يستضيف متحف "اللوفر أبوظبي" معرض "العالم برؤية كروية" في الفترة من 23 مارس إلى الثاني من يونيو، والذي يسترجع مشاهد تاريخية استكشافية في فكر الإنسان وتصوراته عن الكون والأرض منذ العصور القديمة? حيث تروي مصمّمة المعرض لورانس فونتين، في كل قسم وقاعة مرحلة زمنية من تطور الفكر الإنساني وتصوراته عن كروية الأرض. يقدم

ويقدّم المعرض 160 قطعة من مجموعة المكتبة الوطنية الفرنسية، وقطعاً أخرى مُعارة. كما يعرض أكثر من 40 مجسماً كروياً، وبقايا أثرية نادرة ومخطوطات رائعة، وأطروحات مطبوعة، وأسطرلابات وخرائط عالمية فريدة، ليعود بزوار اللوفر أبوظبي إلى 2500 سنة من تاريخ العلوم وتمثيل العالم. وقد أشرف على تنسيق هذا المعرض كاثرين هوفمان، المنسّقة العامة في المكتبة الوطنية الفرنسية، وفرانسوا ناوروكي، المنسّق العام ونائب رئيس مكتبة "سانت جينفيف". المعرض يستقبل زوّاره في القسم الأول، بمجموعة رائعة من المجسمات الكروية، والتي تعكس تصورات الفلاسفة اليونانيين والعلماء عن الكواكب والنجوم في القرن السادس عشر قبل الميلاد، كان من أهم تلك المعروضات مُجسّمان مطبوعان للكرة السماوية، تم تصنيعهما من الورق والخشب والنحاس الأول، في العاصمة الفرنسية باريس في عام 1693، والآخر في إيطاليا عام 1688. أسطرلاب عربي في القسم الثاني من المعرض تم عرض نموذج ثنائي البُعد للقبّة السماوية، الذي يهدف إلى تجسيد حركة الكواكب والنجوم على سطح مُسطّح وتحديد أوقات الليل والنهار، ويتألف الأسطرلاب من خمسة أجزاء، وهي: (الأم، الصفائح، العنكبوت وهي الشبكة، الظهر والعضادة). إذ أصبح الأسطرلاب الآلة الفلكية الأفضل للفلكيين، خصوصاً بعد أن أتيح رسم الأبراج الفلكية ومن ثم التنبّؤ بأقدار الناس. الكرات السماوية الإسلامية يُعد من أقدم المجسمات الكروية المصنوعة في الشرق الأوسط، إذ يضم 1025 نجماً و48 كوكباً، كما هو موصوف في كتاب "المجسطي" لبطليموس، حيث زُوّدت بحلقتي الطول والأفق، وتم استعمالها لإجراء العديد من الحسابات في طول الأيام ومشارق النجوم ومغاربها، وكذلك كانت لها قيمة كبيرة عند الأمراء والسلاطين، لـمَـا تحمله من أهمية فنية ورمزية. الكرات الثلاث صُنعت الكرات الثلاث في عهد الملك لويس الرابع عشر ( 1643 - 1715م)، وهي عبارة عن نماذج مُصغّرة، ترمز إلى مفاهيم الكون الكروي بحسب المبادئ الموروثة عن العصور القديمة، إذ تعكس الكرات أحدث الاكتشافات الجغرافية والفلكية آنذاك، وقد صُمّمت لتلبّي فضول النخبة الأوروبية الغنية بالجغرافيا والعلوم الفلكية. ولا شك في أنها تحف فنية حقيقية، تتميز بقيمتها المادية وتطورها التقني، إلى جانب قيمتها العلمية، لكونها موسوعة معرفيّة شاملة. الثورة الكوبرنيكية ترجع فكرة هذا المجسم إلى نيكولاس كوبرنيكوس في عام 1543م، الذي قام بوضع الشمس في نظام الكرات متّحدة المركز، ولكن هذه الفرضية النظرية لم تغيّر أي شيء في الحسابات الفلكية الأساسية، واحتفظت بفكرة الكون المحدود المحاط بكرة النجوم الثابتة، ولم تشكك في أي من المعتقدات الجوهرية الموروثة عن علوم العصور القديمة والوسطى، وكان يجب انتظار القرن الثامن عشر لكي تنتصر الفرضية الكوبرنيكية، وتصنع أولى الكرات ذات الحلق شمسية المركز. الكرة السماوية في المعرض العالمي بباريس 1900 هو عبارة عن ملصق إعلاني على شكل مُجسّم الكرة السماوية الضخم، شُيّد مؤقتاً في القرب من برج إيفل عام 1900م، أحد المعالم الرمزية للمعرض العالمي في باريس، وقد استُوحي هذا المجسم الضخم الذي بلغ قطره 46 متراً، من نماذج القاعات الجغرافية في المعارض. ويتألف من 3 طوابق، تضم مطاعم وقاعات للمحاضرات وحفلات موسيقية، كما تضم الكرة قبّة سماوية يمكن مشاهدتها من الداخل، كرة مركزية صغيرة تمثل الأرض في دورانها على محورها كل 3 دقائق، وذلك لخلق الإحساس المثالي بالعالم الحقيقي. انعكاس بيضة ذهبية قام ألان جاكيه في عام 1972م، باستخدام الصور التي التقطتها بعثة "أبولو"، ليصمّم بين عامي 1978 و1989، لسلسلة وفيرة من الأعمال بعنوان "الأرض والرؤى" فاعتمد على تقنيات الحاسوب في أواخر الثمانينات، حيث لعب جاكيه على شكل الأرض، فصوّرها تارة كبساط الريح، وأخرى كقالب حلوى أو بيضة طائرة، لتبدو الأرض عظيمة وضخمة وهشّة في الوقت نفسه. تصدير النموذج الكروي للشرق الأقصى لا شك في أن المبشرين اليسوعيين الذين سافروا إلى الصين، خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان لهم دور أساسي في المبادلات العلمية بين الشرق والغرب، حيث انتشرت معرفتهم الفلكية والكونية والجغرافية في البلدان المجاورة كاليابان وكوريا، ويصور هذا السجال الأب اليسوعي فيربيست، مدير المرصد الفلكي في بلاط إمبراطور الصين، وصاحب خريطة العالم بالصينية، إلى جانب سلفه الأب شال فان بيل، والإمبراطور شونزي الذي حكم بين (1644 و1661).