رسموا ملامح السعادة على وجوه كل من اطلع على قصصهم من خلال تجاربهم الناجحة التي تبعث الأمل في القلوب وتؤكد لنا أن السعادة والنجاح اختيار ويمكن لأي منا تحقيقه مهما كانت ظروفه، كثيرة هي النماذج المشرقة لأصحاب الهمم الذين خلقوا من التحديات فرص ونجحوا بخطواتهم الثابتة وإصرارهم في التغلب على جميع العقبات التي واجهتهم محققين ما يراه الكثير مستحيلاً، وبرهنوا للعالم أن الإعاقة هي إعاقة الإرادة والتفكير وليست إعاقة الجسد، تفاعلت معهم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، احتفاءً بدورهم في مجتمعاتهم بمختلف المجالات. المحافطة على توازن الساقين أحد الأمور الأساسية لتعلم ركوب الخيل، هذا ما نعرفه إلا أنه وعند الاطلاع على قصة فارسة أصحاب الهمم الإماراتية فاطمة البلوشي سنيقن أن توازن الإرادة والتفكير هو الأهم، فسقوطها المتكرر عن الخيل لم يقلل من عزيمتها وشغفها لتعلم الفروسية رغم إصابتها بشلل الأطفال، فلقد حرصت فاطمة البلوشي على تحقيق حلمها وجسدت نموذجاً للعزيمة والإرادة، ولم تكتف بركوب الخيل فقط فلقد عرفت بمشاركاتها المميزة في الأعمال الخيرية والمجتمعية الميدانية بالتنسيق مع المؤسسات المختصة. ننتقل لميسون زايد الأميركية من أصول فلسطينية، التي جعلت من إعاقتها طريقاً لنجاحها وشهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم، تسلحت بالعزيمة والإصرار للتغلب على إصابتها بشلل دماغي نتيجة خطأ طبي خلال ولادتها سبب لها الارتعاش وعدم القدرة على المشي، نجحت بتحقيق حلمها وشاركت في تمثيل أدوار كوميدية في أميركا وأصبحت نجمة "ستاند أب كوميدي"على مستوى العالم، أصابت متابعيها بعدوى الارتعاش بنوعه الإيجابي ضحكاً على الفقرات الكوميدية التي تقدمها لهم وحظيت بإقبال الجمهورين العربي والغربي، كما تميزت بمحافظتها على هويتها العربية ومشاركتها في العديد من الفعاليات المجتمعية التي تهم المجتمعات العربية. وبدورها ذللت الإماراتية ليلى الحوسني الصعاب والعقبات ورفضت الاستسلام لإصابتها بالشلل بعد ولادتها نتيجة خطأ طبيب، واستكملت دراستها والتحقت بمراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتخرجت من المركز وبدأت العمل إلا أنها لم تنسى شغفها بالتصوير والذي بدأ منذ طفولتها إذ كانت الكاميرا صديقتها الأولى، والتحقت بفريق بصمة ضوء الإمارات الذي يعنى بتدريب أصحاب الهمم على التصوير، حيث طورت موهبتها في التصوير ووصلت للاحترافية. نجاحات أصحاب الهمم لا تقتصر على وقتنا الحاضر فلقد شهد التاريخ نماذج مميزة لأصحاب الهمم اللذين تركوا بصمات خالدة لهم حتى وقتنا الحالي على الرغم من معاناتهم مع المرض، فمن منا ينسى عميد الأدب العربي الأديب والناقد والمفكر المصري طه حسين الذي أصيب بالعمى خلال طفولته ولم يستسلم بل استغل براعته في الكتابة خاصة في مجال كتابة السيرة الذاتية ومن أشهر كتبه كتاب "أيام" الذي تناول خلاله مختلف مراحل حياته، كما أضفى لمساته على الرواية العربية. لودفيج فان بيتهوفن من أعظم الملحنين في العالم، أصيب بالصمم إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة أعماله الموسيقية المميزة التي خلدها عبر التاريخ، أما العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ فقد كان يعاني من مرض العصبون الحركي الذي سبب له شللاً تدريجياً وصل لحد الشلل الكامل، وبالرغم من معاناته مع المرض إلا أن إنجازاته وصلت لمختلف أنحاء العالم فلقد حارب المرض لآخر لحظات حياته ولم يستسلم أبداً.