في «مئوية زايد»، يتجدد الحدث الثقافي السنوي الأبرز في صناعة النشر في المنطقة، مكرساً المركز الفكري المرموق، الذي تحتله دولة الإمارات، وعاصمتها أبوظبي في إطار التنمية الشاملة.

إنه «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في دورة جديدة، تعيد إلى الأذهان أهمية هذه التظاهرة الثقافية المتواصلة منذ عام 1981، عندما أطلق الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المعرض، ليضع أبوظبي على خريطة طباعة الكتب ونشرها، إلى جوار القاهرة وبيروت.

أبرز دور النشر العالمية والعربية، تحرص سنوياً على التواجد في المعرض، 1350 عارضاً من 63 دولة في منصة لتشجيع القراءة، وتأكيد مكانتها في رقي الشعوب ونمائها، وفي رسالة واضحة تبعث بها أبوظبي عن أهمية تلازم مسارات التنمية، وإعطاء البعد الثقافي الأهمية والأولوية، إلى جانب النهضة الشاملة في كل القطاعات الحيوية في الإمارة، وفي الدولة.

يُضاف «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» إلى مشهد ثقافي متنوع، بعد افتتاح «لوفر أبوظبي»، وتواصل المهرجانات التراثية، والنشاط الفكري والفني على مدار العام. وهذا يشكل أجندة غنية لحضور متواصل للمثقفين والمفكرين والفنانين من المنطقة والعالم، ويتيح لسكان الدولة فرصاً متعددة من التعرض للانفتاح المعرفي، والتواصل الحضاري، في سياق العمل التنويري، الذي تنهض به الدولة.

إلى جانب ذلك، فالقراءة جهد وطني مؤسسي في الإمارات، وقد توسع هذا الجهد، بعد «عام القراءة»، وقبله، ليصبح عربياً في مشاريع وبرامج تتواصل في دبي والشارقة، وبقية إمارات الدولة.

استمرار المعرض، بهذا الزخم، إضافة إلى الفعاليات الأدبية والثقافية في إطاره، يشكل وفاء لسيرة الراحل العظيم وإنجازاته، التي لا تزال ماثلة في تفاصيل حياتنا في الإمارات.