يعكس غلاف رواية «يسقط على غيمة» رؤية وفلسفة الكاتب الإماراتي عبيد بوملحة، في تقديم قالب أدبي مميّز عبر نصوص سردية بعيداً عن المألوف، فالكتاب يشبه المقولة الشهيرة: «الكتاب يبان من عنوانه»، من حيث انسجام فكرة الغلاف مع المحتوى والعلاقات الانعكاسية التي تقع في 188 صفحة، عبر نصوص منفصلة ومتصلة في آنٍ واحد، تستوقف القارئ في لحظة تأمّل عبر فضاءات واسعة عن الحياة ومشاهد بصرية، تبدأ أحداثها في هبوط «الساقط» من الأعلى، مروراً بمحطات عديدة حول تأملات فكرية وتساؤلات مع الذات بجانب المؤثرات التي تعيشها البشرية، وراء كل محطة يمر بها «الساقط» قصة وحكاية متتالية تكتمل جزيئاتها بالتدريج عبر تلك المراحل لتشكل المحور الأساسي وتلتقي في نقطة واحدة.

فالرواية تجرّ القارئ إلى أن يخوض تجارب عديدة، وما وراء حالة الإحباط والمتاعب التي يعانيها البعض بسبب إسقاط البشر علينا، وما الأسباب التي تفرض علينا أن نقع بأنفسنا وسط دائرة الاتهامات من دون أن يكون لنا يد في ذلك؟ ولما نحن البشر ننتظر اللحظات الجميلة كي نعيشها من دون أن يكون لنا دور في ذلك.

دائماً نقول إننا «ضحايا الحياة». فهل نحن كذلك أم أنه «وهم» يصيب البعض؟ وهل يلفت لنا الأشخاص أنفسهم، الذين كانوا سبب تعاستنا أو تعبنا؟ رواية جاءت بصورة عكسية ومُغايرة للروايات التي تعوّدنا على سرد الأحداث من البداية إلى النهاية، قد تختلف أحياناً وتبدأ من النهاية إلى البداية، ولكنها تبقى قصة ونسيجاً متكاملاً بالعبارات، ومكونات البناء القصصي من شخصيات وزمان ومكان وعقدة.