يسجل الممثل الأردني منذر رياحنة حضوره في رمضان الحالي، من خلال مسلسلي «المهلّب بن أبي صفرة» و«أبو عمر المصري»، وهو يرى أن قيمة أن يكون الفنان مهماً تكمُن في ما يقدمه، كما يعتبر أن الجانب الإنساني عميق في «المهلب» كان الدافع الأول لمشاركته في العمل . وبما يواكب 2018. رياحنة تحدث لـ"زهرة الخليج" في حوار، هنا نصه: • تُجسّد شخصية «قطري بن الفجاءة» في مسلسل «المهلب بن أبي صقرة». فهل كانت هذه الشخصية هي الوحيدة التي عُرضت عليك، أم أنك من اخترتها؟ - أنا من اخترت تقديم «قطري بن الفجاءة»، فأنا أحب هذه الشخصيات المركّبة، وبغَض النظر عن ما إذا كنت أتقاطع مع فكرها أم لا، لكنها شخصية على المستوى التمثيلي دسمة. • ماذا لو كنت جسّدت شخصية «المهلب بن أبي صفرة» عوضاً عن الفنان معتصم النهار الذي لعب الدور. فهل كنت ستقدمها بالطريقة نفسها أم لك أدواتك الأخرى؟ - كنت سأقدمها بشكل مختلف عن ما أقدّم به شخصية «قطري بن الفُجاءة»، فالمهلّب يختلف تماماً عن قطري، ليس فقط من حيث وجهات النظر وطريقة التفكير، بل من حيث البُعد النفسي وهو الأهم. فالمهلب تربّى في مناخ معيّن، وقطري تربّى في مناخ آخر، ولكل منهما أهله والمعاناة التي عاشها وأمور حياتية أخرى. وما أدهشني في قراءاتي عن قطري بن الفجاءة، أنه حتى الأشخاص غير المؤمنين بفكره، لم يذكروه بسوء، وفي الكثير من اللحظات كانوا يسمّونه «أمير الموت». شخصية قطري بن الفجاءة • قدّمت للآن العديد من الشخصيات التاريخية. فهل ملامحك هي التي تساعدك علي هذا؟ أم البيئة الأردنية التي تنتمي إليها؟ أم ماذا؟ - أنا خرّيج جامعة، بالتالي معرفتي بالشيء هي التي تجعلني قادراً على أن ألبس ثوب الشخصية التي أقدمها. مهمتي كانت عندما دخلت الجامعة أن أتخرّج لأصبح ممثلاً أو مخرجاً أو ما شابه ذلك في هذه المهنة، ومختصر الكلام أني لولا شهادتي الجامعية، لما أصبحت قادراً أن أدرس تفاصيل وتاريخ شخصية قطري بن الفجاءة، وأقرأ شعره و المرحلة الصوفيّة التي مرّ فيها، والتحولات التي عايشها كي أقدم الدور. • كما هناك خيوط العداء والكراهية في سياق أحداث مسلسل «المهلب بن أبي صفرة»، كذلك هناك الجانب العاطفي في حياته، فإلى أي مدى لعب الحب دوراً في تكوينه؟ - نعم. الحب لعب دوراً في تكوين قطري، فأول فتاة أحبها كانت جارية «ميمونة»، لكن والدته رفضت زواجه بها، حتى عندما نجح وأقنع أمه بأن تخطبها له، اكتشف أن هذه الجارية تحب المهلب بن أبي صفرة، «فتُدمّر الزّلمة نفسياً من كل لجهات» (يضحك)، ومن حُسن أخلاقه أنه وعدها بأن تُقابل المهلب ويزوجها إيّاه»، وهذا ما حدث. واستمرت بعد ذلك حياة قطري دون أي ارتباط عاطفي. "أبوعمر المصري" يحارب غسيل الدماغ • لديك عملاً آخر يُعرض في رمضان على صعيد الدراما المصرية، هو «أبو عمر المصري». كيف هي أصداء المسلسل؟ - هذا المسلسل عن روايتين، هما «مقتل فخر الدين» و«أبو عمر المصري»، وفي هذا العمل نتطرّق لموضوع الإرهاب. وأنا مبسوط من مثل هذه الأعمال، خاصة أننا في الفترة الأخيرة لم نعد قادرين على نُفرّق ما بين أن نهاجم الإرهابيين وأصحاب الفكر الإرهابي أم نهاجم ديننا؟ والمفروض أن نهاجم من شوّهوا ديننا، ونحن نحارب الأشخاص الذين يغسلون أدمغة الشباب. • بعد مشاركتك في مسلسلي «المهلب» و«أبو عمر المصري». ما هي الخطوة المقبلة؟ - أرى أن الخطوة المقبلة صعبة جداً، وهناك مجموعة من المشاريع معروضة عليّ لكني إلى الآن لم أتخذ قراراً فيها، وهناك فيلما سينمائيا لا تزال فكرته تتبلور، هذا عدا أني انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم روسي مصري، بعنوان «ابتسم أنت في مصر»، عن رواية روسية، وسيكون افتتاحه في العاصمة الروسية موسكو. • قدمت العديد من الشخصيات التاريخية. لكن، هل ترى أن الجيل الحالي يريد مُشاهدة عمل عن شخصية تاريخية أم عملاً يتناول سيرة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسّي، أو البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ - طبعاً للأسف، الجيل الحالي يريد عملاً أقدّمه عن ميسي أو كريستيانو. • والحل؟ - أن نعود إلى قواعدنا في التعليم. فما دمّرنا هو أننا ابتعدنا عن منظومة التعليم، ولـمّـا أهملنا المدارس ولم نعد نشتغل على المسرح والفن والأدب والثقافة، بالتالي تدمّرنا، وصلنا إلى مشهد أنه عندما يرى الناس فستاناً لفتاة ما أن يجلسوا ويتكلموا عنه مدة شهرين. والخلاصة، أن منظومة التعليم كلما اهتممنا بها أصبحت أهم، وأصبحنا أهم.