أريج البنا فتيات الـ"دي جي" هن نساء اخترن العيش في عالم تملؤه الموسيقى الصاخبة وتهزّ جدرانه الإيقاعات الموسيقية الراقصة. نساء رفضن أن تبقى هذه المهنة حكراً على الرجال، وفقررن الانطلاق في هذا المجال، بدءاً من الحفلات النسائية ووصولاً إلى حفلات الزفاف. والـ"دي جي" أو مهنة تنسيق الأسطوانات هي مهنة ليست بالسهلة وتحتاج إلى موهبة ومهارات عالية لدمج الأغاني الإيقاعية مع أنواع الموسيقى المختلفة وطرحها للجمهور في الحفلات. وكغيره من أنواع الفنون، بدأ هذا الفن يشق طريقه إلى شريحة واسعة من الشباب عبر تدريسه بشكل أكاديمي أخيراً في دبي.   الـ "دي جي" شجون التي دفعها شغفها بالموسيقى إلى ممارسة هذه المهنة، باتت اليوم من أشهر مشاهير عالم الـ "دي جي" ويتهافت عليها الكثيرون لإحياء الحفلات والمناسبات خصوصاً النسائية منها، لأنها تخلق أجواءً مميزة وفريدة واستطاعت حجز مكانة لها في قلوب الناس. لكنّ شجون وضعت نفسها  في خانة ممارسة مهنة "رجالية"، فتخلّت عن الستايل الأنثوي واتجهت نحو اعتماد ملابس فضفاضة وبزات رسمية، وإطلالات ذكورية بالمجمل وكأن هذه الملابس ستزودها بالقوة أكثر وستخفف عنها الانتقادات التي تواجهها كونها فتاة تمارس هذه المهنة. وليس من السهل أن تحظى بفرصة لحجز "شجون" لإحدى مناسباتك نظراً لكثرة الطلب عليها، و تتراوح تكلفة إحيائها الحفل  نحو 25 ألف درهم للحفلة الواحدة. بدورها برعت الـ "دي جي" ليلى سهراب من البحرين في تنسيق الأغاني، ونجحت في تحقيق أعلى المراتب ضمن هذه المهنة، لتصبح من فتيات الـ "دي جي" الأكثر رواجاً في الشرق الأوسط. ليلى التي تسمي نفسها "دي جي ليل" تعتبر نفسها محظوظة كونها استطاعت المجازفة في هذا المجال الذي لم يكن معروفاً محلياً، واقتحمت بموهبتها حفلات الزفاف العائلية والكرنفالات المدرسية وحفلات أعياد الميلاد، لتبدأ من هنا شرارات النجاح بالانبثاق حيث حصلت على أول حفل لها في دبي عام 2008، مما فتح لها الأبواب للانطلاق إلى دول أخرى مثل السعودية وعمان وفرنسا وإيطاليا. وتعتمد ليلى تسريحة شعر قصيرة وتميل إلى الإطلالات الذكورية ونادراً ما تضع المكياج أو الإكسسوارات النسائية، فستايلها شبيه جداً بستايل "شجون" وكأن ما ترتديانه هو زي أو خط أزياء خاص بسيدات الـ"دي جي". في السعودية أيضاً خاضت سمية أحمد المعروفة بـ "سوما دي جي" مجال تنسيق أغاني الحفلات، حيث بدأت مشوارها في عمر 17 عاماً، فتخصصت في مجال الصوتيات خارج السعودية رغبةً منها في احتراف هذه المهنة ومزاولتها. ونجحت سوما بإتقان دمج الأغاني ببعضها، وإعداد مزيج جميل من الأغاني العربية والغربية وإبهاج الجمهور بكل فئاته العمرية. قد ينظر مجتمعنا العربي نظرة سلبية للفتيات اللواتي يمارسن مهنة الـدي جي  إذ يعتبرهن بعيدات عن الأنوثة، وهذه صورة نمطية خاطئة ربما فرضتها بعض النساء الممارسات لهذه المهنة. ففتاة الـ "دي جي" لا تختلف عن أي فتاة أخرى، وبإمكانها ارتداء ملابس أنثوية، ووضع المستحضرات التجميلية، والتصرّف بكل رقّة وأنثوية، ولا تفرض عليها هذه المهنة لا الملابس الرجالية ولا قصات الشعر الذكورية.