{بُوْ تِيْلَة}: اسم قماش 1. بُوْ تِيْلَة: أبو تِيْلَة 2. تِيْلَة: كرات زجاجيّة شفّافة وملوّنة يلعب بها الأطفال 3. بُوْ تِيْلَة: قماشٌ قطنيٌّ سادة، مطرز أو مطبوع عليه دوائر تشبه التِّيْلَة نظراً للموقع الذي كانت تشغله منطقة الخليج على خارطة تجارة اللؤلؤ؛ فقد أصبحت على مدى قرونٍ محط اهتمام التجار الذين جلبوا إليها أنواعاً عديدة من البضائع، من بينها الأقمشة. وقد سعى الرجال إلى جلب الهدايا من الأقمشة لزوجاتهم وبناتهم، كما سعت الشيخات وزوجات التجار إلى اقتناء أحلى الخامات وأفخرها وأكثرها غرابةً، بطلبها من أزواجهم عندما يسافرون، أو بشرائها من أسواق الشارقة ودبي وأبوظبي، إذ لم يدّخر التجار وسعاً لاستيراد أجمل الأقمشة من دول المنشأ، وكانت الهند على رأس تلك الدول. غير أن الأسماء الحقيقية لتلك الأقمشة لم تكن معروفة بين العامّة، فأطلق التجار أو المشترون على معظم الخامات أسماء محلية، حسب الشكل والملمس واللون، وتبعاً للتزيينات والتطريزات والزخارف والطبعات الموجودة عليها، وفي بعض الأحيان سُميت الأقمشة حسب الشركة المنتجة لها. ومن أهم وأشهر الأقمشة التي سادت في الإمارات (بُوْ تِيْلَة)، وهو قماشٌ من القطن الرّقيق، أو من (البْرِيْسِم) الحرير الرّقيق الشّفّاف. وأرضيّة هذا القماش سادة وبألوان عدة، طُبعت عليه دوائر مختلفة الأحجام وبألوانٍ مغايرةٍ للون الأرضيّة. والـتِّـيْـلَة كرة زجاجيّة شفّافة وملوّنة، بحجم حبّة البندق أو بحجم ثمرة الجوز، ولعبة الـتِّـيْـلَة إحدى أهمّ الألعاب التقليدية الإماراتية التي كان يمارسها الأطفال في الفِرْجَان/ الأحياء. وقد عرف أهل الإمارات من هذا القماش (الوِيْل/ الشَّرْبَت) أي ال?ْوَال الرّقيق والشّفاف جدّاً، و(الكِيْمَري) الأكثر سماكةً، و(السّوَاري) الخفيف المصقول الّذي قد يكون (مْخَلْبَصاً) أي مشجّراً، وقال الأوّلون (السّوَاري ما يقهر). ودوائر البُوْتِيْلَة تأتي مطبوعةً، أو محيكةً (بروكيد/ بروكار)، أو مطرّزةً (مْخَوَّرة/ مْزَرَّاية)، والثّريّات من النّسوة زيّنَ القماش بليرات ذهب. وعادةً إذا كانت الدّائرة بحجم الّليرة العثمانيّة سُمي البُوْتِيْلَة (بُوْ نِيْرَات/ بُوْ لِيْرَات)، وإذا كان حجمها أكبر من النِّيْرَة/ الليرة؛ سُمي (بُوْ دُوْلَار)، بينما أُطلِق اسم (بُوْ الرُّبُوْع) على القماش الّذي يكون حجم الدّائرة فيه بحجم رّبع الروبيّة، وإن كان الحجم أصغر سُمي (بُو الآنة)، وآنة عملة تشبه الفلس، وهي أقلّ من الرّوبيّة الهنديّة التي راج استخدامها في الإمارات. أما في حال تعدّدت ألوان دوائر البُوْ تِيْلَة سُمّي (بِسْرَة وخْلَالَة) كنايةً عن مراحل نضج الرّطب، فالبِسْرة صفراء، وهي أوّل إدراك البلح، والخلَالَة – مفرد خلَال - حين تصبح حبّة البلح حمراء. ومنذ أن لقي البُوْتِيْلَة استحسان المرأة الإماراتيّة حرصت على استخدامه لخياطة أثوابها وأثواب بناتها، نظراً لما يحققه من برودةٍ للجسم كونه يمتصّ العرق والرّطوبة، كما عمدت المرأة بعد خياطة الثوب إلى (تَخْوِيْر) التِّيْلَة، وذلك بتطريزها بأشكالٍ زخرفيّة مختلفة عند فتحة الرّقبة وفتحتي الكمّين بالزَّرِي الفضِّيّ أو الذّهبيّ، أو بخيوط الحرير الملوّنة (البْرِيْسِم)، أو بإضافة ليرات الذّهب عليها. نعم.. لكلّ زمنٍ أقمشته، وبعض الأقمشة تشهد ارتفاعاً وانخفاضاً في الطلب حسب تطوّر الأذواق والوفرة المادّيّة، كما تختفي أحياناً لعدم الإقبال عليها؛ إلّا أن الطّلب استمرّ على البُوْ تِيْلَة التّقليديّ حتى وقتنا هذا من قبل السّيّدات والفتيات على اختلاف أعمارهنّ، باعتباره رمزاً تراثيّاً دخل عالم الموضة.