تعد الفنانة نيللي كريم فرساً رابحاً في كل دراما رمضانية تقدمها، وخير برهان حصولها على المركز الأول في الاستفتاءات الرمضانية خلال السنوات الماضية، وفي رمضان الحالي تطل علينا بوجهين من خلال مسلسلها «اختفاء» الذي يشاركها بطولته الفنان هشام سليم. وعن هذا العمل تقول لـ«زهرة الخليج»: «أظهر بشخصيتين تنتميان لعصرين مختلفين، هما: «نسيمة» التي تعيش بين عامي 1968 و1969، وشخصية «فريدة» التي تدور أحداثها في عامي 2017 و2018، وصحيح أن الشخصيتين مختلفتان لكنهما تحملان نفس الشبه بينهما. والعمل هذا العام يخلو من النكد والكآبة، بل يعتمد في تفاصيله على الإثارة والتشويق إلى حد كبير». وحول الذي جذبها للعمل، تجيبنا: «مسلسل «اختفاء» بالنسبة إليّ تجربة جديدة تختلف عما قدمته سابقاً، فبعد السجون والإدمان التي قدمتها في مسلسلي «سجن النساء» و«تحت السيطرة»، قررت أن أتجه إلى التشويق، وأريد الإشارة هنا إلى أن مسلسل «أعلى سعر» الذي قدمته العام الماضي كان أيضاً مثل «اختفاء» مختلفاً وقصة اجتماعية جميلة. ولا أخفيكم إن قلت إني محظوظة كوني أعمل في «اختفاء» مع كوكبة من النجوم وتحت إدارة المخرج أحمد مدحت». ونسألها: • ما الطقوس التي تقومين بها عند تحضيرك للمشاهد الصعبة؟ - لا أحب أن يقترب مني أحد، لأني أكون في كامل تركيزي، ولا أحب إعادة تصوير مشاهدي أكثر من مرة، لأنها ستتطلب مني طاقة كبيرة. • على الرغم من انشغالك بمسلسلك الرمضاني «اختفاء»، إلا أنك حرصت على الحضور مؤخراً في ورش «screen buzz» بالأردن؟ لماذا؟ - في الحقيقة، أنا أحب الفن بمختلف أشكاله، وما لا يعرفه الكثير من الجمهور أنه قبل اتجاهي إلى التمثيل، كنت خريجة أكاديمية الفنون معهد الباليه قسم إخراج، لذا أميل دوماً إلى أي شيء له علاقة بصناعة السينما والأفلام، سواء كان الإخراج أم التصوير أم كتابة السيناريو وحتى المسرح أيضاً، لهذا السبب حرصت على حضور مثل هذه الورش والإشراف عليها، وقد يرى البعض أن ورش السيناريو لا تفيد الممثل بأي شيء، لكن على العكس تماماً، فإن ورش السيناريو ليست مفيدة فقط بالنسبة إلى المؤلفين وكتاب السيناريو، بل مهمة أيضاً بالنسبة إلى الممثلين، فهي تمكن الفنان من قراءة السيناريو بطريقة صحيحة، خصوصاً أولئك الذين يخطون خطواتهم الأولى في الوسط الفني أو حتى في أي مرحلة، إضافة إلى أنها تجعلك قادراً على التفرقة والتمييز بين السيناريو الجيد والسيئ، وما إذا كان السيناريو يحتاج إضافة أم لا. ومن خلال «زهرة الخليج» أعلن أني إذا ما اعتزلت التمثيل، لن أعتزل الفن أبداً لأني عاشقة للفن بأشكاله وألوانه. • وما الأسباب التي ستجعلك تقدمين على الاعتزال يوماً ما؟ - لن يكون هناك سبب لهذا القرار سوى أني تعبت من التمثيل ليس أكثر ولا أقل، وحينها قد أتجه إلى الإخراج أو الكتابة.

• كونك ممثلة مصرية، هل ترين أن المواهب الشابة في مصر بحاجة ماسة لمثل هذه الورش لاحتراف صناعة السينما وكتابة السيناريو؟ وهل ستمدين يد المساعدة لهم إذا عرضت عليك المشاركة فيها؟ - بالطبع، فأنا دوماً أشجع الأفكار الجديدة التي تدعم الشباب أو أي شخص لديه موهبة يريد أن يطلق سراحها للعالم ومن حوله، لا سيما أنني أؤمن بشدة بأن الموهبة ليس لها عمر معين، والدليل على ذلك أن هناك العديد من الشباب الذين يتجهون إلى التمثيل والإخراج والتأليف بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية وحتى بعد الاستقرار في العمل، لكنهم بعد ذلك يتركون عملهم ويتجهون في طريق مغاير، بعيداً عن الطريق الذي اتخذوه منذ البداية، ونحن في مصر لدينا العديد من نماذج الشباب الناجح في مجالي صناعة السينما والدراما، فعلى سبيل المثال هناك المخرج والمؤلف محمد دياب، قبل أن يصبح كاتباً ومخرجاً محترفاً، كان يعمل في أحد البنوك المصرية، وأعتقد أن تلك المعلومة لا يعرفها الكثيرون، وبعد ذلك أصبح واحداً من أهم المخرجين في السينما المصرية، حيث قدم فيلمي «678» و«اشتباك» من تأليفه وإخراجه، والذي شارك بهما في مهرجانات سينمائية عالمية مثل «مهرجان كان» والآن يحضر لفيلم سينمائي عالمي جديد، كما قام بكتابة فيلم «الجزيرة» بجزأيه الأول والثاني، لكني على يقين بأن الفن يعد أساساً مرضاً، وإذ وجد لديك لن تتمكن من منعه، لأنه سيظهر بأي شكل من الأشكال، فهناك أشخاص عديدون ليس لديهم علاقة بالموسيقي، وأصبحوا من صناع المزيكا، ولو بحثنا في الأمر سنجد نماذج عديدة للغاية. • كفنانة ومتابعة للفن السابع، ما الآليات التي تحتاج إليها صناعة السينما المصرية لكي تواكب السينما العالمية؟ - أرى أن السينما المصرية بها جميع المقومات والعناصر التي تؤهلها للوجود بشكل أكبر على الساحة العالمية، فنحن لدينا مخرجون شباب وكتاب وممثلون موهوبون ولديهم إمكانات فنية رائعة، لكن ربما نحتاج أكثر إلى خلطة سرية تقرب أفلامنا للعالمية، والتي أيضاً تمكن الفيلم المصري من اقتحام الأوسكار. وبالنسبة إليّ، إذا أعجبني الفيلم أوافق على المشاركة به من دون تردد أو معرفة مصيره فيما بعد، وأعتقد كي نتمكن من صناعة فيلم جيد، بعيداً عن إمكانية مشاركته في مهرجانات أم لا، فإنه يجب أن يكون مصنوعاً بمزيج من الحب والجهد، ويتضمن قضايا أو مواضيع عميقة تلمس المشاهد أو تعكس واقعنا ومشاكله. عموماً، حتى السينما العالمية ينقصها العمق، ومن وجهة نظري، أفضل الأفلام العميقة للغاية لأنها تعيش للأبد.