لم تستسلم بطلة ألعاب القوى الإماراتية سهام الرشيدي لمرض شلل الأطفال، فحلقت في سماء الرياضة المحلية والدولية بنجاحات ذهبية. لقبتها مدربتها بسفيرة الطاقة الإيجابية؛ لأنها تهدي من حولها طاقة أمل ونور. عن إصابتها تقول: "شخصت حالتي بمرض شلل الأطفال وأنا رضيعة، ولم تتوانَ أسرتي في طلب العلاج لي، خضعت لكثير من العمليات الجراحية لأستطيع في نهاية الأمر المشي ولكن بشكل ضعيف، وعلى الرغم من وضعي، إلا أن شغفي برياضة رمي القرص بدأ باكراً وحلمت بأن أكون رقماً في هذا المجال، كنت أتابع بطولات العالم والأولمبياد للأسوياء، ولم تسعني الفرحة عندما عرفت أن أصحاب الهمم ومن هم في حالتي بإمكانهم ممارسة هذه الرياضة أيضاً". شركاء ترى سهام أن الإعاقة تدفع صاحبها إلى البحث عن طاقاته الكامنة فيطورها مؤكدة أنها "بالإرادة والعزيمة أستطيع مواجهة الكثير من أمور الحياة، وأنا اليوم أثبت قدراتي ومهاراتي في مجال الرياضة وأحصد الميداليات والنجاحات، فأصحاب الهمم الآن هم جزء من المجتمع المنتج". وعن نظرة الناس لأصحاب الهمم تقول سهام: "نحن نفكر بإيجابية ولدينا أفكار مبهرة وإنجازات، ونحن لا نرضى أن يعاملنا المجتمع على أننا معاقون، والدولة وفرت لنا الكثير لنعيش حياتنا بيسر وسهولة ولنشارك في بناء مجتمعنا". روح الحماس فيما يتعلق بحياتها الخاصة تقول سهام: "أنا أرملة وأم لطفل وحيد هو مشجعي الأول، وأعيش حياتي بصورة طبيعية. أعمل وأربي ابني، ولديّ حياة اجتماعية حافلة، حيث أتواصل مع أصحاب الهمم، كما لديّ شبكة أصدقاء كبيرة وأحاول دائماً أن أبث روح الحماس لديهم، وأشجعهم على عدم الاستسلام وأن يواصلوا البحث دوماً عن شغفهم". طموحات عن طموحاتها الرياضية تقول: ما زال لديّ الكثير من العزيمة لتحقيق بطولات كبيرة للرياضة الإماراتية، أستعد الآن للألعاب الآسيوية التي ستقام في إندونيسيا في جاكارتا (أكتوبر 2018)، وبعدها في العام المقبل لديّ العديد من المشاركات منها بطولة العالم للأيواز للكراسي المتحركة وغيرها، وآمل كذلك أن تصل رسالتي للعالم بأن أصحاب الهمم لديهم إنجازاتهم ويملكون الإصرار والتحدي لمواجهة صعوبات الحياة وقادرون علي صنع المستحيل".