هل خطر في بالك أن تجرب التفكير بكلمات وتراقب اختلاف معناها في ذهنك، بينما تنتقل بإصبعك على خارطة للعالم، وما المعنى الذي تعطيه لو كان بصرك على دولة معينة، وكيف يختلف هذا المعنى لو كنت تنظر إلى دولتك على الخارطة؟ خاطرة تبادرت لذهني وأنا أقرأ تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عندما أعلن إصدار الإمارات أول تشريع من نوعه للمساواة في الأجور بين الجنسين. من هذه العبارات عبارة (تمكين المرأة)، وهي التي كان يرافقها بريق وتنهدات إذا كنّا ننظر للكثير من الدول الغربية على الخارطة، ولكن اليوم اختلفت الصورة تماماً وأصبح ما حققته الإمارات في مجال احترام حقوق وتميُّز المرأة ودورها المجتمعي أكبر من عبارة التمكين، ولم يعد هذا الوصف كافياً ليعبر عما أوجدته القيادة في الإمارات وتعيشه المرأة الإماراتية، فأصبحنا «.. نمكن المجتمع بالمرأة ولا نمكن المرأة»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. فبينما سبقتنا الكثير من الدول في بداية رحلتها في مجال دعم حقوق المرأة ومنحها الدور الذي يليق بها في المجتمع، كما اعتاد إعلامهم أن يروّج حتى اليوم، إلا أنها عندما وصلت إلى المرحلة التي يجب عليها اتخاذ قرارات حاسمة للتمكين الحقيقي للمرأة أخذت غفوة الأرنب في قصة الأرنب والسلحفاة الشهيرة، وتفوق نموذجنا الإماراتي بامتياز لأن مؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، جعل المرأة شريكة في بناء الدولة منذ اليوم الأول لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما استمر بعد 46 عاماً من ولادة الإمارات. المعادلة التي جعلتنا نسبق العالم في نموذج احترام وتقدير المرأة هي أنه نابع من إيمان حقيقي بدورها وليس مجرد شعارٍ نرفعه في مناسبات معينة، وهو مهمة يومية تم إيجاد قوانين ومؤسسات لتحقيقها والإشراف على متابعتها طوال العام. والأهم هو أن رعاية هذا الملف تبنته القيادة بنفسها وحملت رايته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الراعية لتمكين وإنجازات المرأة، فأصبح ذلك واقعاً معيشاً. وأصبح المعيار الرئيسي لدور المرأة هو الكفاءة، وتم تخصيص مؤسسة هي مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين للإشراف عليه بقيادة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي حققت خلال فترة قياسية إنجازات نوعية وابتكارات في منح المرأة الدور الذي تستحقه. من معرفتي بقيادتنا، قانون المساواة في الأجور بين الجنسين ليس المحطة النهائية لمنح المرأة دوراً أكبر يليق بقدراتها، ولكن محطة تجعلنا عندما ننظر إلى خارطة العالم نتجه مباشرة لبريق يشِع من منطقتنا العربية على يد إماراتية، ويجعل كلمة تمكين المرأة لم تعد كافية لوصف مستقبل دور المرأة العربية. نبحث عن كلمة تصف بيئة جعلت المرأة قلب العمل الرسمي والاقتصادي في الدولة، وتتولى المرأة فيها 9 حقائب وزارية بوزارات استراتيجية، ورئيسة المجلس الوطني امرأة، ونحو ربع أعضاء البرلمان نساء و71 % من الإماراتيات التحقن بالتعليم العالي، و66 % من الوظائف الحكومية تشغلها المرأة. فما الوصف الذي تقترحونه في المرة المقبلة التي تنظرون بها إلى خارطة الإمارات؟ فالبحث جارٍ عن تعريف لدور نسائي فاق الوصف. د.عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية