الوردة تحت أي مُسمّى تبقى وردة.. وهكذا هي «ابنة النيل» الفنانة مي عز الدين، في حوارها مع «زهرة الخليج» تؤكد أنه سيكون الوحيد لها هذا العام إعلامياً، وخصّتنا به.

«رسايل».. يُشعرني بالخوف

مي، وأنت تلعبين بطولة مسلسل «رسايل» في رمضان، أين تضعين هذا العمل مقارنة بالأعمال الأخرى التي يقوم ببطولتها نجوم آخرون، أمثال عادل إمام، يحيى الفخراني، غادة عبد الرازق، يسرا، وزينة وآخرين؟

- لا أعلم، وأشعر بالخوف، وهو أمر طبيعي أعيشه قبل تقديم أي عمل. وهو ليس الخوف من مسألة المنافسة، فأنا لا أركز في الأعمال التي يقدمها غيري من الفنانين، لثقتي بأن هناك من هم «أجْمَد منّي» وأقدَم مني، لذلك برمجت عقلي على ألّا يفكر فيمن هم حولي، ويكفيني اقتناعي ووثوقي بأني تعبت في الاختيار، واجتهدت في تقديم الشخصية، وحرصت على التميّز فيما أقدمه.

هل مسلسل «رسايل» هو الوحيد الذي عُرض عليك للعب بطولته في رمضان؟

- بل نصوص عديدة، منها ما يحمل موضوع كوميدي ومنها ما هو رومانسي أو فيه تشويق، لكن في النهاية أكثر عمل شعرت به ولامَسَني هو «رسايل». والعنصر الأساسي الذي يجعلني سعيدة، هو أنه من أكثر مسلسل قدمته في حياتي يحوي رسايل كتيرة وأمور مهمة، ويقودنا إلى منطقة تفكير قد نبتعد عنها أو ننساها، لأن الدنيا شغلتنا عنها، ولن أخوض في تفاصيل المسلسل حتى لا أحرقه.

قرأنا في رصد للعمل وشخصية «هالة» التي تقدمينها من يقول: تدور الأحداث حول الأسَر المصرية التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة التي تعيش تحت خط الفقر وتعاني كثيراً، من خلال فتاة تعيش مع والدها الذي يُحال إلى المعاش، وتحلم هذه الفتاة بأشياء تتحقق كما حلمت بها، منها أحلام تخص أقاربها وجيرانها، ومنها حلم شاهدت فيه والدها يعاني المرض ويذهب إلى العلاج من دون أن يخبرها...». ما دقة هذا؟

- قرأت هذا الملخص الذي نُشر عن العمل مثلي مثلكم، لكني لن أعلق إيجاباً أو سلباً عليه لأني «مش عايزة أي حد يعرف التفاصيل، ولندع الناس تتفرج وتكتشف بنفسها ما الذي سيحدث وتفهم قضية «هالة»، ومن ثم بعد انتهاء رمضان، الكل سيعي المصداقية من عدمها عن ما كتب مسبقاً عن قصة «رسايل» في الإعلام.

سنراك في «رسايل» محجّبة...

- (مقاطعة): هو مجرّد دور أقدمه ولم يسبق لي أن ظهرت محجبة، ولا بد أن «هالة» في العمل مرّت بظروف حتى اختارت ارتداء الحجاب.

الكل يلاحظ أنك مختفية إعلامياً.. لماذا؟

- لقد قررت الابتعاد عن الظهور الإعلامي كلياً، وقد أطل من خلال إعلاميين معيّنين أعرفهم وأثق بهم. (تصمت ثم تقول): لي قرابة الـ18 عاماً في هذه المهنة، ولا أعرف في حياتي سوى أن أقف أمام الكاميرا لأمثل، ولم أكن من البداية أحب التصوير كثيراً أو أطل في برامج أو أجري المقابلات، وشخصيتي «مش راكبة مع الحاجات المطلوبة لهذه المهنة من بروباغندا إعلامية». بأمانة غيابي عن الإعلام ليس فقط لكوني «مش حابة»، بل لأني لا أثق بأغلب الناس الذين أجري معهم مقابلات بسهولة، ووجدت أنه «ياما ممكن تعمل حوار مع أحد ولا يكون أميناً عليك»، وفي الآخر ينتهي الأمر بأن هذا اللقاء يضرّك ولا يفيدك، جاءت فترة وبعد أن أجريت عدة لقاءات إعلامية، راجعت حساباتي، وقلت إن سياستي في البداية بعدم إجراء لقاءات هي الأفضل، وقلت لنفسي: «انت يا بنت الحلال شغلتك تمثلي، ولو عملك طلع مزبوط، سيُعجب الناس، ولو في أحد من النقاد وأهل الصحافة أعجبه العمل سيكتب عنه مدحاً، ولو لم يعجبه سيقوم بنقده»، وهذا الأمر طبيعي ويحدث مع كل من يُجرون مقابلات من الفنانين، ففرضت على نفسي التوقف من جديد عن إجراء الحوارات حتى لا يضر بي تحريف الكلام. لذلك تجدوني هذا العام لن أطل إعلامياً طوال العام إلّا في جريدة مصرية واحدة، ومطبوعة عربية واحدة هي «زهرة الخليج».

لماذا موقف الفنان من تعليقات الجمهور القاسية عبر وسائل التواصل لا تصل إلى مستوى حدّتهم على الإعلام؟

- ذلك لأنه أولاً هناك ما نسبته 60 في المئة من الجمهور المتابع للفنان عبر وسائل التواصل من معجبيه، وقلة قليلة متبقية هي من تكيل الشتائم، بالتالي سيجد الفنان نفسه سعيدا لأن النسبة الكبرى مساندة له، ومثل هذه النسبة لا يجدونها في علاقته مع الإعلام.

إجابتك الأخيرة تُذكرنا بما فعلته الفنانة إلهام شاهين ودفاعها عن النجمة نجلاء فتحي، ردّاً على تغريدة الإعلامية فجر السعيد، عندما طلبت من نجلاء بعد الظهور إعلامياً من جديد، على أثر الصورة التي التقطت لها وبدت فيها وقد تقدم بها العمر، كي تظل محافظة على الصورة الرومانسية الجميلة لها منذ زمن السبعينات.. أليس كذلك؟

- الهجوم عندما لا يطالك، فتستطيع تسجيل موقف كما فعلت إلهام شاهين. ولكن عندما يطالك مع إعلامي لن تستطيع الرد عليه، وإن رددت ستخلق العداوات معه، وفي السوشيال ميديا أنت لست بحاجة إلى الرد على الفرد من الجمهور الذي أساء إليك بالتعليق، لأنه قبل أن ترد ستجد 20 آخرين وقد ردّوا عليه.

بكيت حينما تقدمت في العمر

في برنامج «حكايتي مع الزمان»، بكيت في الفقرة التي تم فيها إجراء مكياج لك يُظهرك عجوزاً، كيف ستبدين إذا تقدم السن بك، وحينها غردت زميلتك الفنانة زينة تُطبطب عليك قائلة: «عجوز.. بس قمر»! لماذا بكيت حينها؟

- لأني اكتشفت في مي عز الدين أن شكلها هذا «حيبقي من النوع اللي يقول إنها مش حابة تظهر وعايزة تختفي»، وبكيت وتساءلت حينها مع نفسي: هل إذا كبرت سأحس حينها كما شعرت لحظة البرنامج؟ وبصراحة، صعبة على الفنان أن يرى نفسه كبر وتقدم في السن.

مي، لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟

- لأنه لديّ أزمة أني «مش عارفة أتجوز بالعقل»، فأنا إنسانة رومانسية، وللأسف الشديد المرّات التي مررت بها بعلاقات عاطفية عن طريق القلب لم تكتمل، ومع ذلك لديّ قناعة بأنه لو لم يحدث هناك حُبّ في حياتي.. فلن أتزوج.

يبدو أن جمهورك لن يرتاح إلّا إذا تزوجت؟

- هم يدعون لي أن أجد نصيبي، لكني فعلاً لا أعرف كيف أقدم على هذه الخطوة دون انجذاب على الأقل مبدئي تجاه الطرف الآخر، وهو ما شعرت به في مرات نادرة.

تجربة الخطوبة والانفصال

حدث أن عشت تجربة الخطوبة مع أحد الرياضيين..

- كانت خطوبة سريعة جداً، بل أسرع علاقة في حياتي، إذ عندما بدأنا التعارف إلى بعضنا البعض أثناء مرحلة الخطوبة، هنا اتضح وجود فرق في الطباع، فبدأت المشاجرات، ما أدى إلى الانفصال.

«هشوف العرسان فين؟

هل أنت إنسانة انطوائية لدرجة تجدين فيها صعوبة بوجود الشريك؟

- نعم.. وأعترف بأنّ لديّ في حياتي مشكلتين. الأولى، أن مشاعري لا تتحرك بسهولة، أما المشكلة الثانية فهي أنني لا ألتَقِ بأناس كثيرين، و«خروجاتي محدودة» وإلى أماكن معينة، بعيدة عن التجمّعات، فلا أحضر الأفراح والمهرجانات إلّا نادرا، بالتالي «يا فرحتي.. حشوف العرسان فين».

بصراحة، هل قدّمت تنازلات على صعيد الجانب العاطفي، في سبيل تحقيق مسألتي الاستقرار والزواج؟

- سأعترف أن تنازلاتي أصبحت أكثر من متطلباتي. وعموماً، أنا إنسانة لستُ متعبة ولا أضع شروطاً أو قيوداً على الطرف الآخر بأنه يجب أن يكون ذا مكانة، أو مستوى مادي معين، إلخ.

ارتداء الحجاب والاعتزال

ماذا لو أحببت رجلاً وكانت مسألة ارتدائك الحجاب واعتزال الفن مطلباً منه لإتمام الارتباط بك. فهل توافقين؟

- ارتداء الحجاب هو الشيء الوحيد الذي لا تضعه المرأة أو الفتاة بطلب من أحد، فالحب لا يشترط بطلب الطرف الآخر ارتداء الحجاب أو الاعتزال. خاصة أنها أمور يجب أن تكون نابعة من قناعة داخلية.