تنقلاته بين البلدان. حسابه على موقع الانستجرام يحظى بأكثر من 30 ألف مُحب لطبخه الشعبي والمتنوع. هو الشيف سلطان مانع العتيبة، المعروف بالشيف بو مانع، صاحب حساب «صرود يدوه»، يحكي لـ«زهرة الخليج» قصته مع الطهو والهواية التي تحولت إلى مطبخ شعبي ذي طابع منزلي 100%، يُشيد به أغلب المحبين للأكلات الشعبية الإماراتية. • كيف كانت بدايتك مع الطهو؟ - لم أدرك أن هوايتي للطهو التي بدأت معي منذ الصغر ستكون نقطة انطلاقي في هذا المجال. البيئة الشعبية المحيطة والمنزل الذي ترعرعت فيه، كانا وراء ممارستي هذه الهواية. وعندما كبرت قليلاً كانت الرحلات الشبابية للبَـرّ والمقْنَاص والسفر الذي امتد إلى 10 سنوات بين العديد من الدول العربية، لها دور في تنمية هذه الهواية وإرساء عادات وقواعد الطهو لديّ، حتى أصبحت أبرع فيها مع مرور الوقت. • كيف أفادك السفر في تنمية هذه الهواية؟ - تمكنت من تكوين نظرة خاصة بي عن المطبخ العربي، نتيجة تنقلاتي الكثيرة بين العمل والإقامة في الدول التي سافرت إليها، ولأنني مُتمسّك جداً بمطبخنا الإماراتي الشعبي، أصبحت أنقله حيثما كنت، وتشجعت لأن أمزج هذا الشغف بالدراسة الأكاديمية. كنت آمل أن أجد تدويناً أكاديمياً لأصول المطبخ الإماراتي ليكون مرجع لنا، ولكن للأسف، حصلت على دبلوم في الطهو من المغرب. • متى تحولت الهواية إلى عمل لك ومصدر رزق؟ - هوايتي وحُبّي للطهو لم يساعداني في البداية لأبرز في تلك الفترة، وذلك لعدم تقبّل المجتمع فكرة أني إماراتي متخصص في مجال الطهو. لكن بعد فترة بدأت ألمس بعض النجاح والشهرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أتوقع أن أحصل على هذا الدعم اللامحدود من المحيطين بي. كانت أول صورة وضعتها على حسابي في الانستجرام في تاريخ 15/8/2017، بداية تحوّل الهواية إلى عمل أمارسه بكل حب. • وما هي الصعوبات التي واجهتها؟ - كيفية الترويج لحسابي كانت من أبرز الصعوبات التي واجهتني بُعَيْد دخولي عالم «السوشيال ميديا». فهذه الخطوة تحتاج إلى الكثير من التروّي حتى يرى الناس عملك ويبدؤوا بمتابعتك ليصل المتابعون إلى عدد معيّن، يجعلك تعتبر هذا العمل «بزنس حقيقياً» يعتمد عليه كدخل شخصي. كذلك كان الخوف من عدم الحصول على القبول الذي أرغب فيه من قبل المجتمع واحدة من الصعوبات التي واجهتها أيضاً، فكنت أعرض «طبخاتي» بالصوت فقط من دون عرض صورتي، ولم يعرف أحد عني شيئاً سوى اسمي «بو مانع». • هل لاقيت التشجيع الكافي ممّن حولك؟ - على النطاق الاجتماعي 90% من أصدقائي وأهلي ومعارفي، كانوا داعمين لي بكل قوة، وما جعلني أكمل في هذا المجال أيضاً، دعم المتابعين لحسابي على الانستجرام، الذين كانوا دائماً يترقبون كل جديد، وهذا كان أكبر دافع لي لأطوّر نفسي من خلال هذا الحساب. وما زلت أذكر أول ستة أسماء تعاملوا معي وأصبحوا من زبائني، ولا يزال التعامل بيننا قائماً حتى الآن. • ما أول طبخة أتقنتها؟ وما أكثر طبخة عليها الطلب في حسابك؟ - أتقنتُ إعداد «مجبوس البدو» كبداية، والسمك المشوي. أما بالنسبة إلى أكثر الطبخات طلباً، فهو البرياني بجميع أنواعه، ويغلبه الصينيّة الملكيّة التي تُعتبر واحدة من ابتكاراتي، ولم أتوقع أبداً أن تكون هذه الأكلة هي الأكثر طلباً. وهي مستوحاة من الطبق الإسباني «الباييلا»، التي تتكون من مزيج بين الدجاج والمحار والروبيان والسمك. لم يتقبّل الكثيرون ثقافة مزج الدجاج مع المأكولات البحرية في مجتمعنا، فقررت الاستغناء عن الدجاج وإضافة اللوبستر والحبّار والسلطعون مع تركيبة بهار «حمسة» مُتميّزة تضيف اللمسة الإماراتية.

بقية اللقاء تجدونه في عدد "زهرة الخليج".