جمال فيّاض

نعرف في ألعاب اليانصيب واللوتو، شيئاً اسمه جوائز الترضية. وهي جائزة يحصل عليها الذي خابت أرقام ورقته في رقم أخير. فلو كان الفارق بسيطاً جداً، تمنح الإدارة للخاسر بفارق بسيط، جائزة ترضية، تكون كما اسمها لترضية الخاسر بمبلغ بسيط، لا يزيد على عشرة في المئة من الجائزة الكبرى.

في الحياة بعض الأشخاص، لا يصيبهم مما يتمنونه في الحياة إلا جوائز الترضية. مثل أن يحلم شخص بأن يكون في الحياة طبيباً، فيحصل بعد جهد على مرتبة ممرّض. أو يكون حلمه الوصول إلى مرتبة وزير، فتحطّه رحاله بأن يصبح مدير مكتب وزير أو مساعده قليل التأثير في القرارات. في الفنّ يحصل هذا باستمرار.

يأتيك الفنان بكل شهرته ونجاحه وحبّ الناس، ومعه في الصف الخلفي مُرافق برتبة مساعد. أو ربما شخص يخدمه عندما يحتاج إلى خدمة. وهذا بالفعل ما حصل مع الفنان جورج وسوف في مدينة طابا المصرية. فقد وصل جورج إلى مدينة طابا المصرية الشهيرة بجمالها وسياحتها البحرية.

ومنذ اللحظة التي وصلها، حتى بدأ مرافقه الذي يشير إلى أنه مدير أعماله في مصر. وهو منصب يعتقد صاحبنا أنه بمثابة منصب وزير. بدأ المرافق - مدير الأعمال - باتخاذ القرارات، ويمارس سلطته وكأنه عسكري وحاكم بأمره. قرارات، تقول لهذا إنه يستطيع التحدّث إلى جورج وسوف. أما ذاك فلا يمكنه لقاء «سلطان الطرب». إلى أن وصلت لحظة المؤتمر الصحافي.

وهنا وصلت الحكاية مع صاحبنا مرافق الوسوف، إلى حدّ تحديد عدد الأسئلة لكل صحافي، ومن ثم تحديد أين يجلسون، وكيف يجلسون في حضرة السلطان، أي مارس الأخ المرافق للوسوف كل أنواع الأوامر على الحاضرين. وكانهم مجرّد عبيد يأمرهم فيطيعون. ليس في حياة الفنان غرور أو «شوفة نفس» إلا على من يحاول ممارسة مثل هذه التصرفات.

المضحك المبكي، أن الشخص المرافق، يعيش نجومية الفنان حتى أقصى الممكن. فيكاد لا يجيب عن سؤال، ولا يردّ أي تحية. إلى أن يأتي طرف ثالث بينه وبين نجمه. هنا سينتفض ويستنفر كل قواه الجسدية والعقلية، ليعيش الدور، فيصبح بنظر نفسه نجماً مثل رئيسه، آمراً لا يردّ أمره أحد. لكن النتيجة غالباً، تأتي بأنه لا يستمر في مكان عمل واحد. ولا يمكن لأحد أن يشهد فيه شهادة جميلة.

الغريب في الخلاصة، أن الفنان يعيش الرضوخ التام للمدبّر الجديد، ولا يستطيع إغضابه مهما كانت النتيجة. وهنا يكمن سرّ مُرافق جورج وسّوف، الذي قيل إنه أخبر الصحافيين بأن هذا الشخص، هو الأكسجين الذي أتنفسه.