اشتهرت الإعلامية ومقدمة البرامج والكاتبة السعودية نادين البدير، بطرح مواضيع سياسية واجتماعية حساسة، كما تهتم بقضايا النساء والتحديات التي تواجههن، نراها على صفحات «زهرة الخليج» بصورة جديدة تلبس فيها ثوب الرياضة لتفاخر بالمشاركة الخامسة لمنتخب «الأخضر» في «كأس العالم 2018» بعد أن سبق وشارك في بطولات أعوام: 2006,2002,1998,1994. ونسألها: الأخضر وأجمل عيدية • نادين، وأنت تمثلين الفتاة السعودية كمشجعة لمنتخب بلادك في عرس «مونديال روسيا» الكروي، كيف ترين حظوظ «الأخضر» ولاعبيه في كأس العالم 2018؟ - بالفعل نحن هذه الفترة نعيش عرساً سعودياً بجميع المقاييس.. إنها فرحة تتزامن فيها مشاركتنا في «المونديال» العالمي الكروي مع تحولات نعيشها في السعودية الجديدة التي بهرت العالم بالتطورات المذهلة المتسارعة التي يمر بها المواطن والمواطنة في عهد «سلمان الخير». إنها فرحة تزامن بدء المونديال في الشهر ذاته الذي يمنح فيها خادم الحرمين الشريفين، النساء حق انتظرناه طويلاً، وهو قيادة المرأة للسيارة في السعودية، فهنيئاً لنا كسعوديات ومقيمات استصدار رخص القيادة من مرور أرضنا ووطننا. وطبعاً سيكتمل الفرح بالنتائج الإيجابية التي نأمل أن يحققها «النسور الخضر» في المونديال، وهذا ليس بعيداً عنهم. أما المصادفة الأجمل، فهي أننا حاضرون والأضواء مسلطة علينا في مباراة افتتاح «المونديال» التي تجمع بين منتخبنا السعودي وروسيا. وهو حدث عالمي، وحضورنا في تلك المباراة هو أجمل عيدية لنا في عيد الفطر السعيد. الرقابة على الأندية • ما الرسالة التي تبعثينها عبر «زهرة الخليج» للمستشار تركي آل الشيخ «الرئيس العام لهيئة الرياضة» في المملكة، وهو يقود اليوم الرياضة السعودية لنجاح جديد في «مونديال روسيا»؟ - معالي المستشار تركي آل الشيخ رجل ناجح يتبع خطى قيادتنا، حقق في خلال فترة بسيطة إنجازات رائعة أهمها ضخ دماء جديدة في الأندية السعودية، وصار هناك نوع من الرقابة والمحاسبة المالية والإدارية على الأندية وهذا كله لمصلحة الكرة السعودية. • كيف هو شعورك وأنت ترفعين كأس العالم عالياً في جلسة التصوير هذه التي نجمعك فيها مع فتيات من مشاهير الإعلام والـ«سوشيال ميديا» اللواتي يمثلن منتخبات أخرى مشاركات في «المونديال»؟ - حين حملت الكأس ورفعته عالياً كنت أشعر بأني أرفع بلدي وأضعه فوق رأسي.. وأتمنى من كل قلبي فوز المنتخب السعودي بالكأس وتحقيقه إنجازاً رفيعاً، وأعتقد أنه في إمكانه الوصول إلى ذلك الإنجاز، وفقاً لكل المجهودات وكل الاهتمام الدقيق الذي مر به لاعبونا. من النصر إلى الهلال • على هامش الحوار كشفت لي أنك سابقاً كنت من مشجعات نادي النصر السعودي، أنما بعد ذلك تحولت ميولك لتصبحي هلالية.. لماذا؟ وكيف؟ - كنت أعتقد أنه يستحيل تحويل الولاءات في كرة القدم، لكن ولائي تحول مؤخراً إلى فريق نادي الهلال، وأصبحت بذلك أسير على خطى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال المؤيد والداعم الكبير للهلال.. ليس فقط على مستوى كرة القدم، لكنك حين تعمل لدى إنسان مثل الأمير الوليد يعشق الرياضة والحياة الصحية عندها تتحول لا إرادياً إلى رياضي بامتياز. عموماً، أنا على اقتناع تام بأن الهلال فريق قوي ولاعبيه أبطال وجمهوره سخي وراقٍ ويستحق التشجيع والولاء.. حتى إني أحب اللون الأزرق بطبيعتي. الكرة المطاطية والمسألة الوطنية • أذكر عبارة لك تقولين فيها: «أتعجب من هذا السخف كيف أن 22 رجلاً في الملعب يجرون ويتدافعون على كرة».. فهل هذا يعني أنك لست عاشقة لكرة القدم؟ - فعلاً أنا لست من المهووسين المتعصبين لكرة القدم على الرغم من أني أحب أن أشجع فريقاً رياضياً وألتزم بذلك، إلا أني عادة ما أنظر إليها كشيء مطاطي يتدحرج أرضاً بين أقدام شبان يانعين، وتنفق عليها عالمياً جهد وأموال باهظة، ويتنازع عليها المشجعون، ويتقاتل المتعصبون، لكن حين يأتي الأمر للمنتخب والمونديال، يتحول هذا الشيء المطاطي الصغير جداً إلى مسألة قومية ووطنية كبيرة ويحيي كل مشاعر الولاء والانتماء بداخلي ودواخلنا جميعنا. لا أخاف من علي العلياني والحامد • كان يفترض في رمضان أن نراك على قناة «روتانا خليجية» تقدمين برنامجاً حوارياً يومياً «توك شو»، لكن ما عرفناه أنك في اللحظات الأخيرة حسمت الأمر وعدلت عن البرنامج، فهل خفت من منافسة الإعلاميين علي العلياني وأحمد الحامد، في عدم القدرة على استقطاب المشاهد السعودي؟ - لا يخيفني أي تنافس إعلامي «بل بخوف بلد»، ودائماً خطي مختلف وجريء وجديد.. وأركز على نفسي كثيراً. لكن عدم ظهوري في رمضان كان لأسباب تقنية أولاً، وثانياً أننا أردنا للبرنامج الظهور بشكله المختلف فلا يحترق مع زخم الدراما التي يزدحم بها رمضان. وسأبدأ برنامجي في سبتمبر المقبل في موسمه الجديد بحلة جديدة ومفاجئة. • هل لديك من جديد عدا البرنامج؟ - أحدث جديد لي هو أني بصدد الانتهاء من أول كتاب لي وسينشر عما قريب، وأعتبره تتويجاً لكل المرحلة السابقة في رحلتي بحسناتها وعيوبها ومخاطرها وأفراحها، وكل ما مررت به خلال تجربتي الإعلامية الجريئة الخطرة والممتعة. «القارب له قبطان واحد» • كانت لك تجربة زواج سابقة من خارج الوسط الإعلامي انتهت بالطلاق، فهل تحبذين في زواجك الثاني أن يكون العريس من الوسط الإعلامي؟ - لا أحبذ فكرة الارتباط برجل من داخل الوسط الإعلامي.. أولاً، لأنه مجال متعب وفيه مساحات واسعة من القلق. ثانياً، لأن قلة قليلة فقط من الإعلاميين لا تعتريهم الازدواجية ولا تنتابهم غيرة من امرأة ناجحة. وأذكر أن أحدهم من العرسان الإعلاميين الذين تقدموا لي قال لي ذات يوم: إما أنا أو أنت في الإعلام! فأجبته: «بالطبع أنا سأستمر في الإعلام، وأنت مكانك المنزل». وبصراحة، لا أعلم لما يأخذ الشرقي العلاقة بينه وبين امرأة طموحة كمسألة تحدٍّ، بينما العلاقة الزوجية بالنسبة إليّ قائمة على الحب، وبالنسبة إلى الرجل التقليدي مؤسسة مملة كأنها شركة نتنافس بها على من يتسلم منصب رئيس الإدارة. أما أطرف ما سمعته من العشرات من العرسان عبارة: «القارب له قبطان واحد».. ولا أعرف لم يشغل الرجال كثيراً من يمسك بدفة القيادة كأن في الأمر إثبات فحولة وذكورة وفقط، لم يتعد الشرقي بعد هذه المسألة، صحيح أن هناك أجيالاً جديدة مستنيرة لكن لا تزال بيننا فئات ذكورية تخاف من تقدم المرأة وترعبها الحياة مع تلك المرأة تحت سقف واحد، في الوقت ذاته الذي يستميت للتقرب منها. • هل ترين في هذا النوع من الرجال انفصاماً في الشخصية؟ - ربما، وأعتقد أنه تائه لا يعرف بعد ماذا يريد من المرأة. إنما هناك عبارات سمعتها من رجال عديدين أرادوا الاقتراب مني، مفادها: «تمردك يبهرني واختلافك يثيرني».. يلاحقني وحين يأتي الأمر إلى الزواج، يكون شرطه الأساسي التخلي عن التمرد والاختلاف، لأتحول إلى نسخة شبيهة لكل التقليديات اللواتي في حياته. لذا فحين يأتي الأمر للارتباط سأفكر برجل يقبلني كمجموعة بلا تجزئة. أما هذه الأيام فشغفي الرئيسي منصب على ابنتي انجي وعملي في «روتانا» وكتاباتي. المرأة مثل كيس الشاي • لماذا لا تتنازلين كامرأة لأجل تكوين واستقرار الأسرة؟ - ولأجل ماذا تتنازل امرأة مثلي أنفقت سنوات طويلة وهي تبني نفسها وتعمل وتكد؟ إما أن يقبلني الرجل كما أنا، أو لينصرف إلى أخرى لا مشكلة لديها مع ذلك.. وأبي دائماً يقول لي: «سعادتك في عملك، اعملي طوال حياتك حتى آخر لحظة وحذار من التقاعد».. وأنا أؤمن بأن لزوم المنزل للمرأة هو وضع غير طبيعي بل رجعي، ولتعذرني ملايين ربات البيوت بمن فيهن أمي. فالوضع الطبيعي بالنسبة إلي هو المشاركة في بناء البلد والوصول إلى المساواة المطلقة مع الرجل، وهذا تحديداً ما كنّا نحارب لأجله سنوات وسنوات ونسمع بسببه الشتائم ونتلقى التهديدات من المتطرفين، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح. وعن نفسي لم أجد أي صعوبة في التوفيق بين كوني أماً لطفلة وحيدة وبين عملي، على العكس كل طرف يغذي طاقتي في إنعاش الطرف الآخر. وهناك مقولة لنانسي ريغان: «المرأة مثل كيس الشاي لا يبدأ مفعوله إلا إن وضعته بماء حار»، وكذلك المرأة.. كلما ارتفعت حدة الموقف زادت إنتاجيتها وإبداعها.. هل يتمكن الرجل من الجمع بين الحمل والإنجاب والعمل والطهو ورعاية أطفال؟ أتحداه.. سينهار من أول لحظة شعور بمغص شهري.