جمال فياض بدأ شهر رمضان المبارك، وبدأ موسم الدراما التلفزيونية. وكما نحن منذ عقود، تعوّدنا، أو عوّدتنا مصر، على أن شهر رمضان، بالإضافة إلى أنه شهر الصيام والتقوى والصلاة، هو أيضاً شهر الجلوس أمام شاشة التلفزيون، لمتابعة مسلسلات وبرامج دينية أو ترفيهية. هي عادة تتكرّر وتمتد وتتوسّع، ولم يعد سهلاً تغييرها.

يساعد في تثبيتها، أن شهر الصوم، يجعلنا نحضر بموعد ثابت في المنزل، وبهذا يضعنا في مواعيد يومية ثابتة أمام الشاشة. وتفرض الدراما نفسها، مهما كان مضمونها. سواء أكانت اجتماعية أم ترفيهية أم بوليسية أم كوميدية أم تاريخية ودينية، ستجد من يشاهدها.

وخصوصاً إذا كانت الشاشة التي تعرضها، من الشاشات المنتشرة، والتي تحظى بنجاح جماهيري واسع. الطبيعي أن تبدأ الشاشات بالترويج للأعمال التي ستعرضها خلال الشهر الكريم. والطبيعي أن تبرز هذه الأشرطة الترويجية، المشاهد التي تعتبر «ذروة المشاهد» الدرامية. مثل مشهد فيه تشويق زائد، أو مشهد درامي يؤدّي فيه البطل أعلى أداء درامي يمكن أن يصل إليه. لكن ما نشاهده باستمرار، وعلى مدى سنوات مضت، هو التركيز في الإعلانات الترويجية لأي مسلسل على المشاهد المليئة بالعنف. في شريط ترويجي مدته نصف دقيقة، ستعرض الشاشة أمامنا، عشر لقطات فيها سلاح وإطلاق نار قاتل، وعشر لقطات فيها صفعات أو لكمات. وعشر لقطات فيها صراخ وزعيق، مضافاً إليها مشاهد أشخاص يتعاطون المخدرات، أو يدخنون الحشيش.

يعني بالخلاصة، ثلاثون ثانية، مشحونة بثلاثين مشهد عنف وإدمان وصراخ واصطدام سيارات ودماء تسيل، ودموع تُذرف. ما هذا الذي نشاهده؟ ولماذا؟ وهل تنقصنا مشاهد عنف، إضافية إلى ما نشاهده في نشرات الأخبار؟ ارحمونا من هذا التشويق المزعج!