(كم كبر هالقلب؟) عبارة تحمل سؤالاً في إجابته الحل لكثير من الأزمات التي تعصف بالعالم اليوم. ولمن يتساءل عن مناسبتها، هي كلمات علّق بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي على منصاته للتواصل الاجتماعي مشيراً لصورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يلاعب أحفاده في لقطة أسرية نقلت لحظة رمضانية أسرية عفوية. الموضوع ليس صورة واحدة أو مناسبة رسمية يظهر فيها القائد كما يحدث في كثير من دول العالم، فما رأيناه في الصورة من احتضان صاحب السمو لأسرته هو ذاته احتضان قيادتنا للناس في دولتنا مواطنين ومقيمين، وهو قرب ليس موسمياً ولا لأغراض إعلامية بل مشهد يتكرر بعفوية في أنحاء الإمارات من قادتنا أصحاب السمو الشيوخ وأصبح جزءاً من أسلوب حياتنا. لن تتسع مقالات لإحصاء الصور اليومية المشابهة ومنها مرور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بجانب مدرسة فرأى فتاة صغيرة تنتظر لوحدها فأوقف سيارته وجلس بجانبها إلى أن حضر أهلها لأخذها وغيرها الكثير. (كم كبر هالقلب؟) جعلتني أفكر بعمق واستحضر العديد من التعليقات التي سمعتها من الأهل والأصدقاء أو حتى في العمل طوال السنوات الماضية عن تكرار لقاء الناس بقادتنا في أماكن عامة يختلطون بالناس بعفوية، وهي تعليقات عنوانها الاندهاش مثل "يا حظكم بشيوخكم يمرون بينكم ويتواصلون معكم دون مقدمات". هذا السؤال هو إجابة عن سؤال أكبر ولّده عندي وعند غيري وهو (ما الذي ينقص العالم اليوم ليكون مكاناً أفضل للعيش؟) والإجابة عكستها التعليقات التي ذكرتها وتعليقات الناس التي نراها على منصات التواصل الاجتماعي عندما يتمنى كثيرون من قيادتهم أن تتبنى أسلوب قيادتنا ورؤيتها. الإجابات بالتأكيد ستأتي متنوعة حسب الاهتمامات والمواقف الحياتية لمن يقرأ سطوري في هذه اللحظة، لكن أنا أؤمن أن الإجابات ستلتقي في نقطة أهم هي أننا بحاجة لقيادة أهم مؤهلاتها امتلاكها لقلب يتسع للوطن. وحتى يتسع للهموم الإنسانية على مساحة العالم. لم يعد العالم اليوم يفتقر إلى جامعات ومدارس في القيادة بل هو في أمس الحاجة لقيادة مهمتها الإنسان والارتقاء بحياته، وهو نموذج نجحت قيادتنا في تقديمه عبر العديد من المبادرات مثل صنّاع الأمل الذين أوجدت لهم أكاديمية لصناعة الأمل، ومبادرة تحدّي القراءة التي جعلت الأطفال المشاركين يدمعون فرحاً لتميزهم في القراءة بعد أن كانت القراءة مهجورة في الوطن العربي وغيرها الكثير من المبادرات. ويبقى السؤال الذي أتركه بين أيديكم كم كبر هالقلب الذي يحتاجه العالم ليكون مكاناً أفضل؟