من خلف الميكروفون، «يرى» المذيع الكفيف محمد الحوسني، الحياة ويشارك الناس آمالهم وتطلعاتهم، لاسيّما أقرانه من «أصحاب الهمم»، ومن خلال عمله في برنامج «صباح النور» على إذاعة القرآن الكريم في أبوظبي، يقدّم للجميع قصة نجاح مبهرة وملهمة. يقول محمد الذي حُرم نعمة البصر منذ ولادته عن طفولته، إنّ أسرته لعبت دوراً كبيراً في بناء شخصيته وتسليحه بالعلم، وخاصة والدته التي كان لها عظيم الأثر في مساعدته على تلقّي مستوى متميّز من التربية والتعليم بالقول: «من أجل دراستي ورغبة أمي في أن أحصل على الأفضل، اضطررنا إلى مغادرة المنطقة الغربية والاستقرار في أبوظبي، التي تتوافر فيها مراكز احتياجات خاصة وطرق تعليم بطريقة «برايل». تأقلم اجتماعي وعن اجتهاده لخلق علاقات مع أقرانه الصغار، يؤكد محمد أنه واجه صعوبات كثيرة في البداية بهذا الشأن «إذ لم يستوعبوا وجود طفل مثلهم لا يُبصر، فاتخذت من كرة القدم التي يحبها الجميع مَدْخَلاً للتواصل معهم، إذ حفظت أسماء الفرق واللاعبين وبدأت في الانخراط معهم في الأحاديث، وبالتالي كوّنت صداقات، وعلاقات». نجاح بعد ذلك تابع الحوسني دراسته بنجاح حتى نال درجة البكالوريوس في تخصص العلاقات العامة والإعلام من جامعة الإمارات، حيث وجد عقبة في قبوله لدراسة الإذاعة، بسبب طبيعة بعض المواد في التخصص والمتعلقة بالكاميرا والتصوير، ولكن حُبّه للعمل الإذاعي جعله يسعى جاهداً للوصول إلى حلمه، إذ يعمل الآن ضمن فريق لبرنامج تصدر البرامج الأكثر استماعاً على مستوى الدولة، ليصبح نجماً في عالم الإذاعة. التكنولوجيا ساعدتني وعن كيفية أدائه في وظيفته كمذيع يقول: «أجد الدعم الكامل من أسرة إذاعة القرآن الكريم، وأشعر بالامتنان لهم على ذلك، وفيما يتعلق بالمسائل الفنية أقوم باستخدام جهاز لوحي، ومن خلال برنامج قارئ الشاشة، الذي يقوم بترجمة الكلمات المكتوبة إلى صوت" مؤكداً أن " التقدم التكنولوجي أسهم كثيراً في تسهيل الأمور لذوي الهمم، إذ أتصفح الإنترنت، وأتواصل مع أصدقائي عبر فيسبوك وتويتر».