يُحذّر الأطباء كثيراً من مخاطر كتم العطس، حيث إن كبْح اندفاع الهواء الخارج من رئتيك بسرعة 100 ميل في الساعة قد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن، أو الصمم في بعض الحالات. لكن، إن كنت تعيش في فيلم A Quiet Place، فاضرب بكلام الأطباء عرض الحائط، لأن عطسة واحدة قد تكلّفك حياتك، ولو افترضنا أنك فقدت سمعك نتيجة للكتم، فلا تقلق..لأن لا شيء سيفوتك في عالم ساكن كمقبرة!

يتناول فيلم A Quiet Place  قصة عائلة تناضل بصمت لتعيش في ظروف غير طبيعية، حيث في الخارج تنتشر مخلوقات غريبة ومتوحشة، وعلى الرغم من كونها عمياء إلا أنها تملك حاسة سمع رهيبة تجعلها قادرة على تتبّع أدنى صوت وافتراس أي إنسان أو حيوان تصادفه. وتبدأ الأحداث بعد مرور 78 يوماً من حدث مجهول، لكننا نستنتج أنه كان كارثةً عالمية أدّت لظهور هذه الوحوش وانتشارها في بلدان عدة لتحصد الأرواح، وتعطّل الحياة الحديثة، وتُرغم البشر جميعاً - أو من تبقى منهم - على التزام الصمت وتجنّب إصدار أي ضجيج، لدرجة أن أفراد العائلة يمشون حُفاةً، ويتحدثون بلغة الإشارة، ولا يستخدمون الأطباق والملاعق عند تناول الطعام، بل إن الأطفال حتى يرموا قطعتي النّرد على السجاد بدلاً من اللوح البلاستيكي عند لعب «المونوبولي».

قد يبدو لك مما سبق أن فيلم (مكان هادئ) ينتمي للنوعية التي تتعمّد إثارة فزعك لمجرد الفزع، وتهدف إلى إسقاط عقالك عن شماغك، وتتباهى بعدد المشاهدين الذين تسببّت لهم بسكتة قلبية! لكنه على العكس من ذلك، فيلمٌ رصين لا يتبع المسار المبتذل في إرعاب المشاهد بالخداع وصدمات المؤثرات الصوتية، بل يأخذك إلى قلب الحدث لتتصرف وفق رد الفعل الطبيعي حين تواجه ظروفاً استثنائية مُخيفة بحد ذاتها، وعليك أن تتكيّف معها.