الكويتية منال المسلم، فقدت ابنتها دانة في حادث غرق أليم، وبعدما تعافت من أحزانها، أنشأت فريق «دانة التطوعي»، ونذرته لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين. المصرية نوال مصطفى أسست جمعية لرعاية أطفال السجينات، ومتابعة أوضاع نزيلات المؤسسات العقابية، وتأهيلهن للاندماج والعمل. أما العراقية سهام جرجيس، فقد تبنّت مبادرات لتخفيف معاناة الأرامل والأيتام، وتوفير فرص التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة في بلادها. السيدات الثلاث وقفن على منصة الفوز الإماراتية في دبي، قبل أيام، في حفل توزيع جائزة «صانع الأمل العربي» التي ابتكرها ويرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأنشأ لها مؤخراً أكاديمية «صنّاع الأمل». منال ونوال وسهام كنّ ثلاث عربيّات في قائمة المرشحين الخمسة الأوائل للجائزة، وبين عشرات الآلاف من المتقدمين، أظهرت النساء أنهن صانعات للأمل، بالقدر الذي تحتاجه مجتمعاتهن، وبالكثير من التفاني، ونكران الذات، فقد تحوّلت معاناة كثير منهن إلى قصص بطولة وتضحية، استفادت منها بلادهن. ربما تلخص المرشحات الثلاث واقعاً عربياً من المحيط إلى الخليج، تنهض فيه النساء بأدوار بارزة في التحدي والإصرار على التغيير بإيجابية وفاعلية، وعدم الاستسلام لليأس. الأمهات العاملات. الشابات المتطوعات. التربويات. الناشطات في العمل الاجتماعي، وغيرهن، ممن يعملن في الظل، ويحصلن كل يوم على جائزة شكر وثناء من نساء ورجال وأطفال في مجتمعاتهن. ففي ظل الحروب والصراعات التي شهدها أكثر من بلد عربي في السنوات الماضية، تحركت «صانعات الأمل» في مخيمات اللجوء، وفي الأحياء الفقيرة، وعند أسرّة الجرحى والمصابين، وفي خيام الأطفال المشردين. فالمرأة العربية كانت دائماً مبادرة للعمل الإنساني والتطوعي، ولا شك أننا سنشهد نتائج عضويتها الفاعلة في «أكاديمية صنّاع الأمل» التي انطلقت من الإمارات، لتحارب اليأس، وتنشر التفاؤل في العالم العربي.