تحلم سارة السناني، أول فتاة إماراتية تحقق ميدالية بارالمبية بفوزها ببرونزية ريو دي جانيرو، بإنشاء نادٍ خاص ومستقل لأصحاب الهمم في أبوظبي، لحاجة اللاعبين واللاعبات الماسة لوجود صرح رياضي خاص يضم جميع رياضات أصحاب الهمم. متمنية أن يرفرف علم الإمارات في طوكيو 2020 بذهبية مسجلة باسمها. • كيف تعرفت على رياضة دفع الجلة؟ - معلمتي في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة اكتشفت قدرتي على ممارسة الرياضة، وعندما بدأت التدريب في رياضة دفع الجلة كنت مصدومة من ثقلها، وأردت أن أمارس رياضة أخرى، لكن المدربين نصحوني بعدم تركها والتدريب بشكل مكثف لتنمية مهاراتي، وبالفعل واظبت على التدريب حتى تمكنت من حملها بالطريقة الصحيحة واللعب بصورة احترافية وأصبحت أحبها. • متى بدأت مشاركاتك في البطولات؟ - أول بطولة شاركت فيها كانت بطولة المرأة الخليجية 2005 وحققت المركز الأول، ثم توقفت، وفي عام 2011 بدأت مسيرتي الحقيقية في الرياضة، وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، وحققت العديد من الميداليات باسم بلادي. • حدثينا عن دعم العائلة لمسيرتك الرياضية؟ - أفتخر بانتمائي إلى عائلة رياضية، حيث كان يلعب أشقائي كرة القدم في أندية أبوظبي كهواية، وعندما دخلت عالم الرياضة وجدت كل الدعم والترحيب من عائلتي وساندوني في كل البطولات التي شاركت فيها، وكانوا يتابعون كل إنجاز أحققه بفخر وتشجيع يدفعني لأخطو خطوة جديدة في طريق النجاح. • وما جديدك؟ - ألعب حالياً رياضة رمي القرص وأتدرب عليها كثيراً، وشاركت في عدد من البطولات المحلية والدولية، وحصلت على العديد من الميداليات الفضية والبرونزية، وأسعى لتحسين تصنيفي في اللعبة، حتى أستطيع المشاركة في طوكيو 2020 برياضة دفع الجلة وأيضاً رمي القرص. • ما الصعوبات التي واجهتها في ألعاب ريو دي جانيرو؟ - في دورة الألعاب البارالمبية كنت أول مرة أصادف جمهوراً بهذا الحضور الكبير، بالإضافة إلى الكم الهائل من الملاعب، شعرت للوهلة الأولي بالرهبة، ولكن شيئاً فشيئاً تعودت على الأجواء، وأصبحت متشوقة لتكرار هذه المنافسات الحماسية الرائعة. • وكيف كان شعورك عندما حققت أول ميدالية بارالمبية باسم الفتاة الإماراتية؟ - أهدتني الرمية الأخيرة الميدالية البرونزية بفارق سنتيمتر واحد عن متسابقة أخرى. غمرتني فرحة عارمة كادت تفقدني صوابي، خاصة عندما رُفع علم بلادي في سماء ريو دي جانيرو. • لقطة من حياتك لا يمكن نسيانها؟ - عندما استقبلنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد عودة بعثة الإمارات من ريو دي جانيرو، صافحني وشعرت بسعادة كبيرة وفخر، فهو بالنسبة إليّ الأب الحنون والقدوة والمثل الأعلى، عندما أراه أشعر بالخير والمحبة والسلام. • وماذا عن أحلامك المستقبلية في الرياضة والدراسة؟ - أتمني العمل في منصب إداري عندما أعتزل المشاركة في البطولات الرياضية، لأني أعرف جيداً احتياجات ومتطلبات رياضات أصحاب الهمم، وحتي أثبت للجميع أن أصحاب الهمم قادرون على تحقيق إنجازات تفوق الوصف والخيال. أما بالنسبة إلى الدراسة فأنا طالبة حالياً في «معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا» تخصص «بيئة وصحة وسلامة»، أحب مجال تخصصي كثيراً، وأرغب في تكملة الماجستير والدكتوراه بعد التخرج. • ماذا ينقض رياضة أصحاب الهمم في الدولة؟ - نحتاج إلى نادٍ خاص ومستقل في أبوظبي يحتضن جميع رياضات أصحاب الهمم، لأن لدينا نقصاً كبيراً في عدد اللاعبين واللاعبات، أتمنى أن يتحقق حلمي ليحدث نشاط وحراك يثريان رياضة أصحاب الهمم، ويزيدان من فرصة الدولة في الحصول على العديد من الميداليات في البطولات الدولية والعالمية، حيث إن أبناء الإمارات أثبتوا جدارتهم في كل الاستحقاقات التي يخوضونها، سواء على مستوى اللاعبين واللاعبات، أو الإداريين والمنظمين لكبرى البطولات العالمية التي تحتضنها الإمارات. • ما رسالتك إلى المجتمع؟ - أتمنى من المجتمع أن يكون واعياً أكثر بأنواع إعاقات أصحاب الهمم، لأني أحزن كثيراً من بعض الأشخاص الذين يدمجون إعاقات أصحاب الهمم في فئة الإعاقة الذهنية فقط وهذا غير صحيح، فهناك خمس إعاقات لأصحاب الهمم تشتمل على: الحركة، كف البصر، الصمم، الذهني، والتوحد، ويجب أن يتم تنظيم دورات تثقيفية عن أصحاب الهمم، وخاصة للغة الصم.