الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود شابة في مقتبل العمر، نشيطة، طموح، ومتواضعة بشهادة كل العاملين معها. أمضت فترة كبيرة من طفولتها في فرنسا حيث اكتسبت تلك اللمسة الفرنسية في أسلوبها، لا سيما أنها تتحدث الفرنسية بطلاقة. ولكنها أيضاً منفتحة على العالم الواسع، بدليل تمضيتها خمس سنوات في اليابان حيث أكملت دراستها الجامعية في إدارة الأعمال وتوجتها بشهادة الماجستير. إلى جانب لغتهم، اكتسبت من اليابانيين الدقة في الأداء وتقدير الجودة، كما اكتسبت ميلاً إلى الأسلوب الكلاسيكي والبسيط في الحياة. ولعله السبب الذي جعلها تقود حملة إطلاق الحدث الأهم على ساحة الموضة في المملكة العربية السعودية هذا العام، وهو أول أسبوع للموضة تشهده مدينة الرياض، والذي أقيم في فندق الريتز كارلتون في إبريل الماضي. * كيف تقيّمون هذه التجربة الأولى؟ وما الثغرات والعراقيل التي ستسعون لتذليلها في الموسم المقبل؟ - لم تكن التجربة صعبة بمعنى الكلمة، ولكنها كانت بمثابة تحدٍّ حقيقيّ. بعدها تكوّنت لدينا خبرة تجعلنا مؤهلين لتذليل العقبات في المستقبل. لقد اتضحت لدينا الصورة كإدارة أسبوع الموضة حول اختيار الجهات التي يمكن نتعامل معها في الفئات المختلفة ومن الخبرات اللازمة في تنظيم أسبوع الموضة. طموحنا أن نستمرّ في النموّ والتحسّن في الأداء، لا سيما من الناحية اللوجستية والتقنية التي شكّلت الجانب الأكبر من العوائق في المرة الأولى. ونحن نخطط لأسبوع موضة أقوى في المرة المقبلة، ولمزيدٍ من المشاريع التي سنطلعكم عليها في حينها، وكلها تهدف إلى دعم المواهب السعودية، وتحفيز قطاع الموضة والأزياء دعماً للاقتصاد الوطني السعودي، وهو هدفنا الأول والأخير. كما نهدف إلى جعل الرياض والسعودية عموماً، وجهة بمستوى عالمي لكل من يرغب في توطيد علاقته التجارية بالمملكة ومنها إلى المنطقة والعالم، أكان مصمّماً للأزياء، أو علامة تجارية في قطاع الموضة وأسلوب الحياة. * وما الذي ينقص أسبوع الموضة في الرياض لتكتمل مقومات نجاحه وحيازته على الجماهيرية المطلوبة في ظل الخصوصية التي تميزه، ونقصد هنا غياب الصور واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والحضور المختلط وغيرها من العناصر التي تعتمد عليها أسابيع الموضة العالمية؟ - لا أنظر إلى أسبوع الموضة في الرياض على أنه كان ضعيف المستوى، بل كان جميلاً، ولقي قبولاً رائعاً. وإذا خلا من التصوير أو كان مقتصراً على السيدات فقط، فهذا لا يؤثّر على نجاح الحدث، لأننا في الأخير ننظّم الحدث في السعودية وليس في أي مجتمع آخر في العالم. فهذه عاداتنا وهذه تقاليدنا، والحاضرات يشعرن براحة أكبر بدون وجود التصوير في صالة العروض. كما أنه علينا أن نلتزم بشروط وقوانين هيئة الترفيه العامة، وهذا لم يؤثر على الحدث الذي نظمناه بمعايير عالمية، والأصداء شجعتنا على المضي قدماً. * كيف تتكامل أو تتقاطع عروض أسبوع الموضة في الرياض مع ما تقدمه أسابيع الموضة العالمية؟ - أسبوع الموضة يتم تنظيمه لأول مرة في السعودية، ونحن طبعاً نتعلّم من أسابيع الموضة الأبرز في العالم ونطمح أن نصبح على مستواها. في البداية، المملكة العربية السعودية فيها شعب مثقّف من ناحية الموضة، ولدينا وعي حول اتجاهات الموضة والماركات بشكل كبير. ونحن اليوم نسعى إلى الارتقاء بمستوى أسبوع الموضة السعودي إلى مستوى عالمي، كما سعينا إلى اجتذاب مصممين عالميين لنلبي رغبات المجتمع السعودي في الاطلاع على كل جديد، كما أنه تحقيق لمسعانا لجعل الرياض منصة ينطلق منها المصممون ويعرضون مجموعاتهم أكانوا سعوديين أم من دول عربية شقيقة، أو من أي دولة في العالم. * وفق أية معايير تم اختيار المصممين المشاركين في هذا الحدث التاريخي؟ - ما من معايير معيّنة لدينا سوى معايير قطاع الموضة المعتادة من حيث الجودة العالية. أما فيما خلا ذلك، فكما ذكرت الكل مرحّب به للمشاركة في أسبوع الموضة السعودي. * ما العرض الأنجح الذي شهدته خشبتكم من بين الأسماء الإقليمية المشاركة؟ - بالنسبة لي، أعجبتني كل العروض، وسعدت لرؤية إبداع جميع المصممين المشاركين، ولكن فعلاً كان شرفاً بالنسبة لي أن يشارك معنا جان بول غوتييه، وطوني ورد، ويوليا يانينا، وباسيل سودا، وكلّهم من أصحاب الأسماء المعروفة والخبرة الطويلة في السوق العالمية. لقد قدّموا الكثير على ساحة الموضة العالمية، وكان فعلاً من الرائع أن نرحب بهم في الرياض. طبعاً شرف لي أيضاً أن أدعم المصممات السعوديات الرائعات اللواتي شاركن معنا، وجميعهن رائعات، من أروى البنوي، ومشاعل الراجحي، وإلى أروى العمّاري، عليا الصواف. وأيضاً المواهب العربية، مثل عايشة رمضان، ورنا يسري (آسوري)، ونجا سعادة، والمصممين العالميين مثل ميزون ألكساندرين، وموا موا دولز، وبيبيسارا، وفلوميه.. فعلاً، ما من أحد مفضّل لديّ، بل أحببت الجميع وأشكر لهم مشاركتهم في هذه الانطلاقة.

بقية اللقاء تجدونه على مجلة "زهرة الخليج"